كانت القرية قد ضجت و انتشر الخبر بسرعة البرق...
امسك يدها فرتعشت و دق قلبها و ازدادت وتيرة تنفسها .... خرجا من المنزل بعد ان تسلمها من والدها الذي تأثر كثيراً و كبح دموعه من النزول ... ليرى ان الجميع واقف ... بعضهم الحاسد و بعضهم المحب ... بدأ التصفيق للعروسين ... و انهلت عليهم التهاني و المباركات ..
ليدلفا الى سيارة ..... يغادروا وسط الهتفات و التصفيق ...كانت متأثرة جيداً .... رغم كل ما حصل و ما تشعر به من حزن و قهر الا ان كلماته المرفقة مع الفستان لمست قلبها .... نظرت اليه نظرة خجولة ... و قد تنست ما مرت به لتعيش لحظاتها بالسعادة و الفرح التي لم تتكرار ... فهذا اليوم حلم كل فتاة ... شعرت بتوتر الشديد ... ينتابها شعور غريب و هو بجانبها ... تكاد تقسم انه يسمع صوت دقات قلبها ... كان يقود بهدوء ... كانت تنظر امامها بجمود ...كان قلب امير يتراقص قلبها فرحاً ليبتسم داخله ..كان ينطر لها من المرآة دون ان تره ... كانت خصلات شعرها التي اثارت جنونه تحجب عنه رؤية زرقة البحرعينيها ... تاه في تفاصيلها و رقتها و شفتاها الورديتن التي ارد تذوقها
- وصلنا .. لتمسك مقبض باب السيارة لتفتحه
- انتظري ... لتنظر اليه بعدم فهم ...
ليدلف خارج السيارة ويلتف ناحيتها يفتح الباب لها... و يمد يده لها يمسكها لتترجل من السيارة
كان الجميع متجمع عند الباب ... ينتظرون بشوق و صدمة الكنة الجديدة ... العروس المنتظرة ... و امير يعنق يدها .. قرب راسه ليهمس لها و تلفح انفاسه ساخنة عنقها
- ابتسمي .. لتتصنع ابتسامة
قدمها الى الجميع
- ملك و والدها كامل عزيز
تفحصها الجميع بنطراتهم فقد كانت ساحرة
- بابا سليمان بك .. ليومي لها و يبتسم برضى .. بعد ان سلم عليها
- ماما نجوى ... لتومي لها و تقبلها ...
- كنتي جميلة ... عرفت الان كيف سرقتي قلب ابني .. لتبتسم ملك بتصنع
- دكتور حسام صديقي تعرفينه و ايضا عزت صديقي و مدير اعمالي تعرفينه ..
اومت لهم و سلمت عليهم ...
ليدلفوا الى داخل ... شعر امير برتعشت جسدها وهو يحتضتها من خصرتها لدخول للمزرعة ... نطرا لها فقد تغييرت ملامحها و شحب وجهها .... احست بدوار ... ليمسكها
- هل انت بخير ... سألها بخوف و قلق
شعرت بوخزات في قلبها .. و صعوبة بالتقاط انفاسها ... لتفقد الوعي ... حملها امير و ضمها الى صدره و دلف بها الى المكتب ... كان الجميع قد سبقهم الى الحديقة
نادى حسام و قد بدا عليه القلق ... ليأتي على الفور ...
- ماذا هناك ..
- لقد فقدت الوعي ...
دلفا الى المكتب ...
- احضر عطرا .. كان حسام يقوم بفحص ملك و مؤشرات الحيوية ... لياتي امير و يقوم بوضع العطر امام انفها لتستنشقها...
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
كنت فاطمة تشتعل غضبا ً ... تفاجأت كثيرا ً.... لم تكن تظن انها العروس ... لم تكون تدرك ما بينهما ... سمعته مرار يتكلم مع فتاة .... كيف لها ان تسير المياه من تحتها دون ان تدري ... احست بغبائها ... لان كل شيء كان امامها و لم تشعر ... واستنتجت ان معاملته معها كانت خاصة منذ البداية ... كانت تعلم ان امير صعب المنال ... لقد سعى الكثير خلفه دون جدوى ... لتتزوجة تلك الحمقاء ... ازداد غضبها واستشعرات بشىء مريب من قدومها بالامس و ان هناك شيء حصل ... لا تعلم ما هو ...
و ان عليها معرفته ...
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
استفاقت ملك و بداءت تستعيد وعيها ... لتفتح عينيها و كانت رايتها مشوشة لتجد امير يجلس بجانبها يبتسم ... حاولت تعديل جلستها فساعدها امير
- ماذا حصل ... و قد كانت متوترة و خجلة
- اغمي عليك
تذكرت ملك ماذا حصل لها عندما دلفت الى مزرعة و كيف تذكرت احداث الليلة المشؤمة ... فقد زادت وتيرة تنفسها ... حاولت ان تهدا
لياتها صوته الرجولي
- هيا ملك الجميع بنتظرنا ...
استقامت ملك تتصنع القوة ... و عدلت فستانها و دلفت خارج المكتب قبلهم لينظر امير لحسام باستفهام و قلق عن حالتها
- لا تقلق ... انها بخير ...مازالت تحت تأثير الصدمة ...يبدو انها استرجعت ذكريتها المؤلمة ... بدخولها الى المزرعة من افضل ان تبعدها من هنا في الوقت الحالي .. اعطينها قليلا من المهدىء
- هذا ما سافعله ... رتب حسام على كتف امير و دلفا الى خارج ....
- ملك ... انتظري ... التفتت له ملك عندما نادها فامسك يدها فبثت الدفء في انحاء جسدها و نظر اليها نظرات مطمئنة و ابتسم و دلفا الى خارج معاً ...
كان الجميع يتبادلون الحديث ... حتى قدوم امير و ملك
جلس الجميع لحين وقت الغداء ... ملك صامت معظم الوقت ... اجابتها مختصرة ... تبتسم قليلا و تشارك عندما يتطلب الامر تجاوب مع والدي امير ... الذين شعرا بخجلها و ادبها و قد مدحاً بذوق امير و اختياره ... و قد اخرج امير من جيبته خاتم و وضعه في اصبعها .... انفجرت الدماء في عروقها ... زاد توترها .... و فجاءة احست انها احلى لحظة في حياتها... كاد قلبها ان يتوقف ... انتبها شعور غريب لم تستطع تفسيره
و امير الذي كان في قمة السعادة ولكنه لم يبدو عليه اي تعابير وجه كعادته بارد كالثلج
تسقطت دموع كامل و سليمان بك اثر الفرح و احتضنت نجوى ملك بحرارة ... و اهدتها عقد من الماس ...
- هذا العقد لوالدة امير الله يرحمها ...احتفظت فيه منذ سنوات طويلة ... لاعطيه للزوجته ..ابتسمت ملك ابتسامة خجولة ...
- لم تخبيرني من قبل عنه ... اردف امير متفاجىء
- هذا سر ... لتبتسم له و تغمزه ...
- و هذا السوار مني .. اردف سليمان و لو كنت اعلم بالزواج لجعلتهم يصممون شيىء خاص بكِ و لكن امير فجاءنا بخبر زفافه بهذة السرعة و بم نستطيع تحضير اي شي
- وجودكم يكفي ... اردفت ملك
و تم التقاط بعض الصور في هذه الاجواء السعيدة
استأذن كامل بالذهاب الذي رفض بشدة البقاء في المزرعة ليتحجج بحاجياته و انه يفضل البقاء في منزله الخاص .... رغم اصرار امير لكنه رضخ له في نهاية ..عناقته ملك بشوق و خوف كبير وقد تجمعت الدموع في عيونها ولكنها حاولت ان تهداء نفسها
- الله ييارك لكِ ملاكي ... امير رجل طيب ... اومى لها بالاطمئنان
ليأتي امير و يرتب على كتف ملك بعفوية و اردف بنبرة هادئة
- ملك في عيوني.. ياعمي .. و ابتسم
تأثرت ملك كثير ... فهي لم تعتد ابتعاد عن والدها ... لكن كلام امير و تصرفته معها زرعت في قلبها السكينة و اطمئنان
- الغداء جاهز .. اردفت فاطمة
ليتوجه الجميع الى غرفة الطعام و جلسوا يتبادلون اطراف الحديث ... وسط جو من مرح و مزاح ... تذكروا ذكريات الطفولة ... و اخذ عزت يقلد امير عندما يعمل معه ..
- عزت احضر هذا و افعل هذا و لا تفعل ذلك و
احياناً انسى انه صديقي ... الله لا يسلط امير على احد ...انفجر الجميع بضحك و امير الذي لم يعطي اي رد فعل حتى لا يتمكن منه الاصدقائه ظل متمسك بجمود ..
- كعادته امير بك ... يستفز الجميع ولا يمكن استفزازه ... اردف حسام ليبتسم امير ابتسامة ثقة و غرور ..
- هذا ابني ... منذ صغره و هو جاد في كل شيء ابتسم سليمان بفخر
كانت ملك تجلس بجانب امير .. هادئة تصتنع الابتسام على حديثهم .. تتاول الطعام ببطىء شديد او باحرى تقلب الطعام بالشوكة .. فقد انقطعت شهيتها منذ تلك الحادثة
- تنقص هذا جلسة عماد ... هو الوحيد الذي يثير غضب امير .. ليضحك الجميع ... عدا امير و حسام
نظر امير الى ملك التى انزعجت لدى سماع اسمه و افلتت الملعقة من يدها .. ليضع امير يده على يدها .. ليهداء من انفعالها ... و الرجفة التي سرت في انحاء جسدها
- ما بها ملك ...
- لا شيء ... ليجيب امير عنها ....ابتسم ابتسامة صفراء و همس باذنها .
- اهدئي ... ليضغط على يدها بلطف و يكمل بنبزة هائة اكملِ طعامك ...
- ما مخططتكما .. اردف سليمان
- لم نحدد بعد ... لدي بعض الاعمال في المزرعة و سأنهيها و ربما نسافر في ما بعد
- عمل ماذا ... ما ذنب عروستنا بالاعمالك ... سافروا ... و انا اناوب عنك .. اردف سليمان بنفعال
- لا داعي لذلك الان اعلم ما افعل .. سنفعل فيما بعد
مر الوقت دون ان يشعر احد و استأذان الجميع بالذهاب .. و سليمان بك و زوجته صاعدا للرحة في غرفة مخصصة لهما ... ليبقى امير و ملك في صالون .. كان امير يشرب كاسا من الخمر ينظر الى الحديقة و حيث استفقت ملك في شرودها على صوته
- هيا لقد تاخر الوقت هيا بنا ... اومت له
شعرت برعب و فزع .. و لكن حاولت ان لا تبدي ارتبكها وصاعدت معه وقلبها يكاد يقع من شدة الخوف .. هي غير مستعدة بعد لاي شيء في الوقت الحالي ... فكرها مشوش جيداً ...وصلا الى الطابق العلوي .. و سار امامها شريط تلك الليلة المشؤمة ...تذكرت عندما رماها على الارض و عندما جرها الى تلك الغرفة في اخر الرواق ..
- ملك .. هيا .... لم تسمعه فقد كانت شاردة ...
- ملك ... دون جدوى .. زفر امير كل الهواء من فمه ... ايقاظها من شرودها و هو يجذبها من يدها و يدخلها غرفته ...و يغلق الباب ...
تجمدت امامه ... شل لسانها.... رمشت عدة مرات و ابتلغت ريقها ... خلع جاكيت بدلته و من ثم ارخى ربطات العنقه و رماها بالاهمال ثم بداء بفك ازرار قميصه لتصرخ
- ماذا تفعل...
و هي ترتعب و رجعت الى الخلف و انهارت على ارض بموجة بكاء هسترية ... و تتمتم بكلمات غير مفهومة ...
- ما بك ... لماذا تبكي.. لا افعل شيء
- ابتعد ... لا تقترب مني ... جمعكم وحوش
تنهد امير بيأس و اردف
- اخفضي صوتك ... لسنا وحدنا ... اهداءي
ليزفر ما بصدره من هواء و يحضر ملابس النوم من خزانة و يدلف الى مرحاض
جلست تبكي بصمت ... و شهقاتها تتعالى .. لتتثاقل جفونها و تنام مكانها على ارض ... ليخرج من المرحاض و قد استحم ... مشط شعره و هو يتأملها كم هي بريئة و جميلة و كم تبدو متعبة ... اقترب منها و حملاها و وضعها في سرير و استلقى بجانبها يتاملها عن قرب ...شفتها الوردية التي يلهث حتى يتذوقها وضع اصبعه يلتمسها .... ازال خصلات شعرها الذهبيي التى غطات جبينها و عيونها بأهمال ... احضر المنديل و مسح اثار الكحلي التي انحلت من بكاءها ...كانت تبدو كاميرة النائمة في فستان الزفاف التي تنتظر قبلة الحياة من اميرها ... غطاها و نام بجانبها ينظر لها بحب .. كيف له ان يشبع نظره منها ...كيف له ان يكبت شوقه لها و يخفي حبه ... كيف له ان يروي عطش روحه ...كيف له ان يسيطر على نفسه ... انتظمت انفاسه و غطى في نوم عميق ...
استيقط في وقت متأخر من الليل ... على صوت تمتمتها الغير مفهومة .. و متقطعة ..
- لا ... ا-ر-ج-و- ك ( ارجوك) ... لا .... ت- ف ع- ل ( تفعل)
انار الضوء الخافت بجانبه ... كانت تتعرق و بدت ملامحها مضطربة و منزعجة ...
- لااااااااا ....
—————————————
ارائكم و تعليقاتكم تهمني كتير
ما تنسوا تصوتوا 😍😍😍😍
أنت تقرأ
اريدك ِ (مكتملة ) بقلم فضيلة محمد
Romanceكنت كاطائر عابر و لا اعلم لاي سبب بداءت بالتعود عليكي كل يوم اكثر نحن الاثنين قمنا بمغامرة الحب قمتي بملئ حياتي بعدها رايتك ترحلين دون ان تقولي ودعاا... رأيتك تذهبين .... في يدك الممدودة لي اريد البحث عن طريقي و ان احس انك بجانبي ... اليوم...