part 47

42.1K 728 177
                                    

بيلا .....

عندما جلست باحضانه في المكتب .... كنت اعلم انه اذا عرف بما حصل لوحده وبأنني هربت ستحصل كارثة .... لا بل زلزال .... يهدمني .... ويسحقني ... دون رأفة .... اردت ان اخبره بما حصل بنفسي اظن ان ذلك سيخفف من العقاب على الاقل سيعلم انني عدت من تلقاء نفسي ولم يجبرني احد .... عندما اخبرته بهروبي خفت جدا منه ... اقترب بيده من وجهي ظنا مني انه سيصفعني ... لذا وضعت ذراعاي امام وجهي وبدأت ابكي .... لكنه فاجأني بردة فعله فقد كان متفهما حنونا ... قبل شفاهي وعانقني ... هل احلم الأن ... او ان الذي امامي ليس ادم زوجي المسيطر ... هل الحادث قد سبب له خللا في رأسه ... شعرت بالأمان باحضانه ولكنه ما لبث واثار القشعريرة بجسدي بحديثه ان اخبره بالتفصيل ماحدث .... هل اخبره ان رجلا ساعدني ؟؟ وانا اعلم غيرته الخانقة لي ... سيقتلني لا محالة .... كيف اخبره انني كسرت قدمي بالسقوط عن سور الحديقة وهو يخاف علي جدا لدرجة متابعة وجبات طعامي ودواءي .... يا إلهي .... انني غبية ... ليتني بقيت صامتة وما اخبرته بشيء ... الأن سيعاقبني او يقتلني ... ومن المؤكد سيتحدث مع بول يؤنبه او يعاقبه لاخفاءه ماحصل .... بلعت مابفمي وانفاسي انقطعت ... ماذا اقول وهو ينتظر حديثي ... لم استطع رفع رأسي عن صدره لشدة خوفي من رؤية معالم وجهه
تحدثت بصوت خفيض ما بقلبي وليحصل مايحصل ... بعد كل مافعله بي لم يعد يهمني شيء ... حتى لو عاد وعاقبني لا اريد ان ابتعد عنه ... هو ملجأي ... واحضانه منزلي ... ويده مؤنستي "لقد ... لقد استيقظت ورأيت نفسي بجناحنا لوحدي ... لم ارك بجانبي ... خفت ان تعود وتكمل عقابي .... خفت جدا ..."
اخذت اتكلم وانا ابكي مع شهقاتي المتتالية لاكمل "لذا قررت الهرب ... توجهت للحديقة بهدوء دون ان يراني احد ... وقفزت عن سور الحديقة .... سقطت وكسرت قدمي ... بقيت امشي مدة من الزمن ليراني رجل عجوز ساعدني بالتوجه للمشفى التي كنت بها .... عندما رأتني الممرضة التي كانت بغرفتك اليوم ونظرت لي بشك ... كانت ذاتها التي ساعدتني البارحة بخلع ملابسي لتصوير قدمي ولكنها رأت اثار التعذيب على جسدي ... ارادت ان تعلم من فعل ذلك ... ولكنني واللعنة خفت جدا "
بهذه اللحظة شددت بيداي حول خصره وكأنني اطلب من الامان والقوة لاكمال حديثي "لقد... لقد هربت منها ... اجل هربت ... فلم استطع اخبارها بشيء ... بدأ رجال الشرطة يبحثون عني وتوجهت للحديقة لارى بول هناك ... اخذني للمشفى الذي تملكه وعالجت طبيبة قدمي ... اخذني لمنزله ونمت هناك "
صمت قليلا ولكنني لم اشعر بأي حركة منه ... بقيت صامتة عله يعطيني اشارة اعلم منها بانه يتقبل حديثي ... لم تمضي ثواني لاشعر بصوت عميق منخفض حاد "اكملي "

ابتلعت ما بفمي لاكمل "عندما نمت رأيت كابوسا بانني قد مت وانك من انقذتني ب ... بقبلتك ... ولكنك افلت يدي وابتعدت حتى اختفيت ... استيقظت خائفة متألمة ... لم ارد خسارتك ... انت ... انت لست فقط زوجي ... بل ... بل حبيبي وملجأي رغم كل مابدر منك ... لم استطع تجاهل مشاعري تجاهك ... رأني بول واخبرني بالحادث ... قررت الذهاب معه إليك ... لا اريد ان اتركك بعد اليوم ... ارجوك سامحني ... اعلم انني اخطأت بذهابي لمنزل هنري ... ولكن ... لكنني لا اريد لاحد ان يتأذى بسببي وانا اعلم بغيرتك المفرطة علي "
انهيت حديثي ببكاء قوي وانا ادفن وجهي بصدره اكثر واتشبث به اكثر وكأنني اريد الاختفاء بداخله ... شعرت بيده على شعري يمسده بهدوء لاسمع منه ما صدمني "اعلم صغيرتي بكل ماتحدثتي به ... وسعدت لانكي اخبرتيني بنفسك ماحصل ... لن اعاقبك ولكن انا خفت ان تتأذي من اعداءي فلا تعيدي مثل ذلك مرة اخرى "
اخفض رأسه وقبل رأسي ... توقفت عن الشعور بما حولي ... ولم اشعر بشيء الا بيده التي تمسد رأسي وقبلاته ... زفرت بقوة وكأن هم وازيح عن كاهلي ... هل ... هل سامحني وقبلني رغم فعلتي ؟؟ لن يعاقبني ؟؟ لا اصدق ... رفعت وجهي عن صدره نظرت له لكنني رغم الظلام استطعت رؤية النور بعينيه ... كانت عينيه تحمل حنانا وحبا وشوقا لم ارهم بهما من قبل .... ابتسم لي بحنان ليكمل حديثه "ولكن صغيرتي من اليوم لن تخفي شيء عني او تتصرفي دون اذن مني أليس كذلك ؟؟"
ابتسمت له واومئت بالقبول .... عاود معانقتي بقوة لصدره .... اااه كم كنت احتاج هذا الحضن والحنان ... كم كنت احتاج قبلاته اللطيفة الهادئة ... كم كنت احتاجه واشتاق لرائحته ... بقي يمسد على ظهري ورأسي حتى غفوت باحضانه

السيد وصغيرتهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن