كان يجدها كثيرا تمر من أمام باب مدرسته هي و صديقاتها عائدين لمنازلهن
حتى وجدها مرة تتمشي وحيدة فانسحب من بين أصدقائه و ذهب إليها
أنس :همسة .. ازيك
التفتت همسة فوجدته فردت بابتسامة :ازيك .. معلش مضطرة اروح
أنس بسرعة :عادي يمكن احنا نفس الطريق هاجي معاكي
همسة : لا مينفعش .. مرة تانية
أنس :طيب امشي انتي ونا ماشي اهو مليش دعوة بيكي مروح
همسة :اوكيه
مشت هي فمشي ورائها .. بدأت تشعر بالخوف فغيرت مسارها فغير مساره فقالت بعصبيه :نعم بقي عاوز ايه؟
أنس :أنا كلمتك .. انا مروح عادي
نظرت له همسة بغضب ثم سارت مجددا ألي أن وصلت الي منزلها القريب
كان منزلا عاديا .. ليس فخما و راقيا .. وليس صغيرا و شعبيا .. كأي منزل في مصر
دخلت من الباب و هي تصعد السلالم ثم أدارت رأسها بخوف فلم تجده فتنفست الصعداء و أكملت صعودها* * *
تمر الأيام و كل يوم تلتقي به صباحآ كأنه أتي من منزله و صادف منزلها صدفة .. فتمشي خلفه بعد أن تلقي عليه السلام
و أحيانا يمشيا معآ و هما يقصان علي بعضهم موقفهم
حتي انهما صارا صديقين مقربين ..
فاعتاد هو ان يوصلها اولا و يمضي امامها في الطريق ليبين أنه يسكن في هذه المنطقة ولا يأتي بسببها
• • • •
ذات يوم
خرج أنس من مدرسته و كعادته يترك أصدقائه و يتجه نحوها كما يجدها
أنس :اهلا باللي غابت امبارح
همسة :خلاص بقي الامتحانات قربت
أنس : غايبة بتدحي
ضحكت بخفة قائلة :مش اوي يعني
أنس :طب يلا بينا
جاء ليمشي و لكنه تفاجأ بوالده يقف أمامه فقال بدهشة :با .. بابا !
فوزي :اه ابوك ..
همسة بارتباك :طب سلام
و ذهبت سريعا تركض إلي منزلها
أكمل فوزي :بقي بتتأخر كل يوم بسبب دي .. الله يكرمه صاحبك كرم .. قالي عليك وانه شافك ماشي مع بنت مش قد المقام .. لا و مش كده بس .. بتوصلها المدرسة و بترجعها البيت .. ليه كنت البودي جارد بتاع سيادتها
أنس :بابا أنا ..
فوزي بغضب :ولا كلمة .. ورايا علي العربية
مشي أنس خلف أبيه إلي سيارته بضيق كبير .. نظر خلفه لعله يجدها ولكنها رحلت
ركب الاثنين في الخلف وأمر فوزي القائد بالذهاب الي المنزل
فوزي بغضب مكبوت :اسمها ايه ؟
أنس :همسة
فوزي :احكيلي عرفتها منين و بيتها فين و كل حاجه
حكى أنس له أنه عرفها من خلال الحقيبة و وصف له منزلها
فوزي :لا و مش بس بتروحها .. كمان ساكنة في الحتة دي .. بقي أنس فوزي الأحمدي ماشي مع دي ! .. بكرة الصبح هتروح بيتها تستناها زي كل يوم و هتوصلها وانتوا راجعين تقطع علاقتك بيها تمامآ عاوزك تمحيها وانا بنفسي هودي ال يراقبك .. لو مخليتهاش متسواش حاجه لا انا ابوك ولا اعرفك* * *
صباحًا
ذهب أنس الي منزلها فنزلت هي و القت عليه التحية فردها بفتور
همسة باستغراب :مالك يا أنس ؟
أنس :مالي .. كويس اهو
همسة :طيب .. هو امبارح الراجل اللي جه كان باباك؟
أنس بتنهيدة :أه .. بابا .. فوزي الأحمدي
شهقت همسة بدهشة قائلة :أكبر رجل أعمال في البلد ؟
اومأ برأسه فشعرت همسة بالحرج كونها صديقة ابن أكبر رجل أعمال فقالت :اها .. يلا بسرعة عشان منتأخرش
أسرعا قليلا فقال أنس : همسة .. متزعليش مني مهما حصل
همسة باستغراب :مش فاهمه
أنس :خلاص .. يلا
همسة بعدم اكتراث : اوكيه
_________________________بعد نهاية اليوم و تحديدا أمام منزل همسة
كادت أن تدخل فأوقفها أنس بصوته بعد أن رأي أحد رجال والده من الحرس
أنس بجمود :همسة استني
همسة بتوجس من صوته :في ايه؟
أنس :مش عاوز أشوف وشك تاني .. انتي و حشة اوى اصلا ايه منظرك ده ..
كادت دموعها ان تهطل لكنها تماسكت قائلة :أنت بتقول ايه
أنس :يا غبية انا ايه اللي هيمشيني معاكي
همسة : انا مش فاهمة انت بتقول ايه
أنس و هو يحرك يده بنقزز :غورى من وشي اطلعي يلا .. داكي البلا
ثم صعدت سريعا و هي تمنع دموعها من التساقط بينما اقترب الحارس من أنس و هو يهم إن يجعله يركب السيارة و يرحلوا الي المنزل لكن أنس قام بالابتعاد مسرعا و هو يشيح للحارس بيده
أنت تقرأ
ابن الأحمدي |رواية'ة
Non-Fictionو يشاء القدر أن يجعلهم يتقابلا بعد سنوات .. و يتحدي هو الجميع بأن تكون له .. فهل ستكون له بالفعل أم يعيش هو محطمًا ؟!