part 31

40.4K 701 86
                                    

بيلا ....

انتهى اليوم الدراسي الاول لاجتهد بالخروج مسرعة فلا اريد ان ألتقي به او اسمع حديث الطلبة المزعج .... اردت الهرب ... اردت فقط ان اخرج من اسوار هذه المدرسة واركض الى اللا مكان .... الخروج من المدينة ... من الناس ... من كلامهم .... من نظراتهم .... من هنري .... ومنه ... من أدم

ولكن الاماني لاتتحقق ... ما ان خرجت حتى رأيت سائق ضخم البنية يرتدي بذلة رسمية ويضع سماعة بأذنه وقد فتح لي باب السيارة ... لاخفض رأسي بهدوء واتوجه نحوه ... شعرت بالاعين تراقبني ... رفعت رأسي قليلا فكان هو .... ينظر لي بعمق ... كادت نظراته ان تخترقني لترديني قتيلة .... لم استطع مواجهته ... مواجهة نظراته لذا اخفضت رأسي وتوجهت للسيارة لاصعد بالخلف ... اغلق السائق الباب وصعد بمكان السائق وقاد للقصر

ما ان وصلنا دخلت مسرعة لاتوجه لجناحي .... ارتميت على السرير لابكي بحرقة ... بألم .... بقهر .... فها هو الشخص الذي قد كان حب طفولتي لا ينظر لي حتى ... واذا نظر لتكون نظراته كلها معاتبة ... مؤنبة .... لماذا هو كذلك ... ألا يكفيني عائلتي وبرءهم مني .... ألا يكفي احاديث الناس التي جرحت قلبي نصفين وجعلته يدمى ... يحطم ... يتهشم

بقيت مدة الزمن ابكي لاهدأ قليلا ... استقمت لاتوجه للحمام اغسل وجهي وابدل ملابسي لاخرى مريحة .... جلست ادرس قليلا .... سمعت طرق على الباب فسمحت للطارق بالدخول وقد كانت الخادمة "سيدتي الطعام تم تحضيره "
لاجيبها بهدوء فليست لي رغبة ولاشهية للطعام "لن اتناول الطعام لست جائعة "
لتكمل وهي تحني رأسها "سيدتي ... السيد امرنا ان نحضره لك عند عودتك "
"حسنا سأتناول الطعام عند مجيئه وليس لوحدي "
لتومىء بتفهم وتخرج

ماذا الأن ... حتى وهو بعيد يجب ان انصاع لاوامره ... حتى وهو بعيد يلقي اوامره وليس علي فقط بل حتى على هؤلاء الخدم الذين لايتجرأون على مخالفته ... فهو مرعب لهم اكثر مما هو مرعب لي .... تنهدت باستسلام لايبدو بأن هناك مخرج

بقيت شاردة بافكاري ولم انتبه لدخوله ووقوفه بجانبي حتى وضع يده على كتفي لاشهق بخوف وانا اعود للخلف "مابك ؟؟ اهدأي لاتخافي انه انا .... اين كنتي شاردة ؟؟"
كأن افكاري حوله تجسدت به امامي ولشدة خوفي من وجوده المفاجىء لم استوعب ماتحدث به وكأن العمى قد اصابني فلم أعلم انه هو حتى ... دنا مني ليضع كفه على خدي الذي شحب لونه "صغيرتي هل انتي بخير ؟؟"
تداركت نفسي لانظر بداخل عينيه ... وجدت القلق تسلل بهما ليطوف على معالم وجهه ... اومئت له برأسي انني بخير "ب...بخير"
استقام ليتوجه للكنبة يجلس عليها يضع قدم على الاخرى "اخبروني انك لم تتناولي شيء منذ عودتك من المدرسة لماذا ؟"
اجبته مسرعة وكأنني اجلس بامتحان "اردت انتظارك "
بقي ينظر لي دون ان تتغير معالم وجهه ... لم اعلم اذا كان قد صدق حديثي او لا .... لا اعلم ما يفكر به ... لو انني استطيع الدخول الى رأسه الجميل هذا لاعلم مايفكر به .... لكنه ابتسم لي مما قدم لي بعض الراحة بأنه صدقني .... استقام وتوجه لي ليمسك بيدي ويجذبني معه للاسفل ليجلس على رأس طاولة الطعام وانا اجلس بجانبه .... شرع في تناول الطعام اما انا فلم يكن لي رغبة لذلك بقيت أعبث به وانا انظر بشرود فقطع تأملي بحديثه الذي اثار في جسدي قشعريرة وانا انظر له بخوف "ما الذي حدث معك اليوم بالمدرسة ؟"
انه سؤال طبيعي من الممكن أي زوج ان يسأل زوجته به .... ولكن ليس أدم ... فسؤاله لا ينم عن خير ابدا .... اشعر ان كلمة منه من الممكن ان يكون لها معنى اخر ... متخفي ... لا يدل على الخير ابدا .... وكأن اسئلته اضحت فقط لتثير بي الرعب والخوف ... رغم انه لم يحدث شيء يدعو للقلق ولكن أي شيء منه اصبح يخيفني .... يرهبني .... يرعبني حد النخاع

السيد وصغيرتهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن