ما ان وصل الي هناك ونزل من سيارته حتي تجمد مكانه ما ان رفع راسه ونظر الي هذا البيت ... انه مهد طفولته ... ليخطو بخطي ثقيلة الي داخله لينظر الي تلك المرجيحة التي في منتصف حديقته ... ليتذكر امه وهي تدفعه وهو عليها وهو صغير... كم كانت سعادته لذروتها عندما تجلس عليها وتناديه لينام علي رجلها وهي تهزها بنفسها حتي ينام ... لتسقط دمعه خانته علي خده ... ليمسحها سريعا ما ان رائها قادمة مندفعه عليه ...
ريما " مندفعة تجاه " : ادهم ... خيي ...
ليلتفت اليها ليتلقاها بين يديه ليحضنها وتضمه بقوة كالتي تستعيده بعد ثلاث سنوات بعاد ... اخذت تبكي وهو يشاركها البكاء ... فكلما رفعت وجهها ونظرت اليه ازداد بكائها ولكن ما ان رائته يبكي معها ابتسمت لتختلط دموعها مع ابتسامتها وهي تضمه اليها وتقول ...
ريما : توحشتك خيي ...
ليقاوم دموعه حتي يستطيع الكلام ...
ادهم : ايه قلب خيك انتي ... شو هيدا ...
ليبعدها قليلا وهو ينظر اليها من اعلها الي اسفلها ليبتسم ...
ادهم : كبرتي ريمو ...
ريما : ياههههههههه ... لساتك متذكر هالاسم ...
ادهم : وكيف انساه ...
ريما : اشتقتله واشتقت اسمعه منك ...
ادهم : العمي ليش ما حدا كان بيناديكي بو ...
ريما " وهي تتدلع عليه " : ومين هيدا اللي راح ينادي بو من بعدك ...
ادهم : مجنونة ...
ريما : شو بعمل بحبك وما قدرت اسمعه للاسم من حدا غيرك ...
ادهم : خلاص يا سئيلة ... لكن وينهم الباقي ...
ريما : ما حكيتهم انك جاي ... راح يتفاجوء فيك ... يلا تع ...
ادهم : الله يستر ...
لياخذها وهي متعلقة بذراعه ليدخل معها الي داخل البيت فريما هي اصغر اخواته وهي دلوعته قبل ان تكون دلوعة والدهم ... فابوه لا يتواجد كثيرا وهو دائم السفر لاتمام اعماله والتي اغلبها بالخارج ... ما ان دخل معها حتي وقف علي عتبة الباب واخذ ينظر الي كل شئ بالبيت ليجده كما تركه ... لم يتغير شئ ... لم يتحرك شئ من مكانه كالذي تجمد مع مغادرته له ووقفت عند ميعاد المغادرة عقارب الساعة منتظرة عودته حتي ترجع للعمل مرة اخري لتعيد الحياة لهذا البيت الذي ما ان تتطلع عليه حتي تشعر بالحزن الذي يسكن كل جدرانه ...
ريما : متل ماهو مو هيك ...
ادهم : ايه ... متل ما تركته لقيته ...
ريما : ماما ما حبت تغير شي فيه ...
ادهم : كل هيدا ... وما قدرت تسامحني ...