بعد ثلاث الايام ... ذهبت ملك للعمل و في طريق... شاهدت حصان امير بك مستلقي على ارض دون حركة ... اقتربت منه بحذر لتجده يهزي بالألم و يرتجف ...
دق الباب ... لتفتح فاطمة الباب
لتردف ملك
- اين امير بك ...
- في مكتب
كان الباب مفتوحاً
وقفت عند الباب ... حمحمت ... و اردفت - امير بك ....
اومأ لها بدخول ...
كان جالس منسد الظهر.. هادئ كالعادة يجري مكالمة هاتفية ...يتفقد بعض الاوراق ... كان في قمة الأناقة... رائحته تملاء المكان ... لا تعرف لماذا تشعر في توتر شديد و يخفق قلبها عندما تكون بقربه ...
- يبدو وسيماً جداً ... تلك فيروزتين ... لاتمل من نظر اليهما ... اردفت داخلها
افرغ من مكالمته.. أوما لها لتتكلم ..
- امير بك ... كنت في طريقي الى هنا ... وجدت حصانك ملقى على ارض يهزي من الالم ... اقتربت منه اكثر ... وجدته ينزف ... تبعت اثار النزيف ... يبدو انه قد طعن تحت السراج ... بنبره
حذرة و خائفة من ردت فعله ..
ترك كل شىء من يده ...و نظر لها بدهشة...
ثم اكملت
- يبدو ان احد حاول قتلك عن قصد ... هذا يفسر جنون الذي اصابه ... قالتها بتردد
وضع يده على ذقنه يفكر ... و ينظر الى بحر عينيها ... اللتين لم تدعه يركز بتفكير ...حاول تصنع البرود و قد نجح بهذا...
-،هي المسؤولة عن الاحصنة ...و ايضاً من انقذتني .... معقول ان تكون هي من فعلها ..ربما تريد ان اثقف بها ... لا ماذا تقول هي لا تقوى على إذاء نملة... لا ادري ... هناك شيىء غريب ... اردف داخله..
-من تعتقدي انه يفعلها ؟ بمن تشك ِ؟
- امير بك .. انا حقاً لا اعرف ... لم آتي الى العمل لمدة ثلاثة الايام كنت في اجازة ... كان بحالة ممتازة ... و لم ارى ما يثير شكي ...
اشاح بوجه عنها بغضب ... ثم اردف بعد صمت داما بضع ثواني قائلا ً
- لا اريد ان يعرف احد ماذا حصل ...راقبي بصمت .. و اذا حدث شيء اعلميني بمستجدات ...
- و لكن من يريد اذائك ...من يريد قتلك... اردفت بقلك
- يمكنك متابعة عملك ... ابلغ ِ الحرس اين وجدتي حصاني و انا سأكمل الباقي ... اردف ببرود شديد مقاطعً ايها ...
- يا له من مغرور ... لم يشكرني حتى ... بل ظل يمطر علي بواهل من الطلبات ... اردفت و هي تتمتم بصوت منخفض لم يصل الى مسمعه لتهم بالخروج ...
مضى اسبوع بسرعة ... ملك تفرغت لدراستها في صباح و قد دخلت فترة المراجعة ما قبل الامتحانات الرسمية .. بالاضافة الى عملها و اعتنت بوالدها الذي اصبح افضل من سابق يغادر الفراش و يعد الطعام و يقوم ببعض الاعمال المنزلية الخفيفة ... لقد شعر بشفقة عليها فقد تحملت المسؤولية مباكراً و هي مهما كبرت ستظل طفلته الصغيرة... و قد بدا الارهاق واضح عليها ... ولكن لم يعد بامكانه العمل و بذل الجهد فلقد حزره طبيب من تراجع حالته ... يحترق قلبه كل ما رأها تذهب يومياً الى العمل و تعود بساعة متأخرة ... و هو يشعر بتقصير و قلق تجاهها ... لكنه لا يكف عن دعمها و تشجيها على هدفها ...
و هي التى ترى الامل من عيون والدها .. و تقسم داخلها انها لم تستسلم ... تتصنع الضحكة كل لما التقت اعيونهما ...
و امير الذي قضى وقته بالعمل.... بين المزرعة و المدينة ... في ابرام الصفقات و العقود .. حتى انه عندما كان يتجول في مزرعة ... او يقف على شباك مكتبه تقع عينه عليها بين الحين و الاخر ... فيشرد بها و بجمالها الذي بات يشعر انه لا يستطيع اخراجه من رأسه ... فهو اصبح يرها في كل مكان و في كل الاوقات ... لقد جذبته تفاصيلها بصمت مريب ... و ضحكاتها العفوية التي لا تغادر صدى صوتها اذنه ... لم يعرف كيف حدث و لا متى ... لم يشعر بنفسه الا و انه يريد ان يراها يوميا ً ....لم يكن يعرف ان يصف احساسه و لا يعرف لماذا يدق قلبه كل ما رائها ... لم يستطيع ان يشعر هذا الاحساس مع اي مرأة من قبل ... لم ينجذب الى احد قبل مثل ما تفعل به هذه الصغيرة ... لم يعرف ما هذا الشعور شفقة ام حب ... لم يفسره الا انه شقفة عليها... و على طفولتها و براءتها التي تقضيها في العمل و تحملها المسؤولية .. الشقفة عليها لمساعدتها و دعمها حتى و ان بدات تصرفته عكس ذلك ... فهو لم يرى فتاة بهذا النشاط و نضج ... فهي تذكره بنفسه و بمدى تشبه بينهما عندما كان يدرس و يعمل ... او هو الحب الذي لم يشعر به او تذوقه من قبل .. فهو لم يؤمن به يوماً... يؤمن بعمل ...بصفقات ... لم يكون من السهل الاستسلام لمشاعره او يرضخ لها ...لم يعترف لنفسه حتى... حتى انه ظل يواعد سوزان في اونة الاخير ظناً منه انها تنسبه من كل النواحي و تليق لتحمل اسمه و هي ابنة صديق والده أدم رأفت و هو رجال الاعمال معروف ... و ان كل ما يشعر به تجاه ملك هو شفقة ليس اكثر ...
-امير بك .. نظرا لها ببرود و أوما لها لتتكلم و هو كان يطالع المستندات بين يديه
- غداً ... حفل تخرج السنوي ... كنت اريد ان اخذ الاجازة لحضوره .. اردفت باقتضاب و توتر
- انه في ساعة الرابعة ... لديك متسع من الوقت ... يمكنك اتمام عملك في صباح و ذهاب لاحقاً
اردف ببرود شديد دون النظراليها
لتنظر له نظرة صدمة لمعرفته بموعد الحفل ...
- و لكن ... قاطعها و نظرا لها بعبوس
- و لكن ماذا... لن اكرر ما قلت ... انتهى .. عقد حاجبيه و و كانت لهجته آمرا و بقسوة ..
تجمعت الدموع في عيونها ... و لكن لم تسمح لها بنزول حتى لا تريه ضعفها... أومت له بإيجاب ...
ثم آتى صوته بكل برود... و هي كانت تلتفت بجسدها للخروج ... أوما لها بالاشارة الى الظرف الذي رماه امامها في مقدمة مكتبه ،..
- ملك... عقدت حاجبها بتعجب ..
امسكت ... الظرف و فتحته ...
لتجد فيه اول راتب لها ... بالاضافة الى اول كمبيالة سند مستحقة .. لم تشعر بالوقت ... شهر من الزمن قد مر ... لتظهر على وجهها ابتسامة ...كانها ابتسامة انتصار على كل اوجعها ... و هو ينظر لها و قد ظهرت على معالم وجهها فرح كأنها تزقزق فأبتسم دون ان تراه على طفولتها و برءاتها ...
لتتدقق بمبلغ
- امير بك المبلغ اكثر من أتفافنا ... اردفت بتلقائية و تعجب ....
- اعرف ... المبلغ الزائد بدل الادوية لوالدك ... أجابها بكل برود
لم تعرف بماذا تجيب او تفعل من الخجل و الحمرة كست وجهها
- لا داعي لذلك ..
- لمن تملي علي ما افعل.. لينظر الى عينيها بتركيز و قد عقد حاجبيه ...
- عفوا ... لم اقصد.. أوما اليها بالخروج ...
كانت السعادة لم تسعها...فذهبت ركضاً الى ولدها .. لتقص عليه ما جرى و في طريقها قرارت ان تشتري فستان للحفل و ان تتسوق و تخضر الاطعمة و كل ما يلزم ...
———————————————
شكرا على القراءة
تعلقاتكم و ارئكم لو سمحتوا
أنت تقرأ
اريدك ِ (مكتملة ) بقلم فضيلة محمد
Romanceكنت كاطائر عابر و لا اعلم لاي سبب بداءت بالتعود عليكي كل يوم اكثر نحن الاثنين قمنا بمغامرة الحب قمتي بملئ حياتي بعدها رايتك ترحلين دون ان تقولي ودعاا... رأيتك تذهبين .... في يدك الممدودة لي اريد البحث عن طريقي و ان احس انك بجانبي ... اليوم...