ألقيّتُ نظرةً أخيرةً على غُرفتِي وانا أُحآوِلُ ان أذكُر اذا كانَ يُوجَد مآ فآتنِي حتّى شعرتُ بـدخولِ وآلِدي ومُعآنقتُه لي.
"كيفَ وآفقتُ على إرسآلكِ لـبلدٍ غريبٍ بـمُفرَدِكِ؟" تسآئلَ وآلِدي مِثلَ ما كانَ يفعلُ فِ الثلآثةِ أيّآمِ الّتي مضَت.
"لستُ بـمُفردِي يا أبِي، آيزاك معي." أجَبْتُ على سُؤآلِه المُعتآد مُبتسمة.
"انتُما طِفلآن، كان يجِبُ ان أُرفِقَ شخصاً نآضِجاً معكُما." قال بـندمٍ لـأشعُرَ بـالغضبِ بـدآخلي!
"ليسَ لـأنَّنِي أمتَلِكُ مرضاً غبيّاً يعنِي أنّي لستُ مسؤُولةً عن نفسِي أبِي، توقّف عن جعلِي أشعُرُ بـالعجزِ والضّعف!" إنفجرتُ غآضِبةً لا أعلَمُ لمَ، ولكِنّني فعلت.
"لم أقصِد الأمرَ هكذآ، انا فقط أخشى ان يُصيبَكِ شيّءٌ وانتِ بعيدةٌ عنّي." تحدّث بـهدوءٍ لـأُغمِضَ عيّنآي لـلحظة ومِن ثَمَّ توجّهتُ لـمُعآنقتِه.
"انا أعلَمُ انّكِ كبيرةٌ ومسؤولَة، والّا لما كُنتُ وآفقت، انّهُ فقط لحظآتُ التّردُّدِ الّتي تأتِي فِ النّهآيةِ وتُرعِبُنِي." قال ضآحِكاً وهو يُبآدِلُنِي العِنآقَ لـأبتسم.
"سـأكونُ بـخير، انّها فقط رِحلةٌ صغيرةٌ للـترفيهِ عن نفسِي وللـرآحةِ من ذكريآتِ هذهِ البلدِ لـبعضِ الوقت." قُلتُ بـصدق، هذا شيء ومُقآبلةُ زَين شيءٌ مُختلف.
"سـتركبينَ طآئِرةً جولي." قال أبي ضآحِكاً لـأُشآركه.
مجيئِي الى آلمآنيا عبرَ البحرِ كان مُزعِجاً، لـطآلما أردتُ رُكوبَ الطّآئِرَة!
"سـأفعل، سـيكونُ مُخيفاً ورآئِعاً." قلتُ وانا أتخيّلُ الأمرَ لـيضحكَ أبِي وهو يأخُذُ بـيدِي الى الأسفل، لم أنسى شيّئاً.
"لمَ لم يأتِي آيزاك بعد؟" سألت وآلِدتِي لـأرفعَ كتِفآي بـإستِنكآر.
قال انّ الأمرَ سـيكونُ مُفآجئةً لي.
سمِعنا صوتَ بوقِ سيّآرةٍ لـأعقِدَ حآجِبآيّ، آيزاك لم يبتَع سيّآرةً زآئِد انّ وآلِداه قد ودّعآهُ صبآحاً لـأنّ كِلآهما لديّهما عمل مِمّا ازعَجه بـشدّة.
فتحتُ البآبَ لـأجدَه يُخرِجَ رأسه او وآقِفاً بـمعنىً أصح مِن فُتحةِ سيّآرةٍ غآلِيّة وهو يُرقّصُ حاجبيّه ضآحِكاً لـأضحك.
"لقد كآنت أُمنيّتِي الوحيدة لـذلكَ إستغللتُ المُؤسّسةَ بـشكلٍ جيّد." صآح لـأنفجِرَ ضآحِكة، هوَ الأروع!
جلسنا فِ حُجرَةِ الإنتِظآرِ بعدَ ان فرُغتُ مِن مُعآنقةِ وآلِدآي وبُكآئِهُما والإستِمآعِ الى نصآئِحمها حتّى تحجّجَ آيزاك بـأنّ إعلآنَ موعدِ طآئِرتنا قريب ويتوجّبُ علينا إنهآءُ بعضُ لوآزمِ السّفر.
"تحتآجينَ شيّئاً مِن منصّةِ الطّعآمِ إضآفِيّ؟" سألنِي آيزاك لـأبتسمَ وانا أهزُّ رأسي بـالنّفيِّ ثُمَّ إنطلقَ لـتأتِيَ فتآةٌ صغيرةٌ بعدَ بِضعةَ لحظآتٍ مِن ذهآبِه.
أنت تقرأ
Radio Station // z.m {Completed}
Fanfictionلَم أرَه مُسبَقاً، ولكِن سَماعُ صَوّتِه، ضَحِكاتِه، نِكاتِه، حَديثه مع الإتّصالاتِ الّتي يتلقّاها يوّمِيّاً فِ السّاعةِ الخامِسةِ عَصراً على المَحطّةِ التّسعِ والتّسعون فاصِلَ تِسعة فِ بَرنامَجِه، تلكَ الأشياءُ البَسِيطة، جعلتنِي أُحِبُّه. - Highest...