7- الحلم

10.1K 224 6
                                    

في صباح اليوم التالي ... استيقظت ملك بكل نشاط و حيوية ... حضرت الفطور ... و نادت والدها ...
- صباح الخير ...
- صباح الخير يا ملاكي الصغير .. تبدين متحمسة جيداً....  اردف ولدها و هو يجلس على الطاولة 
- طبعاً... فأنا انتظر هذا اليوم منذ سنين طويلة و احلم فيه.... اردفت بسعادة و فرح و تناولوا الطعام الفطور ..
- كيف هي التخضيرات ...
- بخير .. كل شىء جاهز ... سأذهب لأنهاء عملي ... و اعود باكراً لتجهيز نفسي...
توجهت الى عملها ... لتدخل المزرعة من الباب الرئيسي و تجدها مقلوبة رأس على عقب ... كل الزجاج كسر و هشم في الصالون لم يبقى شيء مكانه
- ماذا حصل ... اردفت بتعجب و حذر 
- ليس من شأنك ... اذهبِ الى عملك ... اردفت فاطمة بجفاف و غضب
لم تتستمع اليها ملك و اتجاهت الى مكتب امير بك ...
لم تره بهذا الغضب من قبل ... يكاد ينفجر كالبركان ... كست الحمرة وجهه ... يصر على اسنانه ... عاقد حاجبيه ... و يضرخ برجل الذي امامه ...
- كيف حصل هذا ً... اغبياء ... من ممكن ان يتحداني .. من يريد الحاق الضرر بي ... سوف يدفع الثمن ... سوف يكره اليوم الذي ولد فيه ... العين بالعين و السن بالسن و بادي اظلم ...لديك 24 ساعة لتحضر لي الفاعل ولو كان تحت سابع ارض
- امير بك ... اردف الرجل بتردد و خوف
- ولا حرف زائد ... نفذ ما امرتك به و لن اكرر كلامي مرة اخرى ...
كانت ملك قد سمعت كل الحديث و قد وقفت امام الباب و كان نصف مفتوح ولكن دون ان يرها احد ... لكن ما حصل قد اثار فضولها ... تريد ان تعلم ما حصل ... ما الذي جعل امير بك غاضب الى هذه الدرجة ... ولكن نظرت الى ساعتها فوجدت ان الوقت تاخر ...عليها بداء بعملها و حتى تذهب  باكراً ...
ظلت تفكر بما حصل كل النهار حتى في طريق عودتها الى المنزل
- لقد تأخرتي ... يا ملاكي ساعة الثالثة و النصف
- كان لدي كثير من الاعمال ... آسفة .. سأكون جاهزة في غضون دقائق ... أوما لها والدها بالموافقة بعد ان جاهز نفسه لمرفقتها و كم كان يحلم بهذا اليوم الذي يرى فيه ظفلته تتخرج و كم هو فخور بها
اردفت الى كابينة الاستحمام ... تركت الماء ينساب عليها ... و هي تشعر بتوتر شديد و حماس في الوقت ذاته ...
فهذا اليوم يحدد مستقبلها ... هل ستحصل على المنحة الجامعة التي تخولها من اكمل دراستها و تحقيق الاحلامها ...أم  انها ستقف عاجزة امام مصاعب الحياة و مشاكلها و تقفد فرصتها الاخيرة لتحقيق حلمها ...كل هذا التوتر و تردد و خوف من تحقيق مستقبلها ... زاد من قلقها
فقد كانت تتفوق على رفاقها و تثابر لتحقيق هدفها و تحصد المرتبة الاولى دون منازع هذه السنة و في السنوات السابقة... كما انها حصلت على منحة لدرستها الثانوية ... فلم تكون في قريتهم و لا القرى قريبة الا مدرسة ثانوية واحدة و خاصة ايضاً.... و قد اقتصر التعلم على فئة معينة من المجتمع... فلم يكن يشع ان اولاد الطبقة العاملة تعلم بناتها و ابنائها ... فهم يخلفون الابائهم على ما كانوا عليه ....
قاطع شرودها والدها ..
- ملاكي ...
- نعم ... امنحني خمس دقائق فقط ..
ارتدت الفستان الابيض الذي اشترته .. نحت خصرها و اظهر مفاتنها و رشاقتها ... قصير فوق الركبة بقليل ... مع اكتاف رفيعة... يظهر القليل من نهديها و وضعت القليل من احمر شفاه بلون الزهري و قليل من الظلال لتظهر حدود البحر في عينيها و مسكارة لتبرز رموشها الطويلة ..و يجعلت شعرها الذهبي ينسدل على ظهرها ... لتبدو كالقمر في ليلة اكتمل البدر
- ملاكي ... لقد كبرتي ... تجمعت الدموع في عيون كامل الذي لم يستطع ان يسيطر على نفسه عندما رأها...

 اريدك ِ (مكتملة ) بقلم فضيلة محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن