في قاعة الاحتفالات
لحق عمر بوعد سريعا و قال لها :انتي ازاى تسيبيني معاهم كدة و تمشي بالطريقة دى
وقفت وعد تحدثه علي مقربة منهم قائلة :عديها بقي
نظر لها مغتاظا و قال :اومال هنمشي امتي
وعد :لسة علشان هنوزع عليهم وجبات و كدة
عمر :ااه .. الاكل ايه بقي ؟
وعد :انت بترغي كتير على فكرة .. عمتا في اكل كتير اوى .. انا اللي عملت معظمه
ابتسم قائلا :عاوز ادوق اللى عملتيه !
وعد بتردد :أأأأ .. طب تعالى نشوفهم الاول
عمر :روحي انتي ونا هقعد هنا
ذهبت وعد إليهم و وجدت تالين مبتسمة فقالت لها :في حاجه ولا ايه ؟
تالين مبتسمة :لايقين على بعض اوى
سرعان ما تصاعدت حمرة الخجل الشديد الي وجنتيها و هي تنقل نظرها بين هؤلاء الشبان الواقفين و صديقاتها .. كانت تود أن تبتعد سريعا و لكنها هكذا ستثير السخرية فقالت بنبرة خجلة :هو .. هو ايه الـ .. الموضوع ده .. يعني ! ااحم
سحبتها همسة و ابتعدت بها من بينهم و قالت لها بضحك : مكسوفه اوى كدة ليه بس .. ده عمر يعني
وعد بخجل يحمل التوعد :بس اما امسك تالين هبهدلها .. هو مين صح دول
شرحت لها همسة نا حدث و ما قصته نور عليهم
وعد :مقتنعه بالكلام ده !
همسة :كنت هقتنع لولا ان في اتنين منهم مدرسين بيدربونا في المدرسة اللي كان تدريبي فيها انا و تالين
وعد بذهول :أنس الأحمدى فيهم ! أصل انا مبصتش عليهم كويس
همسة :اه موجود
وعد :غريبة .. و نور خلاص هتستقر هنا ؟
همسة و هي ترفع كتفيها :ممكن و ممكن لا .. هي قالت انهم كونوا فريق و هيكونو دايما سوا .. و باين رجل الاعمال فوزى الأحمدى نقل الاتنين لشركاته ..
وعد : واسطة !
همسة :بالظبط .. الا قوليلي بقي ايه سر الكسوف و العين اللي خلاص شوية و هتطلع قلوب دول !
وعد بخجل :كسوف ايه .. أأأ انا مش فاهمة بتقولي ايه
همسة بضحك :بس عندك حق .. عمر يستاهل ! و غمزت لها
وعد :طب لمي نفسك
همسة : أوبا ده الموضوع بجد .. من امتا
صمتت وعد وهي تشبك اصابعها معا بتوتر قائلة :مش عارفه
فابتسمت همسة قائلة :طيب .. روحيله بقي وأنا هروحلهم عشان نخلص من اليوم ده
وعد بحذر : همسة اوعى تجيبي سيرة لتالين
همسة بابتسامة :متخافيش
ذهبت همسة بينما رجعت وعد لعمر
وعد :هما مشغولين دلوقتي مع الناس دى .. قوم يلا علشان هنروح نقدم الوجبات و هجيب حد يظبط الترابيزات
قام عمر معها و تبعها لمكان بعيد عن الجميع وقف فيه بعض المنظمين للاشياء و لكن قررت وعد ان تشرف هي علي هذا الموضوع
وعد لعمر :بص شايف الاطباق دى .. ناولني وانا هحط و انت حط العصير في الاخر و هتديهم للعمال دول يحطوهم على اي ترابيزة خلصت
عمر : ما تخليهم هما يعملو كدة انتي تاعبة نفسك ليه
وعد :الحاجه دى انا اللى عملتها و بحب حاجتي تكون ايدي بس اللي فيها
اتم معها ما طلبته منه حتي جاءت عاملة ما قائلة :كل حاجه موجودة خلاص خلصنا
عمر :مش محتاجين اطباق تاني
العاملة :لا حضرتك انا اتأكدت من كدة
وعد : تمام اتفضلي خلي بالك من المكان جوا
لم يبقي سوى عمر و وعد فتنهدت وعد مت ثم قامت و غسلت يديها جيدا و تبعها عمر فقالت له :معاك مناديل .. شنطتي برا
أدخل يده في جيبه و أعطي لها مناديلآ فمسحت يدها جيدا وجلست علي مقعد ما قالت :اومال بقيت الاكل ده هيروح فين
عمر و هو يشير بيده :مين اللي عامل ده؟
وعد :انا
امسك عمر بشوكة ما و تذوق منها
وعد بابتسامة :عجبتك ؟
عمر باستمتاع :جدا .. ده انا ممكن اخدها ونا مروح
ضحكت بخفوت فقال :لا علي الضحك و وريني ضحكتك دي .. محدش واخد منها حاجه !
صمتت فتابع تذوقه لطعامها و أحضر شوكة اخري و وضع بها ثم امسكها جيدا و قال :وعد
وعد :نعم
استدار لها ممسكا بتلك الشوكة قائلا :كلي دى
شعرت بالحرج قائلة :انا مش جعانة
عمر :ولا انا جعان . كنت بدوق بس ! كليها يلا عشان خاطري
كادت أن تأخذها منه و لكنها رفض قائلا : و هي في ايدى
وعد بخجل :لا طبعا
قرب تلك الشوكة من فمها عمدا ففتحت فمها مضطرة لتأكلها في حين دخلت تالين وقتها قائلة :ايه اللي مقعدك هنـ ......
صمتت و هي تضحك فاستدار عمر لها و رمقها بنظرات نارية بينما كانت وعد تشعر بالحرج الشديد ففخرجت تالين سريعا و بلعت وعد ما كان بحلقها ثم قالت بضيق :ينفع كدة
عمر بضيق :ما هو صاحبتك السبب
وعد :ما هي اختك برضو
عمر :خلاص عادى يعني محصلش حاجه لده كله
وعد :خلاص يلا نخرج
خرج الاثنين و عمر يتمتم لها بكلمات و هي لا تعقب*لاحقا انتهي هذا الحفل و رحل الجميع الي منازلهم بعد قضاء يوم ملىء بالمفاجأت و السعادة و الاشتياق .. كما كان يوجد الحزن و الضيق .. و في هذا المكان ايضا نبتت بذرة حب أصحابها مستعدين لريها جيدا ..*
* * *
بعد مرور ايام ..
جاء يوسف من غرفته قائلا : وادي اخرة اللي يدخل ثانوي عام .. وحياتك عندي يا تسنيم لأدخلك ثانوي صناعي
تسنيم و هي تجلس امام التلفاز :ده لو دخلت ثانوي اصلا .. انا ناوية ماتعلمش
وليد بدهشة :نهارك منيل .. ناوية متتعلميش ؟!
ابتسمت تسنيم و قالت لوالدها :اهدى يا بابا كده .. احنا كنا هههه بنضحك انت عارف بنموت في الهزار
همسة متابعة إياهم :اوي
وجدت همسة رسالة من مجهول ما :أنتِ النعيم لقلبي و العذاب له فما أمرّك في قلبي و أحلاك .نظرت لتلك الرسالة باستغراب و قالت في نفسها : مين اللى بعت دي !
أنت تقرأ
ابن الأحمدي |رواية'ة
Non-Fictionو يشاء القدر أن يجعلهم يتقابلا بعد سنوات .. و يتحدي هو الجميع بأن تكون له .. فهل ستكون له بالفعل أم يعيش هو محطمًا ؟!