كانت عقارب ساعته تشير الي الثامنة والنصف صباحا ... لم ينم جيدا من كثرة التفكير في ردها المنتظر ... هل ستقبل مقابلته لتفرح قلبه المتلهف اليها اكثر من اي شئ اخر لتعطيه املا جديدا بانهما يكونا سويا بعد عذاب طويل من الفراق ... ام سترفض لتصيبه بخيبة امل قويه لينهزم امام نفسه لينكسر ولن يستطيع بعدها ان يستمر في تلك الحياة بعدما علم برفضها له ...
كان غير مستقر يلف في مكتبه دون تحديد لما يريد فعله ... لا يستطيع التركيز علي اي شئ كما هو معتاد ... احس بنفسه في مفترق طرق ومن سيحدد اتجاهه هي ... كلماتها التي ينتظرها من قبل شروق الشمس ...
ادهم : ليش ما اجيت لهلا ... شو ما بتعرف اني ناطرها ...
ضميره : يا عمي ليش متعب حالك هيك ... هدي شوي ... زمانتها جاية ...
ادهم : ايه معك حق ... معك حق لازمنا اهدي ...
وما ان حاول الجلوس والا به يقوم مسرعا
ادهم : لا ما فيني ... ما فيني ...
ليقترب من شباك مكتبه لينظر علي الطريق امامه ليراها ...
ادهم : اتاخرت كتير ...
ضميره : يا الله دخيلك ... شو هي كانت حكيت راح تيجي بميعاد محدد ...
ادهم : لا لكن ...
ضميره : لكن شو انت ... هي ما حددت ميعاد راح تجي فيه ...
ادهم : لكن هي بتعرف اني منتظرها ...
ضميره : بركي في شي معطلها هلا ...
ادهم : لا اكيد ما راح تيجي وبهيك توصلي ردها ...
ضميره : وشو هو ردها اللي عم توصله لالك بهالطريقة ...
ليخبط يده علي الحائط وليسند راسه عليها وعلامات الحزن والاسي ظاهرة عليه ...
ادهم : رافضتني ... ما بدها اياني ...
ضميره : ادهم عنجد ماني مصدق ان انت اللي عم تحكي هيك...
ادهم : ....................
احس بعجزه عن الكلام فما يحسه بداخله دفعه للصمت وعدم الكلام ...
ضميره : ادهم ما تعودك هيك منهزم ...
ادهم : كيف ما انهزم وهي بتقتلني ومانها حاسة فيني ...
ضميره : ما بعرف كيف اخرجك من هالحالة لكن الله معك ... اصبر بركي شي يصير مانك متوقعه ...
ادهم : ما راح يصير شي ... خلاص ... قتلتني ومانها حاسة شي ...
لينهار بشكل تام علي احدي الكراسي وهو غير مصدق ما يحدث معه بعدما احس بان الزمن يصالحه ويعيد اليه حب حياته ...
كانت سارا في هذه الاثناء قد وصلت الي البوابة الرئيسية للشركة وما ان رائها السيكيورتي والا بهم يفتحون الباب علي مصرعيه بسرعة ...