part 45

40K 710 117
                                    

بيلا ....

تقدمت من أدم المستلقي على سرير المشفى ... نظرت بتمعن لمعالم وجهه الشاحبة التعبة ... امتدت يدي بهدوء لامسح على جبهته بهدوء وانتقل لخده ... تأثرت جدا من حاله ... لا اريد رؤيته هكذا ضعيفا ... رغم انني اظن ان القدر قد اخذ حقي منه ... جزاء ظلمي ... واهانتي ... وذلي ... وعقابي ... ولكن رغم ذلك ... هو من امتلك قلبي ولا طاقة لي على بعده عني كما رحل الجميع ... هو من بقي لي بهذه الدنيا ... لا اريد خسارته ايضا

لم اشعر بدموعي التي تجري بهدوء على وجهي وانا انظر له مغيبة عن الواقع شاردة به وبافكاري التي تعصف بداخل رأسي

شعرت بيد بول على كتفي ... نظرت له ليومئ لي ويأخذني لاجلس على كرسي بجانب السرير .... جلست وانا ممسكة بيده ... لا اريد ان اتركها ... احتاج هذه اليد ان تربت على رأسي ... تجعلني اشعر ان كل شيء سيكون على مايرام .... بقيت ابكي بصمت بينما بول توجه للخارج وبقيت وحدي معه في الغرفة .... كنت انظر له وافكاري تعود بي للكابوس الذي رأيته ... هل سيتحقق الكابوس ... هل سأخسره هو ويذهب بعيدا عني ... دون شعور مني انحنيت للامام لاقبل يده قبل متعددة ودموعي تجري لتستقر على يده .... ارجوك استيقظ ... عد لي ولن اهرب منك مرة اخرى .... ارجوك .... عادت افكاري تأخذني لليلة التي عاقبني بها وثمل وبقي بجانبي يحدثني عن عشقه لي ... كرهت نفسي لانني اكملت تمثيلية نومي ولم استيقظ لاعانقه واسامحه ... ليتني فعلت ذلك فاظن بأنه ماكان ليحصل معه هذا الحادث اللعين ... عادت افكاري تعود بي لاول مرة رأيته بها في ذلك المكان مع مجموعة من الفتيات اللواتي تم بيعهن ... منذ ان نظرت له شعرت بجانبه بالأمان ... ولم يخيب ظني حينها فقد انقذني من البيع ولكنه رماني في عشقه ... جعلني اسقط في بئر رحمته ... لا استطيع الخروج إلا بالامساك بيده ... كنت افكر وافكر وانا ابكي واقبل يده ... شعرت بضغطة من يده على يدي ... لاتجمد مكاني ... هل حقيقي ما شعرت به ... لم اصدق ولم اتحرك .... بقيت ساكنة لاشعر بيده مرة ثانية تضغط يدي .... رفعت رأسي ونظرت لوجهه ... رأيته ينظر لي بأعين شبه مفتوحة ... بجفنين اثقلهما التعب ... لا اراديا ابتسمت له بفرح وسعادة .... لا اصدق لقد استيقظ ... استيقظ .... الشكر للإله ....

امتدت يده الاخرى ببطء وهدوء لتقترب من وجهي وتمسح دموعي بابهامه ... سارعت بامساك كف يده لابقيها عل خدي واقبل باطنها قبل متعددة سريعة وانا احدثه بدموع فرح "انت استيقظت ... الشكر للإله ... ارجوك لا تتركني "

نظر لي بهدوء مع ابتسامة حانية .... شعرت بنظرته قد اخترقت قلبي بسهامه ... كانت تحمل الحب ... الحنان ... التسامح ... ما لبثت ان تذكرت التسامح لاتذكر الجبيرة على قدمي وتتحول ملامحي من الفرح الى الخوف .... ماذا لو رأى الجبيرة ... ماذا سأخبره؟؟ اخبره انني حاولت الهرب او اصمت او اخبره انني سقطت من اعلى السلالم ؟؟؟

قطع افكاري بحديثه ذات الصوت الخفيض المتقطع "اشتقت لكي ... سامحيني "

نظرت له بتفاجأ هل حقا يعتذر مني وهو بكامل وعيه ... لن اكرر فعلتي ... سأجيبه .... سأطفأ النار التي اشتعلت بداخلنا واحرقتنا ... حرقت قلوبنا وروحنا .... حمحمت بهدوء وانا انظر للاسفل بخجل لاتحدث "وانا اشتقت لك ... اسفة لانني لم اطيع اوامرك ... اعدك لن اكررها "

السيد وصغيرتهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن