أخذ أنس اجازته كأصدقائه لتحضيرات زفافه و شهر العسل الخاص به
و باليوم التالى حين وجد وقتا فارغا
ارتدى ملابسه و أخذ سيارته و ذهب لشركة .. شركة كبيرة
ابتسم و هو يتذكر معرفته بعمل هذا الشخص و اقوال الناس عنه و شهادتهم باحترامه و معاملته الحسنة و طيبة قلبه
دخل للمقر و سأل :البشمهندس وائل رياض موجود .. مع حضرتك أنس فوزى الأحمدي
قام هذا الموظف و قال له :اهلا بحضرتك .. بشمهندس وائل رياض ؛ ..
قال بسخرية :ثانية واحدة .. هو كان واخد اجازة و بعدين حصل اللى حصل
أنس مستفهما :ممكن توضح ؟
هو : معلش يا فندم الموضوع محتاج حد فاضي يحكى معاك و حد برضو أدرى ... ممكن اكلملك السكرتيرة بتاعته
و دقائق و أتت السكرتيرة هبة التى عرفت ما الذي يريده أنس
استأذنت منه للحديث بالخارج لأنها أنهت عملها فأجاب هو :هو مش موجود ؟ .. لو لا خلاص مش طالبة قعدة
هبة : شكل موصلش حضرتك اخر اخباره ده طلع شخص مش كويس .. فى كافيه قريب من هنا مش هاخد من وقتك دقايق
و بالفعل ذهب معها و جلسوا فقالت له مبتسمة :معقولة اكون مع البشمهندس أنس الأحمدى مرة واحدة . انا مش مصـ....
أنس :ممكن نخلص و نشوف فى ايه و الكلام المفاجىء ده ؟
هبة :حضرتك .. النهاردة الصبح كنت سكرتيرة وائل .. و هو فى أجازة عمتا جاله ظرف انه مطلوب للتحقيق ! فى النيابة
أنس :نـعـم ؟ ليه
هبة : انا اتصدمت زيك بالظبط ! .. صاحب او صاحبة البلاغ مقدم ورقة وائل مضي عليها .. انه كان عامل مشروع من سنة و خد فلوس من حد يشغلها له و بتكسب ارباح كل شهر .. المهم شغل جزء و جزء لا و المبلغ اللى أخده كان كبير و قال صاحب البلاغ ان الورقة اللى وائل مضى عليها كان وصل بيأكد فيه انه هيسلم المبلغ الباقى لصاحبه و مسلموش ! .. تعتبر سرقة .. اتصلنا بيه و هو نفى الكلام بس لما شاف الورقة اتأكدنا ان دى امضته و هو كمان اتأكد و كدة مفيش داعى لأنه يكدب و انقاذا لسمعة الشركة اترفد .. بس ده مش هيغلب ده عنده مكتب و بيشتغل فيه كويس اوى و يمكن بيكسب اكتر من الشركة .. و مصيرى انا و حمدى شغالين معاه هنتحول لفرع تانى لو مفيش بديل
تفاجىء أنس من هذا " الهراء " و قال بصدمة :وائل استحالة يعمل كدة و .. و كمان مقالش عن انه عنده مشروع
هبة : ده كل اللى عندى حضرتك .. حابب تسأل عن حاجة
أنس بتشتيت :مش عارف
ثم أخرج هاتفه من جيبه و اتصل بوائل فوجد هاتفه مغلقا
أنس :اوصفيلي كل حاجه هو فين و المبلغ قد ايه !!
هبة :حاضر
______________كان وائل مصدوما مما يحدث و لم يعرف ما الذي عليه فعله .. المبلغ كبير للغاية و هو بالفعل لدى والدته مشروعا و لكن لا يتذكر اى مبلغ بهءا العدد الكبير
اتصل بها يسألها فاجابت بلا و لما و لكنه قال لها انه مجرد سؤال و اغلق المكالمة و من ثم هاتفه
ثم شك فى شىء ما !
قاد سيارته و هو يسابق الريح .. حتى وصل لمنزل تلك الملعونة ..
طرق الباب بعنف حتى شعر انه يكاد يكسره و لكن اتى البواب خلفه قائلا :يا بيه اسمعنى دول سافروا
وائل بصياح :يعنى ايييه .. سافروا فييين !
البواب :مش عارف !
اتجهت قبضته و ضربت الباب بقوة حتى نزف كفه الدماء
انطلق مجددا و رحل بسيارته .. لم يستطع محادثة عمر صديقه لكى لا يقلقه بفترة زواجه هذه
فتح هاتفه ليجد مكالمة فائتة من أنس
زفر بغضب و أعاد الاتصال به :الو
أنس بغضب :انت حيوان ، اواى تضحك علينا و تستغفلنا كدة
وائل و هو يغمض عينيه و يصيح :وانت صدقت !!!!
أنس :اومال هكدب كلام شركة بحالها !!
وائل بغضب :انا استحالة اعمل كدة .. و المشروع المذكور ده بتاع امى مش بتاعى و كمان مجالهاش اى مبلغ من دول .. بقولك ايه اقفل دلوقتى انا شارب المر لوحدى
ثم رمى هاتفه و أوقف سيارته و بداأ يتشتت تفكيره
_______
رجع أنس لمنزله بغضب و قال لصفاء :شوفتى ال*****
صفاء بصدمة :فى ايه مين !
أنس :اللى عاوز يخطب بنتك .. حرامى و مطلوب للتحقيق في النيابة
ضربت صفاء كفيها قائلة بصدمة :لا حول ولا قوة الا بالله .. ازاى يابنى
أتت ريتان من الداخل فصاح أنس بها :موبايلك بسرعة
عرفت أن نبرته لا تدعو للنقاش و احضرت هاتفها و فتحته له
اخذه أنس وبحث عن رقم وائل و قام بوضعه فى القائمة السوداء و قال لها :إياكى يكلمك على التلفون و لا واتس و لا حاجة
أخذت هاتفها و دخلت غرفتها باكية فهى لا تعلم ماذا يحدث
____________كانت همسة بمنزلها و تحضر لزفافها الذي فى الغد .. اتصلت بأنس و لكن لا رد .. عرفت أنه مشغول فأعادت تحضيراتها ..
همسة :ياه بقي انا يبقي فرحى اخر فرح مع صحابي اللى اتجوزوا دول .. كان زمانهم معايا دلوقتى
ثم قالت :ربنا يسعدهم
و لكن داليا ظلت بجانبها و وعد قليلا
__________الثانية بعد منتصف الليل
رجع وائل لمنزله و فتحت والدته الباكية و احتضنته : كنت فين قلقتنى عليك !
أغلق الباب بقدمه بتعب و احتضنها و هو يتحرك ليجلس على الكنبة
والدته :مالك يا وائل
وائل :مش هعرف اخدها براءة .. عاوز ميلغ كبير
نظرت له باستغراب و ليده الملفوفة بقماشة .. فحكى لها كل ما حدث ليجدها تبكي بصدمة شديدة !
أمسكت هاتفها و اتصلت بإلهام
وائل :غير متاح
و بالفعل وجدت ان رقم إلهام الرقم غير متاح
والدته :و بعدين طيب ؟
وائل :هندفع ! .. ده غير كل اللى هيحصلي .. اترفدت من شغلى و المكتب لو حد عرف هيتقفل و اللى كنت عاوز اخطبها هتروح منى .. يعنى انا خلاص ضعت يا امى
__________طرق أحدهم الباب بطبول مصرية
استيقظ عمر مفزوعا و تلته وعد ليجدوا طرقا على الباب و رنين الجرس
عمر بنعاس :الساعة كام ؟
وعد بنوم :شوف الولد بيجرى ازاى
عمر :مين ده .. وعد قومى
قامت وعد و نظرت للساعة قائلة :2
ثم قالت بنوم :قوم شوف مين
رجعت و سحبت الغطاء فقام هو و قال لها :طيب
ارتدى تيشيرته الابيض و بنطاله الاسود بسرعه و أغلق باب غرفتهما و قال :مين
اخذ الطرق مجددا فنظر عنى من الفتحت بالباب فوجد اصبعا يغطيها
فتح الباب باستغراب ليجد شقيه شهاب
عمر بصدمة :نـعـم !!!!
شهاب بصوت منخفض و هو يمسك بفاكهة البطيخ : سربرايز !!
أغلق عمر الباب فى وجهه بصدمة و ذهب لغرفة وعد و قال :قومى شهاب اخويا جه !
ثم خرج مجددا ليجد الطرق ففتح الباب مجددا ليدلف شهاب :اخس عليك ده انا جايبلك بطيخة
عمر بغضب :الساعة اتنين بليل جاى ليه !
شهاب بتمثيل :وحشتنى
ثم جلس على الاىيكة و وضع تلك البطيخة و أغلق عمر الباب ليشغل شهاب التلفاز
شهاب :عندكوا أكل ايه
عمر :انت جاى مع مين
شهاب :مراتى
عمر بغضب :هو انت متجوز !
شهاب و هو يغير القناة :الصورة عندكوا حلوة .
خرجت وعد مرتدية إسدالها و سلمت على شهاب باستغراب و همست لعمر :فى حاجه ؟
عمر :انت بتهزر يا شهاب
شهاب :يا عم انا جيت اصحيك و ارخم عليك وماشي
ثم ضحك بشدة و قال لوعد :شوفى شكله و هو بيفتحلى و قفل الباب تانى.. مسخرررة !!!
ثم قام و ذهب للمطبخ ليسمع وعد تضحك
شهاب :اعملكوا قهوة تفوقكو ؟
عمر :انت تالين و انا مشينا فمش لاقى حد تزهقه ؟
شهاب بصوت مرتفع :اه والله فعلا
ثم خرج من المطبخ ممسكا بسكين و قال لعمر :عمرر لو مبوستش ايدى هقتلك
ضحكت وعد على هذا الذي يحدث و جلست لتشاهد فقال له عمر :لا اقتلنى ياض
أمسك بالسكين و قربها من عمر ليمسك الأخير يده و يقبلها و يقول :اطلع برا بقى
شهاب : والله اخد بطيختى !
ثم قال :كدة كدة وقتى من دهب و كنت ماشي .. يلا سلام
ثم فتح الباب و لكن قبل أن يغلقه فقام بحركة و امسك السكين و رماها ناحية البطيخة لتدخل فى منتصفها
تفاچأ عمر و رحل شهاب سريعا لتخلع تعد الاسدال عنها و هى تضحك على ما حدث
أنت تقرأ
ابن الأحمدي |رواية'ة
Non-Fictionو يشاء القدر أن يجعلهم يتقابلا بعد سنوات .. و يتحدي هو الجميع بأن تكون له .. فهل ستكون له بالفعل أم يعيش هو محطمًا ؟!