"چولِي، أـستبقينَ هكذا؟" سألَنِي آيزاك وانا مُستلقاةٌ على الأريكةِ في المَشفى، أُعانقُ وسادة، لـأنظُرَ لهُ.
"أجل، أنوِي قضاء ما تبقّى مِن عُمري هكذا." أجبتُه، لم تكُن الطّريقةَ الأمثل للردّ على آيزاك لأنّني لا أُحبّ ان أكونَ وقِحةً معهُ، لكِن الأمرُ لا إرادِي.
"عزيزتِي، هل تكوّمكِ على الأريكةِ سيـيُغيّرُ شيّئاً؟ لا! انتِ لا تفعلينَ شيّئاً سوى إحزانِ نفسك، وكـأنّكِ عُدتِ لِلـصفرِ مرّةً أُخرى." قالَ وهو ينحنِي أمامِي، ليصبحَ وجهُه مَقابِلاً لِي، هُو مُحِق.
"فقدتُ الإهتمامَ في فعلِ شيّءٍ جديد، لا أُريدُ أيّ شيّء." خرجَت الكلماتُ منّي بـضعفٍ أكثرَ مِن ما كُنتُ أتوقّع، لـيتنهّدَ آيزاك وهو يعبثُ في خُصلاتِ شعرِي، يُهدّئُنِي قليلاً.
"لقد كُنتُ مُعارِضاً على قراركِ مُنذُ البداية، لـأنّني كُنتُ أعلمُ انّ هذا ما سـيحدُث." قال بـعتابٍ لـأتنهّدَ وانا أنظُرُ بعيداً عنه، هُو مُحِق، لكِن ما فعلتُه كانَ صحيحاً.
"لا يوجدُ داعٍ لـتعلّقِ أحداً بي، وانتَ تعلمُ ذلكَ جيّداً وتعلمُ نتائجَ كلّ شيّء." قُلت، لـيتنهّد مُدرِكاً الحقيقة.
"لستُ نادِمةً نوعاً ما، لكِن ذلكَ للـأفضِل، صحيح؟" عاودتُ أسألهُ وانا أحتضنُ وسادتِي أكثر لـيبتسمَ بـلُطفٍ لِي وهو يجلسُ على الأرضِ أمامي.
"انا أُحبّكِ جولي، انتِ دائماً فتاتِي المُفضّلة بـالرّغمِ من ميليسا وطفلتِي." قالَ لـأبتسمَ على كلامِه الّلطيف، آيزاك هُو خيرُ الصّديق.
"وانتَ دائماً رجلِي المُفضّل، رجُلي الحديديّ." قهقهتُ أسترجعُ الذكريات لـيُقهقهَ مُشاركاً إيّاي، ثُمّ صمتنا لـلحظة.
"هل يُحادِثُك؟" لم أستطع منعَ نفسي من سؤالِه، مع انّني تعهّدتُ بـأنّني سـأُحاولُ النّسيان ولن أسألَ أبداً.
"بلى، يطمئنُ عليّكِ دائماً مِن خلالِي." أجابنِي لـأشعُرَ بـإبتسامةٍ تنمو على شفتاي.
"وكيفَ هُو؟" سألتْ، اذا كُنتُ لن أمنعَ نفسي من الحديث فلـأسأل عن كُلّ شيّء.
"ليسَ بـأفضلِ حالاتِه، تعلمِينَ تأثيرَ ما فعَلْتِه عليّه." قال، لـأشعرَ بـبعضِ التّأنيب، لكنّني سـأُشكرُ لاحِقاً.
مُنذُ ثلاثةِ أشهُر، أخبرنِي الطّبيبُ انّ حالتِي بدأت تزدادُ سُوءاً بـسببِ إضطّرابٍ مُفاجِئ لم يكن مُتوقّعاً لـأنّني فعلياً كُنتُ بدأتُ أحصلُ على نتائجَ جيّدة، لـذلكَ فُرصةُ نجاتِي هذهِ المرّة محتُومةٌ لـلغاية، لـأنّني خلالَ ساعاتٍ قليلة سـأُجري عمليّةً جراحِيّة، نسبةُ نجاحِها لا تتعدّى الواحدَ بـالمِئة.
أنت تقرأ
Radio Station // z.m {Completed}
Fanfictionلَم أرَه مُسبَقاً، ولكِن سَماعُ صَوّتِه، ضَحِكاتِه، نِكاتِه، حَديثه مع الإتّصالاتِ الّتي يتلقّاها يوّمِيّاً فِ السّاعةِ الخامِسةِ عَصراً على المَحطّةِ التّسعِ والتّسعون فاصِلَ تِسعة فِ بَرنامَجِه، تلكَ الأشياءُ البَسِيطة، جعلتنِي أُحِبُّه. - Highest...