ما ان سمعا صوتها حتي ابتعدا عن بعضهما ... الا انه ظل ممسكا بيدها حتي تطمئن وتظل هادئة كما يريدها ... ليلتفتا معا اليها ...
ما ان شاهدتهما حتي ارتسمت علامات الاستغراب وخيبة الامل في نفس اللحظة ... لم تعرف هل تبتسم ام تحزن ... فما توقعته غير ما تراه عيناها ... لقد مات اخر امل لها في ان تراه قبل ان يقضي الله امرا لا تستطيع الهروب منه كما يفعل هو ...
اما سارا فعلي الرغم من تماسكها حتي لا تضايق ادهم الا انها لاحظت تلك النظرة الحزينة التي رائتها في عينا امه ... لتلتفت الي ادهم الذي لاحظ ما يعتمر امه من حزن لم تقوي علي اخفائه الا انه تصنع عدم الملاحظة لما يحدث لامه ما ان رائت سارا ...
لتقترب منه قليلا هامستا له ...
سارا : ادهم ...
ادهم : شو سارا ...
سارا : هي مامتك زعلانة من حاجة ...
ادهم : زعلانة ... ليش عم تحكي هيك ...
سارا : يعني مانتش ملاحظ الحزن اللي في عينيها لما شافتنا ...
ادهم : لا قلبي ما تفكري هيك ... بركي حدا من البنات زعلها شي ... ما النا دخل فيه ...
سارا : يعني انت شايف كدا ...
ادهم : ايه قلبي ... ما تقلقي ... خليكي هون وانا بشوف شو صاير معها ...
سارا : ماشي ...
ليتركها ويتجه الي والدته التي ما ان رائته يقترب منها حتي حاولت ان تبعد وجهها عنه حتي لا يشعر بشي منما يعتمرها الان ... الا انه كان الاسرع لتجده في اقل من الثانية امامها ...
ادهم : ماما ...
الام : ايه ادهم ...
ادهم : شو بيكي ... ليش هالحزن اللي جوات عيونك وقت اتطلعتي فيني انا وسارا ...
الام : سارا ...
ادهم : ايه ماما ... هاي اللي واقفة هونيك ...
الام : مين هي الست سارا اللي مشانها نزلت بكير هيك وبلا ما اشوفك وتحكي معي متل العادة ...
ادهم : ماما هي سارا اللي حكيتك عنها البارحة ...
الام : البارحة ... تقصد ان هي البنت اللي ...
ادهم : ايه ماما ... هي البنت اللي اخترتها تتكون شريكة حياتي...
الام : عنجد ...
لتبعد عيناها عنه لتنظر اليها حيث تقف لتطلع عليها بنظرة سريعة ... لتعود اليه مرة اخري ...
الام : لا ادهم ... زوقك اتحسن كتير ...
ادهم : ماما احكي جد ... عجبتك ...
الام : ايه كتير ... لكن مانها بنت البلد ...
ادهم : ايه ماما في هي معكي حق ...