32- الوداع الخجول

6.7K 156 15
                                    

قضت اليومين الاخيرين ... في العزلة بعيداً عن الجميع ... حبست نفسها داخل غرفتها ... بحجة المرض و الصداع في الراس ... لم تنشف لها دمعة ... ترثي نفسها و حظها العاثر ... تشعر بالحزن يفطر قلبها ...و التعب يملاء روحها ... ماذا ستفعل ... كيف ستتخلص من ابتزاز ذلك اللعين ... كيف ستواجه الجميع بمصبتها  .... و الان لم يعود لها الامل مع امير ... او حتى مع غيره ... ستخسر ثقته و تخسره الى الابد ... لطالما عشقته و احبته ... حتى عندما الارتبطت بشخص الاخر ... ظلت تحبه و تعشق ... ظل حبه يتربع على عرش قلبها ...
فتحت هاتفها المغلق ... وجدت الالاف الرسائل... معظمها من محمود ... اغلبها تحمل لهجة التهديد ... ما هي الا ثواني حتى رن هاتفها...  ارتعش كامل جسدها و هوى قلبه من الخوف ...
ميرا لنفسها بغضب جامح : اللعنة عليك .. اكرهك ...
اخذت تنتفض و تتخبط مكانها ثم رمت الهاتف بعنف بجانبها على السرير
لتصلها رسالة : من افضل لك ان تجيبي
لعنته بأبشع الشتائم ... ثم رن هاتفها مرة اخرى
محمود بخبث : صباح الخير يا عروستي ... اين اختفيتي ... اشتقت لك حبيبتي  ...
ميرا بعصبية : ماذا تريد ...
محمود : قلت لك ...اني انتظركي اليوم حبييتي... ما زلنا على موعدنا ... قبلاتي الحارة عزيزتي ...
انهارت ميرا عقب انتهاء اتصاله ... ماذا سافعل ... يا الهي ساعدني ... باقيت هكذا بعض دقائق ... ثم قامت و استحمت و بدلت ملابسها .. و انطلقت الى شركة .... ك

🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
كريم : انظر الى هذا جمال المتناقل ...
رامي : اين ... اتقصد سارة .. التي ترتدي ازرق
كريم : لا ... التي بجانبها ... انتظر حتى تلتفت ... ان كنت تعرفهم... نادي عليهن ليجلسن معنا ...
رامي : لا اعرف سوا سارة... فقد تعرفت عليها المبارحة... تغيبت عن المحاضرة ... و جلسنا هنا .. اه معك حق ... الفتاة جميلة جدا
لوح رامي لسارة ... ان تاتي لتجلس معهم ...
سارة : اوففف ... اكره هذه المادة ... ohh .... هذا رامي ... تعالي لنجلس معه ... يلوح لنا لننضم له
ملك : من رامي ... انتظري سارة ... لا اريد ...
كانت قد جذبت ملك من يدها قصراً ... و سارت بتجاه رامي
سارة : مرحبا ... كيف حالك رامي ..
رامي : اهلا سارة .. بخير ... هذا كريم صديقي ... كنا معا منذ الاعدادية ...
سارة : اهلا كريم ..
مدت سارة يدها و سلمت عليهما ... و كانت ملك تقف و تشيح وجهها ...
رامي : ألن تعرفينا ...
سارة : ملك .. ملك هذا رامي معنا في الدفعة و نفس الاختصاص
مد رامي يده ليسلم عليها ... ولكن ملك اومت له فقط و لم تمد يدها .. فانحرج رامي ...
رامي بارتباك : اهلا ملك ..
كريم : تفضلي ملك اجلسي ...
جلست ملك بحرج .. و هي تشيح وجهها عنهم ..
بينما سارة مشغولة بثرثرة ... عن الجامعة و المواد الدراسة ...
لم يرفع عينه عنها ... فلكزه رامي ..
رامي بهمس : ارحمها قليلا ...
كريم بهمس : اصمت
كريم بنبرة هادئة : ما بك ملك ... لا تشاركنا الحديث ...
سارة بضحك : هي كذلك ... لا تتكلم بتاتاً ...
ابتسمت له ملك مجاملة .. و انقذها رنين هاتفها ...فقامت و ابتعدت قليلا لتجيب
ملك : الو..
امير : الو ... ملك ... كيف حالك الان ..
ملك : بخير ...
امير : اي ساعة ستعودين ...
ملك : عند الثانية ...
امير : ملك .... لو سمحتي اريد منك ان تحضري لي امتعة السفر ... سأسافر لمدة الاسبوع في عمل طارئ ... انا الان مشغول جداً ... و لا استطيع تحضيرها ... و سفر اليوم عند السادسة
ملك : لا تقلق ... سأعود الى المنزل الان ...
كي احضر لك طعام ... و حقيبة سفرك ...
امير : لا عزيزتي .. ساطلب الطعام  جاهز من المطعم  ... انهي محضرتك كلها .. اركي عند الثالثة و النصف ...
ملك : ok
امير : bye
على جهة اخرى
كان كريم يتابع ملك ... و لم يستطع ان يسمع شيء من حديثها ... انتبهت سارة الى انه يتابعها ...
سارة : انها غامضة جدا ً و غريبة .. قليلة الكلام ... او بأحرى لا تتكلم الا في الدرس .. هادئة جدا .. لطيفة ...
كان كريم و رامي يضغيان بكل اهتمام ...
سارة : انها قادمة ... لنغيير الحديث
ملك بهدواء : سارة باقي 5 دقائق ... على المحاضرة ... سأذهب ... تشرفت بمعرفتكم ...
كريم : قادمين معكي ... هيا رامي ...
ارتباكت ملك ... فلا تحب اختلط مع اي احد ... و لا احب ان يفرض احد نفسه عليها
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
احدثت عطل في الكهرباء لتنقطع الكهرباء عن الكاميرات المراقبة ... ثم دخلت مكتب عزت ... بحجة انها تريد بعض الاوراق .... و هي تشعر بالخوف من انفضاح امرها ... تحاول السيطرة على جمود وجهها ... عكس البركان الذي يشتعل بداخليها ...
بحثت في جاورير بسرعة و هي في قمة الخوف و ارتجاف... بعد بحث دام اكثر من خمس دقائق
وجدت نسخة عن كل صفقة في اخر مكان كانت تفتش به ... تقسم ان قلبها ينبض كقرع الطبول
ميرا لنفسها : سأعطي هذا الحقير صفقة واحدة .. ليس من ضروري الاثنتان ... سأختر التي هي اقل ربحاً  ...
صورتها بهاتفها الذكي ... صوراً واضحة ...
و خرجت من المكتب .... تنهدت بارتياح .. و مسحت حبات العرق ... التي كست جبينها ... الحمدت ربها على عدم اكتشاف امرها .. و عدم وجود السكرتيرة في الخارج ..... ثم توجهت الى مكتبها لاكمل عملها...
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
دخلت الى المنزل ... و اتجهت الى غرفته .... بعد قرابة الساعة ... عاد امير من عمله... و توجه الى غرفته ... و استند على اطار الباب ... كانت منهمكة اعداد الحقيبة و اخيار الملابس التي يجب ان يرتديها عند ذهابه ... لم تنتبه لوجوده ... رمقها بنظرات عاشقة متيمة .... كانت تعض على شفتيها من الحيرة ... كم يود ان يتذوق طعم شفتيها المكتزة و اكتشاف مذاقها الخاص ... ثم ازالت خصلات التي تمردت على عيونها لترجعها بحركة عفوية خلف اذنها ... هذه الحركات تفقده صوابه ... و تصيبه بنوبة من الجنون ... اشتاق لها قبل ان يسافر ... ارد ان يضمها الى قلبه ... لتسمع صوته الذي ينبض من اجلها ..... ظل غرقاً في بحور عشقه ...
انتبهت له ملك .. فاعتدل بوقفته
ملك بابتسامة : اه امير جئت ... كل شيء جاهز ... حتى الحمام ...  باقي فقط ان تقوم بنظرة في حال نسيت شيء
امير : شكراً لك .. دقائق و يصل الغداء ... 
اومت له و ابتسمت ... ظل ينظر لها غريبة اربكها ... استذانت لخروج... مرت من جانبه و استنشق عبيرها و رائحة شعرها المحبة لقلبه ...
نزلت تجهز الصحون و الاكواب ... و ما هي الا دقائق اعطاها الحراس الطعام ..
نزل امير بكامل حلته و اناقته ... يخطف انفاس بوسامته ... التي لاحظتها في أونة الاخيرة ... يحمل حقيبة سفره  ... ينظر الى ساعته ...
امير : باقي نصف ساعة ... لو لم يكون عندك جامعة ... كنت سافرتي معي ... لا احب ان اترك وحدك
ابتسمت له ملك
ملك : لا تقلق ... مرة اخرى ....
تناولا الطعام ثم دخل الى مكتب ليجلب بعض الاوراق المهمة ... و اتجاه الى الباب ترافقه ملك
وقفت على الباب تودعه ...
امير : انتبهي لنفسك ... سنبقى على اتصال .... في حال احتجتي الى شيء ... الحراس في الخارج ...في حالة الضرورية يمكن اتصال بحسام ... اي شيء تريده اخبرني
ملك : لا تقلق ... كل شيء سيكون بخير ...
وقفت تودعه تشعر بغصة ... ارادت البكاء لا تعرف لماذا و لكنها تمالكت نفسها ... ليست المرة الاولى التي تودعه بها ... فقط ودعته عندما تركها اسبوع عند والدها عند امتحانتها ... ولكنها المرة الاولى التي تشعر انه يتركها وحيدة ...و  انه ليس بجانبها ... لقد اعتادت عليه ... وجوده يبث الطمأنينة في قلبها و الراحة و الدفء في روحها ... انها المرة الاولى التي تشعر بها بأنها تريد عناقه و ارتماء باحضانه الدافئة ... و لكن هناك شيء منعها ...
ابتسمت له بخجل  فبدلها... اغلق الباب خلفه بتردد ...
شعر بأنه لا يمكنه الصمود ... اراد هو ايضاً معنقتها و لكن تردد هو ايضا ... يعرف انها امانها و سندها الوحيد  ...
استندت على الباب ولا تعرف لماذا ينبض قلبها بعنف ....
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
كانت قد اغلاقت هاتفها خلال العمل ... متوترة كثيراً ... اخبرته مرار انها لا تستطيع الرد ... لم تصدق كيف وصلت الى سيارتها و قادتها بعيدا عن مقر الشركة ...
ذهبت الى مكان منعزل بمفردها ... لم تجازف بان يرى احد اي شيء او يشك مجرد شك من تصرفاتها ... اخذت نفس عميق ... ثم تنهدت بحنق
فتحت هاتفها و بعثت الصور الملف عبر تطبيق whatsapp ...
ما هي الا ثواني الا و رن هاتفها ...
ميرا : اللعنة عليك ... حقير
ردت ميرا ....
ميرا بغضب  : ماذا هناك ...
محمود : اين الصفقة الثانية ... يا عروستي
ميرا : لم اجد الا واحدة ... الثانية لم اجدها بحثت عنها كثيرا ً
محمود بستفزاز : حسناً .. سأمررها بمزاجي ... بما انه اول تعامل بيننا ... من اليوم تفتحي عيونكي و الاذنيكي على كل شيء ... مع انني كنت اريد رؤيتك ... لنستمتع سوياً ... ههههههه....
ميرا بغضب  : الم اعطيك الصقفة ... اريد صوري ... متى ستعطيني اياها ...
محمود : تؤتؤ .... صورك ستبقى بحوزتي ... فهناك الاعمال مشتركة كثيرة بيننا ... بالاضافة الى اني كل ما اشعر بالملل ... افتحها و اتأملها ... امرأة جامحة .... ههههههه... ودعاً
ميرا: انتظر قليلا ...
تفوهت جملاتها الاخير تزمناً مع اغلقه للخط في وجهيها ...
ميرا : اللعنة عليك .... و اخذت تضرب الامامها مقبض السيارة بكل عنف و عصبية .... وهي تبكي تصرخ و تبكي بهسترية ....
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
مر يومان ... شعرت بفراغ كبير ... برغم من انه يتواصل معها و يطمأن عليها كل ما سمحت لها الفرصة ... اكتشفت انها تأنس وجوده ... و اعتادت عليه بشكل كبير...
قاطع شرودها صوت سارة ...
سارة و هي تلوح بيدها امام وجه ملك...
سارة : ما بك يا فتاة ... اتكلم معك ...
ملك : لا شيء ... كنت شاردة .. اسفة لم انتبه لك ...
سارة بخبث  : من ياخذ تفكيرك ...
تجاهلت تعليقكها و اشاحت بوجهها
في هذه اثنا اتى كريم و رامي ...
كريم : مرحبا ... كان امتحان صعب جداً ..
رامي : نعم ... لم اعرف الاجابة السؤال الاخير
اؤمت ملك و لم تعلق ... فهي حلتها جميعها ...
كريم بملل : انسوا أمر الامتحان الان .. ما رائكم ان نتناول الغداء في مطعم للوجبات السريعة ...
سارة بحماس : فكرة رائعة ..
رامي : هيا بينا
ملك بنبرة هادئة : انا اعتذر لا استطيع ..
سارة : هيا ملك .. كفي عن هذا ...
رامي بسخرية : لا تقولي papa و mama لا يسمحون لك ....
رن هاتف بالرقم العم وليد ... معلننا عن قدومه ...
استقامت ملك و رمقته بنظرات حادة ثم اتجهت الى الخارج ... متجاهلة الجميع ... سارت حيث يقف ينتظرها العم وليد كالعادة عند البوابة الخلفية ... كما طلبته منه .. لا تريد احد ان يرى سيارتها الفارهة و الحديثة ...
كريم بغضب : اعجبك هذا .. لماذا هذه السخرية .. استأت منا .. و ذهبت ...
رامي بغضب : لما كل هذا الغرور ... من تظن نفسها ...
سارة : اهدأوا ... في كل الاحوال لم ترغب في قدوم .. اعرفها ... حتى عندما نكون وحدنا ترفض ... لا اعرف ربما دخلت الى هنا بمنحة لا اعرف ... ربما لا تملك المال .. او حالها ميسور .. غريبة و غامضة ...
رامي : هذا غير مبرر ... تتعامل معنا بجفاء منذ البداية ... لا اعرف لماذا هذا الغرور...
سارة : مع الجميع هي كذلك ... حتى معي ... ليس معك وحدك ...
كريم : دعونا من هذا الهراء ... هيا لنذهب .. 
رامي لنفسه : ماذا تخفين يا ترى ...
قبض يده بغضب عارم متوعد لها ...
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
انزعجت ملك من رامي جدا ... اكتفت بنظر اليه بنظرات حادة وتوجهت الى الخارج ....
كانت تسير بتجاه البوابة الخلفية عن المرأب الخلفي ... عندما رأت فتاة ... تترنح يمين و شمال ... اوقعت ما في ايدها ... حقيبتها و الكتب ... و بداءت بضم يدها الى بطنها بالالم جم
ركضت اليها ملك لتمسكها ... قبل ان تفقد وعيها و تقع على الارض .. و ...........
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
اسفة على التاخير بتمنى البارت يكون نال اعجابكم ...
من هيدي فتاة ؟!؟
على شو ناوي رامي لملك 🤔🤔🤔
ما تنسوا تصوتوا بليز بليز ...
و تعملوا join  لغروب على صفحة الفيس بوك ... حتى يوصل لك كل جديد ... و اقتباسات عن البارت القادم
https://www.facebook.com/groups/231824547878816/?ref=share

com/groups/231824547878816/?ref=share

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
 اريدك ِ (مكتملة ) بقلم فضيلة محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن