قرع الجرس !! فتحت الباب فاطمة تنظر من اسفل الى الاعلى ... و كأن لم يعجبها
- من انتِ؟ ارفدت رافعة حاجبيها
- انا ملك ابنة كامل عزيز قالتها بثقة وهي تنظر في عينيها ... لم تلتهف عليها وكأنها لا تعرفها و لا تعرف والدها ففاطمة معروفة بجفائها وانقطاع ودها مع الجميع
- ماذا تريدي ؟ قالتها بجفاف
- اريد رؤية سليمان بك ...
- ليس هنا ... و هي تقوم بدفعها و اغلاق الباب ...
- انتظري ... اللعنة عليكِ
اردفت غاضبة تضرب الباب بيدها ثم اخذت نفس عميق وًافرغت الهواء بقوة
حتى ادارت تلتفت بجسدها لذهاب...لتتفاجىء بأحد واقف خلفها ...
شهقت بصوت عالي و وضعت يدها على قلبها و اغمضت عيناها ... وبدأ قلبها ينبض بقوة ...احست بدماء تهرب من جسدها
- اخافتني ... بصوت متفاجىء
قابلها ببرود و جمود وضعاً يده على فمه يكتم ضحكته ساخرة على شكلها المضحك و على احمرار وجهها... يتخطاها لقرع الجرس
- انت لم تفهم ِ... لا يوجد احد هنا ... اه.... امير بك ... صاحت بها و هي تعود لتفتح الباب
-آسفة امير بك لم اكون اقصد ... ظننتك .... لا شىء قالتها بتلعثم و ارتباك
لتقطعها ملك التي مازالت واقفة امام الباب
- عفوا ... انت ابن سليمان بيك .. صممت قليلا ثم اردفت
- جئت لمقابلتك ....
هزا برأسه مستغرب و رفع بحاجبيه ...
- ماذا هناك ؟
قطعتها فاطمة لا تريد شيء
ليردف يزجرها بنظره لتصمت
- تفضلي بالدخول و اعذريني 15 دقيقة لاستحم
قالها بالطف و هو يتجه الى أعلى ... كان يرتدي ثياب فروسية و قد كانت تحمل بعض اثار الغبار
ادخلتها فاطمة الى صالون و استذنتها
اخذت ملك توزع نظرها باعجاب برقي ذوق و فخامة اثاث و جماله ...تتجه نحو الشرفة لتقف شاردة فيها تنظر الى الخارج كان هناك حديقة كبيرة و جميلة منظمة جداً...
لتردف داخلها بحيرة
ماذا لو رداني خائبة .. ماذا سأفعل ؟؟ لا ... لا ... يبدو لطيف لا ... لماذا استقبلني اذا .. الهي ساعدني ...ربما هو تافه و غير مسوؤل كسائر الابناء الاغنياء ... ربما مغرور ... ماذا لو لم يوافق !! إلهي ساعدني ...ليقف خلفها بعد مدة ينظر لها ... يتاملها ...
كم هي فاتنةً ... رقيقة ... ناعمة ...
كانت ترتدي بنطلون جينز و بلوزة قطنية زرقاء بسيطة ... شعرها الذهبي مربوط منسدل الى اخر ظهرها ...ترد خصلاتها عن عيونها زرقاء الى خلف اذنها ...
ليحمحم امير يحاول جذب ناطرها ...
لتنظر له ...كان واقفاً ببرود هادىء يتاملها يضع يده في جيبه اكمامه الى اعلى ... يفتح اول زرين شعره لاعلى و تحيطه الهيبة مرتدي ملابس سوداء ... تقدم بإتجاه البار يسكب كأس من النييد.. ليشير بيده لاعلى
- هلا تريدين ...
لتهز برأسها و تردف لا شكرا
ثم تقدم و واقف امامها عن بعد. لتشتم رائحة عطره و يبتسم لها ابتسامة مصتنعة
- انا ملك ابنة كامل عزيز الذي يعمل عندكم اردفت بثقة
- اعرف ...
تلعثمت قليلا عندما جاء رده بعدم مبالات و برود ثم ارفدت بالانفعال و هو يحدق لها بستخفاف مدركاً ماذا تريد ..
- ماذا تريد ِ؟... اجاب بقتضاب لتنظر له وقد انفجارت الدماء بعروقها ... سكتت قليلا ثم اردفت بهدوء
- لم آئتي لطلب الصدقة ... بدأ يضحك ضحكة صفراء ساخرة ليشيح بوجه عنها ناظراً الى خارج و يرتشف من كأسه
- والدي مريض ... و هو بحاجة الى راحة لم يعد يستطيع العمل ...كما ان علاجه مكلف جيداً... رافعة حاجبيها و قلبها يدق بسرعة ...
تنظر اليه و هولم يحرك ساكن او يبدي اي انفعال
لتردف مستكملة حديثها
- عليه فانا اريد منك خدمة ...
نظر لها متعجباً و هزبرأسه...
- اريد ان توكل لي عمل والدي في مزرعة ...و ان تدفع له تكاليف علاجه ثم ان تستقطع مبلغ شهري من راتبي لقضاء هذا الدين ..
التفت لها يقهقه بصوت عالي... كانه لم يضحك منذ زمن ... فلم يطلب منه احد طلب غريب كهذا ...
اردف ساخرا
- ماذا قلتِ... تريد ِ ان تعمل ِعمل اباكِ ... سالها بندهش و سخرية ثم اكمل
-عينت ِ نفسكِ و اتخذت ِ القرارات ...وضعاً يده على ذقنه يهز برأسه
نطرت له بغضب و عقدت حاجبيها ...
- هل توافق ام لا ؟؟ سالته لتقطع سخريته منها و لتجنب اضاعة الوقت ...
- نعم ....آجابها مزحاً و هذا ليس من عادته
و هي قد اخذت كلامه على محمل الجد بطفولتها
- اتفقنا اذا ... غدا ابدأ عندا ثالثة عصراً وبعد المدرسة ...
هز برأسه بقبول لم يقوى على تفوه بأي كلمة حتى ...
- استأذن لقد تأخر الوقت ...
نظر شاردا متعجب مذهولاً من نفسه ... اخذ نفس عميق ثم زفره الى خارج
اخذته طفولتها و برأتها الى مكان اخر ...
لم يعرف كيف وافق على فكرتها المجنونة ... و كيف لفتاة لم تنهي المدرسة حتى ان تعمل مكان رجل .. وكيف لم يستطع كسر كبريائها و رفض طلبها .. حتى و ان كان مزحاً بعد اعتقده انها جأت تطلب مال كمساعدة مالية ...لتفاجئه بغزة نفسها و كرامتها ...و ييجد نفسه عاجزا ً امامها ... و امام قوة ضعفها .... و جبروت حاجتها ...
وضعاً جميع اسلحته مستسلماً ...اغمض عينه يحاول اعادة تركيره ...مسح وجهه بيديه وشرب باقي كأسه دفعة واحدة ...
اما ملك التي خرجت تقفذ من الفرح و قلبها ينبض من سعادة ....فلقد حلت مشكلتها ...في صباح اليوم التالي ... ذهبت ملك الى مدرسة تسترجع ما فاتها من الدروس.. ثم اكملت تزور والدها ...
دخلت الى العناية المركزة ... لم تجده في سريره ... احسست ان قشعريرة ملأت جسدها بكامل .. و تتجمعت الدموع في عيونها ..استيقظ امير من نومه ....هو يململ في سرير .... وضع وسادة اسندا فيها ظهره.. ثم اخذ يدخن سيجارة ...و اخذ يتصفح هاتفه ...وهو ينفس الدخان...
- مرحبا ... كيف حالك ؟
أجابه الطرف الثاني
- عزت بالنسبة لكامل عزيز الذي يعمل لدينا انه في المستشفى ... تصرف ..- لا ... ماذا حصل .... اين هو ... و قذ شاهدت الممرضة تتجه اليها و رجليها تصلبت في مكانها ... و اردفت ..
- مرحبا ... والدك تم نقله الى غرفة عادية في طابق الثاني ...
كاد قلبها ان يتوقف ....
- حسناً .... بصوت متقطع ..
ثم توجهت حيث قالت لها الممرضة
دخلت الغرفة فوجدته افضل حال .. فقط استجمع قوه و اصبح بكامل وعيه...
- حبيبي ... طبعت قبلة على جبينه ..
- اشتاقت لك يا ملك الصغير ... هل انت يخير .. طفلتي .. ماذا فعلتِ... ليقطعه دخول الطبيب ...
- عم كامل .. انت افضل بكثير عليك بالراحة ثم
الراحة ... لقد تركت لك عند الممرضة وصفة فيها جميع الادوية المطلوبة .. يمكنك خروج غداً...
استذان الطبيب و خرج ...
لتلحقة ملك...
- عفوا ... هل تم دفع المبلغ المطلوب ؟
- لا ... ليس بعد ... تعجبت !!
- حسناً
استغربة ملك ... الاتفاق !!!
ثم اردفت ملك الى الغرفة ... لتجلس مع والدها و دهمها الوقت دون ان تشعر حتى اصبحت الثانية عصراً... لتنظرالى ساعتها متفاجئة...
- سوف اتاخر... لم يتبقى الكثير... اردفت داخلها ..
ثم ودعت والدها الذي كانت تحاول ان تتجاهله حتى لا يسألها ماذا فعلت ...وصلت الى المزرعة ...
دقت الباب لتفتح فاطمة ...لتنظر لها و لم تعرها الاهتمام .. ثم تردف
- اين مكان ... لتقاطعها
- امير بك يريدك في مكتبه .... قالتها بجفاء و مكر ...
ليخفق قلبها بذعر ...——————————————
ارجوا انه قد استمتعتم بالقراءة
الرجاء وضع ارئكم😍😍😍
أنت تقرأ
اريدك ِ (مكتملة ) بقلم فضيلة محمد
Romansaكنت كاطائر عابر و لا اعلم لاي سبب بداءت بالتعود عليكي كل يوم اكثر نحن الاثنين قمنا بمغامرة الحب قمتي بملئ حياتي بعدها رايتك ترحلين دون ان تقولي ودعاا... رأيتك تذهبين .... في يدك الممدودة لي اريد البحث عن طريقي و ان احس انك بجانبي ... اليوم...