كانا طوال الطريق صامتين ... لم يحاول ايا منهما ان يخرج الثاني من تلك السعادة وهما يعيدان تلك اللحظات التي لا يعرف ايا منهما كيف حدثت وكيف اعلانا حبهما لبعضهما بتلك الطريقة وامام كل الحاضرين ...
كانت سارا واضعتا راسها علي كتفه ويديها ممسكتا بيده الحرة والتي لا يستخدمها في السواقة ... الا انه سرعان ما سحبها من يدها ليضمها بها اليه ... لتحيطه هي الاخر من وسطه ... لتنعم بتلك اللحظات القليلة المتبقية في امسياتهما قبل ان يصلا الي لحظة الفراق علي امل اللقاء مرة اخري ...
كانت تشعر بسعادة غمرتها جعلتها معها تنسي خوفها وقلقها الذان كانا يمنعاها من التصريح عنما يجتاحها من مشاعر له لتغمض عيناها لتعيش مع تلك اللحظة التي سمعت فيها طلبه الصريح بان يكمل معها حياته وتكون هي شريكته للنهاية ...
سارا : " معقولة ... ممكن بجد اكون صاحية وواعية وكل اللي عيشته دا كان بجد مش حلم زي ما بيطلع كل مرة ... حلم ... حلم ايه بس اومال اللي انتي نايمة علي كتفه دا ايه تمثال ... ما هو اهو بشحمه ولحمه ... جنبك وواخدك في حضنه ... ههههه ... والله الظاهر كدا ان انا خلاص دماغي لسعت علي الاخر وما بقاش فيا عقل من الاساس ... فرحانة ومش حاسة بنفسي ... نفسي افضل جنبه كدا ومفيش حاجة تفرقنا ... نفسي نفضل سوا كدا في العربية وما تجيش علينا لحظة الوداع ... اللحظة اللي عندها كل واحد يسلم علي التاني يرجع يتقفل عليه باب الوحده ... ارجع اقعد بين اربع حيطان ... لوحدي ... زي ما كنت طول عمري لوحدي ... تستلمني الهواجس والافكار ... وافضل في حيرة لحد ما يطلع عليا النهار ... واشوف اللي هيحصلي فيه ايه ... هنتقابل والا هنستني لحد ما نهدئ ومشاعرنا اللي مش عارفلها سكة دي تهدئ شويه بدل ما هي وخدنا معاها زي القطار اللي ماشي ومالوش فرامل ... وربنا يستر بجد ... خايفة من السعادة دي كلها ... خايفة اكون حاسدة نفسي عليه وعليها وخايفة اصدق اني بجد هكون مراته وحبيبته واخته وكل حاجة ليه في الدنيا زي ما قال ... "
لتفتح عيناها وتنظر اليه لتتاكد انها لا تحلم كما تعتقد لتنظر امامها ... لتتنهد وهي ترفع عيناها للسماء لتدعو ربها بما يجول قلبها حتي تهدئ من روعة ظنونها ...
وما ان انتهت حتي فاجائها بكلمته ...
ادهم : هلا بالك ارتاح ...
لتتفاجاء من سؤاله لتعلم انه كان معها ويعلم ما كانت تفكر فيه وما كان يشغل تفكيرها عنه ...
ادهم : شو سارا ...
سارا : هااااااااا ...
ادهم : يا الله ... رجعتي تاني تسرحي وتتركيني احكي حالي ...
سارا : لا بس اصل ...
ادهم : احكي شو بكي ...
سارا : ادهم انت بجد هتجنني ...
ادهم : ليش يا قلبي بتقولي هيك ...
سارا : يعني كل لما افكر في حاجة القاك عارفها وبتسالني عنها زي ما تكون ...