1.السّعادَة

13.6K 1K 336
                                    

أُحَدِّقُ فِ السّاعَةِ المُعلّقَةِ على الحائِط وانا أرى عقارِبَها تتحرّكُ بـبُطى.

او هذا ما يُهيَّأُ لِي، فبـالطّبعِ لـأنَّنِي أنتَظِرُ شيّئاً مُعيّناً يجِبُ ان يمُرَّ كُلُّ شيئٍ بـبُطئ فِ عقلِي.

الخامِسَةُ الّا خمسُ دقائِق…

توجّهتُ الى المِذياعِ الكبيرِ القديم الّذي يحتَفِظُ بِهِ والِداي وانا أجُرُّ صدِيقي الصّغيرَ خَلفِي ثُمَّ فَتَحتُه على مِحطّتِي المُفضَّلَة.

التِّسعُ وتِسعون فاصِلُ تِسعَة.

فقَط بِضعةُ دَقائِقَ أُخرى وينبَعِثُ صوتُهُ مِن المِذياع.

"مَرحَباً بِكُم جميعاً، معَكُم زِي فِ يومٍ آخَر." قال بـنبرةٍ سعيدَةٍ حماسِيّةٍ مُعتَادَة،بـلكنةٍ برِيطانِيّةٍ مُختلِفةٍ عن غيّرِها، لـتتّسِع إبتِسامتِي شيّئاً فـشيّئاً.
"يُمكِنُكُم التّواصُلُ معنا الآن عبرَ الأرقامِ التّالِيَة او عبرَ مواقِعِ التّواصُلُ مِن صفحةِ البِرنامَج، ونحنُ هُنا للـإستِماعِ وخلقِ الأحاديث حولَ موضوعِنا اليوم وهو السّعادة، متى تكونُ سعيداً؟ ننتَظِرُ الأجوِبَة!" قال بـسعادَةٍ واضِحة لـأُفكِّرَ فِ سُؤالِه  بـالرّغمِ مِن انّي لم ولن أتّصلَ بِهِ.

متى اكونُ سعيدَة؟

عندَما أستَيّقِظُ اليومَ التّالِي وأجِدُنِي لازِلتُ حيّةً أتنفّس، وعِندَما أتناولُ طعامِيَ المُفضّل او أُشاهِدَ برنامِجيَ المُفضّل.

ورُبّما عندما أستَمِعُ لـذلكَ زِي، الّذي أجزِمُ بـأنّ إسمَهُ الكامِل هو زِيد. -مش زيّد العربِي، أقصُد zedd-

إكتَشَفتُ بِرنامَجَهُ صِدفَة مُنذُ إسبوعينِ عندما كانَ التّلفازُ مُعطّلاً. إضطُرِرتُ لـتسلِيةِ نَفسِي بـالتّقلِيبِ فِ محطّات المذياعِ حتّى وقعَ صوّتُه الى مسامِعي.

"إتِّصالُنا الأوّلُ مِن باربارا مِن كنَدا، مرحباً بارب." قال بـنبرةٍ حماسِيّةٍ كـعادَتِه عندما يتلقّى إتِّصالاً، هو هكذا مُنذُ ان تابَعتُ برنامجَهُ مِن إسبوعَيّن.

"مرحباً زِي، اتمنّى ان تكونَ بـخير." قالت بـسعادةٍ هيَ كذَلِك، طبِيعيّ.

"اتمنّى لكِ المِثل، إذن تُرِيدينَ المُشاركةَ فِ سُؤالِ اليوم؟" سألَ وللـإختِصار، جلست تتحدّثُ عن سعادتَها الزّوجِيّة.
ودّعها زِي ثُمَّ أردَف:"نملُكُ إتّصالاً آخَر، إدوارد مِنَ الأرجَنتِين، مرحباً إد."

"مرحباً..!" خرجَ صوتٌ طُفولِيٌّ مِنَ المِذياعِ لـأبتَسِمَ لا إرادِيّاً.

"كيفَ حالُكَ يا صغير؟ متى تَسعَد؟" سألَه ومِنَ الواضِحِ انّه كانَ يبتَسِم.

"عِندَما نُحضِرُ الحلوى بعدَ عودَتِي مِنَ المدرسة..!" صاحَ بـحماسٍ مِمّا أدَّى الى ضحِكِي، وزِي كذلِك.

ضَحِكةٌ مُميّزَة.

ودّعَهُ وبدأ فِ إستِقبالِ العديدِ مِنَ الإتَّصالاتِ بـصدرٍ رَحِب، ذلِكَ الرّجُل يُحِبُّ عملَه.

نظرتُ الى السّاعةِ لـأجِدَها الخامِسةُ والثُلُث، أيّ مُتبقّي عشرُ دقائِق على إنتِهاءِ البَرنامَجِ وأجل، ليسَ عدلاً ان يكونَ برنامَجُهُ نِصفُ ساعةٍ فقط، ولا يأتِي يومِيّاً، يومٌ يأتِي والآخرُ لا.

"والآن أسئِلةُ التّويتَر، زِي، متى تكونُ سعيداً؟ أُحِبُّك." قرأ السُّؤالَ ثُمَّ خرجت ضحِكةٌ مِن بينِ شفتيّه، على ماذا يضحكُ ذاكَ الرّجُل؟
"أكونُ سعيداً عندما أقضِي وقتِي مع أُسرَتِي او أصدِقائِي، وعِندما أتلَقّى رَسائِلَكُم وإتّصالاتِكُم الهاتِفِيّة. وانا كذَلِكَ أُحِبُّكِ عزيزتِي." إختَتَمَ لـأبتسِم.

ذاكَ الرّجلُ يُحِبُّ أُسرتَه، فـقد ذكَرَهُم اكثرَ مِن مرّةٍ والسّعادةُ الواضِحةُ فِ صوتِه كفيلةٌ بـشرحِ كُلِّ شيئ.

"وآخِرُ سُؤالٍ هُو، زِي هل انتَ مُرتبط؟ أـيُمكِنُنا ان نرتَبِطَ نحنُ ان لم تكُن كذلك؟" قرأ السُّؤالَ ضاحِكاً لـأُفكّرَ لحظة.

أـيُمكِنُ ان يكونَ كذلك؟

لم يذكُر أمرَ خليلَةٍ مُسبقاً لـذلِكَ لا أظُن.

"انا آسِفٌ عزيزَتِي ولكن هذا شخصِيٌّ بعضَ الشّيئ. أشكُركم على إستِماعِكُم جميعاً، ألاقُكم بعدَ غدٍ فِ موضوعٍ جديد، فلـتبقوّا بـسعادةٍ وخير..!" قال بـسعادَةٍ ثُمَّ خرجت مُوسِيقى الخِتامِ لـأتنّهد.

انا أُحِبُّ بِرنامَجَ ذاكَ الرّجُل.
-

السّلامُ عليكُم🙊💙

رأيكُم فِ اوّل فصل؟

حابّين انّي أخلّي القِصّة من منظور البِنت؟ انا حابّه كذا وبـيوضَح بعدِين ليه🙊

رأيكُم فِ:
-زين؟

-البِنت؟

-توقّعاتَكُم لـأيّ شي قادِم؟

وممكِن تِجاوبوا على السّؤال الي ينطرِح فِ البرنامِج مع الشّخصيات🍩

فِ حفظِ اللّه🍬
-

Radio Station // z.m {Completed}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن