48 - العدالة

5.6K 181 50
                                    

جن جنون امير ... فهو لأكثر من ثلاث ساعات يبحث عنها  .... في كل الاماكن التي تحبها او من الممكن ان تتوجد بها ...
رن هاتفه و فأجاب على الفور..
عزت بفرح : امير ... وجدت سيارتها
امير بلهفة  : اين عزت ...
عزت : في شارع """"""
امير : اي بالقرب من عيادة طيببها ... تصرف عزت ... ربما تكون فاقدت الوعي في مكان ما ... سابعث لك بالرجال ليفتشوا معك عنها ....
عزت : المشكلة امير ان هذا الشارع خاص بالمصارف و المكاتب ... و لا يفتح الا الى الغد صباحاً ... كي نستطيع تفقد الكاميرات ....
امير بصراخ و غضب : تصرف عزت .... اريدها اليوم .... لم يغمض لي خفن قبل ان تكون بين احضاني
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
عم صامت ارجاء الغرفة ... اغلاقت ملك عيناها بالالم ... و سالت دموعها ... شعرت بالام في بطنها و لم تعود تقوى على الوقوف فاسندها الرجل اخر مع غبريال ... علمت انه هذه هي النهاية لا محال
بينما عماد توقف عن الحركة و انقطعت انفاسه و هو يرى المسدس موجه على راسها ....
كان رجال قد تمكنوا منه و امسكوه جيدا ...
انطونيو بنظرات خبيثة : زوجة اخيك جميلة جدا ...
و حاول لمسها من خدها بخبث
عماد بتهديد و صرخ : اياك ان تلمسها ...
بثت كلمات عماد الامل في روحها ... و لكن هو حقير بالنهاية .. طبعا سيضحي بها لا محال
انطونيو بسخرية : يبدو ان سبب خلافك مع اخيك عشقك لها .... هههه
عماد : اخرس ...
كانت ملك تنظر قرار عماد ... فهي غير قادرة على تكرار مأستها مرة اخرى .. هذه المرة ستموت حقاً ... الجمتها الصدمة و الذهول حينما سمعت حديثه و شعرت بشيء ساخن هطل منها ...
عماد بندم شديد و دموع و هو ينظر لها بنبرة باكية : لا اعرف منذ متى و انت مستيقظة ... و لكن صدقيني لم اخطفك و لم اتعرض لك ... وعدت امير بذلك .. صدقيني ...
قرارت ان اتغير ..  اعتذرت منه و طلبت منه ان ان يسمح لي باعتذر منك و لكنه لم يقبل بذلك ..
صدقيني يا ملك ...
انطونيو يزفر بضيق و يسخر : اوففف ... كفى دراما .... عزيزي عماد ... تعرف انني ملول جدا ... لذلك قرار الان ...
عماد ببكاء : سامحني ... يا ملك ارجوكي ... سامحني على كل وجع و الالم سببته لكي ...اعرف انه مهما فعلت او اعتذر لا شيء يعوضك ..
قاطعه غبريال بسخرية : هههه... يبدو ان الموضوع كبير جدا ... يبدو انه يودعك  ...ستتسلين كثيرا صدقيني  ... اجهزوا يا رجال ههههه .... هيا عماد اريد ان اسمعها باذني ... قولها
اغمضت ملك عيناها بالالم وثم عادت و فتحتهم ... ونظرت له بنظرات احتقار قاتلة ...
عماد بنهيار : دعوها ترحل ...
خالف كل توقعاتها ... و ظهرت على وجهها معالم الذهول و صدمة ... هل سمعت جيدا ً... هل انقذها من براثنهم
انطونيو بشر : ههههه ...لا يا عزيزي... ستبقى معك حتى ياتي امير و يقتلك بيده .. ههه ههه و خاصة ان زوجته تلد و ستموت و لم تستطيع اخباره بالحقيقة .... هههه ... و كيف ضحيت برجولتك من اجلها ... هههههههه
نظر عماد الى ملك بنكسار و ندم و هو يرى ملابسها ملطخة بدماء
عماد بتشجيع : تمسك ِ. ملك من اجل امير فهو يعشقك ... اخبرني بهذا .. ... سيأتي حتما انا متاكد .. 
وقف كمن ينتظر حكم الاعدام ...يبكي بقهر الرجال ...
ملك بقوة و جراءة : ابنتك لن تعود بانتقامك هذا
انطونيو : هههه اعرف ... و لكن اريد ان اشفي غليلي .... و انام و انا مرتاح ...
ملك بترجي : سامحه ... فالمسامحة اشد قوة من الانتقام ...
انطونيو بالالم حقيقي : و انا لست قوياً كفاية ... العفو عند المقدرة ...
نظر لها عماد نظرات امنتان و شكر و ابتسم لها بالالم و خجل  ... فقد وصلته مسامحتها ...
اغمضت ملك عينها بشدة و اخر شيء سمعته قبل ان سيطرت الغمامة السوداء عليها ... صرخ عماد الذي اهتز له جدران المنزل ....
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
وقف امير يستنسد على سيارته بعصبية ... و هو يرى الرجال تبحث في كل مكان ...
عزت : اكثر من خمس ساعات و نحن نبحث...
امير بتعب : ابحث ايضا يا عزت ارجوك ...
تالم عزت على حال صديقه ... فهو لم يعهده سوى قوي ...
عزت : اهداء يا امير ... سنجدها اعدك ... ستعود اليك بخير ... تفقدنا كل الكاميرات التي تمكننا من التواصل مع اصحابها ... باقي كاميرات البنك... سيفتح في الغد ... و في الوحيدة الموجهة على المدخل ... هيا كي نذهب ... لا داعي لوجودنا هنا
امير بعناد : لا
عزت بنفذ صبر : امير لا تكون عنيدا ً ... غدا في الصباح الباكر ...سنكون هنا ... تأخر الوقت كثيرا ..بالاضافة الا ان سليمان بحاجة لك .. و جميعنا بحاجة للرحة
انصاع  امير لكلام عزت و ركب سيارته و ذهب الى قصر ... فلا يمكنه دخول بيته و هي غير موجودة ...
كان الجميع قد نام ... دخل الى الغرفته و بدل ملابسه و اخذ سليمان بين احضانه بتملك ....فهو من يحتاج عناقاً هي المرة و ان يشعر بطمائنينة ... ثم غفى بتعب مهلك ...
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
في ساعات متاخرة من الليل
استيقظت ملك على الالم بطنها ... لتسمع صوت انين عماد ... و هو يبكي بقهر .. زحفت اليه بتعب ...
ملك ببكاء : انت بخير...
انفجر عماد اكثر بالبكاء و تكلام بكلامات متقطعة غير مفهومة
وضعت يدها على جبينه ... فوجدت حرارته مرتفعة
ملك بقلق : اهداء ارجوك ... انت تنزف ..
القت نظرة في انحاء الغرفة لتجد خزانه صغيرة ... تحاملت على نفسها و واقفت ... صرخت بالالم صرخة كتمتها على الفور ... ذهبت و فتحت الخزانهً وجدت بعض الملابس مع غطاء ...
حملتهم و تقدمت نحوه ...
ملك : ارتدي هذا ... هيا
كان صدره يعلو و يهبط ...بأنفاس متجهدة .. فالمه النفسي و الجسدي لا يحتمل
ملك بخوف : عماد ... اين هم
اجاب بنكسار دون ان ينظر اليها ..و بصوت ضعيف
عماد : ذهبوا
ملك بتعب و كلمات متقطعة : يحب ان تكون قوياً ......
هز براسه بموافقة
ملك بلطف : ارتدي هذا...دعني اساعدك . ... سيمنحك الدفء
امسكت الكنزة و ساعدته ملك في ارتدائها ...
عماد بنهيار و وجع : انا لا استحق ... كل ما تفعليه من اجلي .. لا استحق دموعك و اهتمامك ... خوفك علي ...
ملك و ضعت اصبعها على فمه
ملك بالالم : هششش ...لا دعي لهذا الكلام .. لف الغطاء على خصرك و اهداء ...انا قادمة
نهضت ملك بخطوات بطيئة ..فتحت باب الغرفة ... و خرجت ... علها تجد هاتف .. او اي شىء يساعدها ... توجهت الباب الخروج وجدته مقفل ... كان المنزل صغير ... غرفتان و صالة و مطبخ ... و حمام ... بحثت عن حقيبتها .. هاتفها ... هاتف ارضي .. دون جدوى ايضا ... توجهت الى المطبخ بعدما قضت حاجتها و ان احضرت معها علبة الاسعافات اولية مع بعض الادوية المسكنة ...فتحت البراد ... وجدت بعض المكولات و اخذات ما وجدته مناسب ..و حملتهم و توجهت اليه ...
جلست الى جانبه تمسح حبات العرق عن جبينه بفوطة و جدتها .. ثم وضعت بفمه بعض حبات الدواء ... و رفعت راسه كي تساعده بشرب الماء ...
ملك : ستتحسن و هذا سيخفف الالمك ..
شعر بها تحرك الغطاء من فوقه .. فانتفض مكانه
عماد بصوت مهزوز و خوف : ماذا تفعلين ...
ملك برتباك و خجل : سأرش لك بنج و اعقم الجرح .. حتى لا يلتهب
عماد ببكاء : كفى.. ارجوكي .... انت تقتليني ... بطرقتك هذه ... لا استحق عطفك و لا حتى شفقتك .. يا ريتني المت ... الموت افضل لي من ما تفعلين لي ...
ملك بحنان : هيا عماد ... يجب ان تكون قوي .. انا الان استطيع مساعدتك و لكن بعد قليل لا .. الالم في بطني بداء يشتد ... دعني اكمل هيا ... و لا تجدلني ... يحب ان تنقذني ..
هز راسه بقبول ... و اشاح بوجه بخجل
رفعت ملك الغطاء ... و ابعدت الخرقة التي يكتم بها النزبف ... كان الوضع مأساوي ...
عقمت ملك الجرح بالالم نفسي حقيقي .... و هو يتلوي من الوجه اسفلها ... انهت و بداءت تطعمه بعض اللقيمات الصغيرة ... و تاكل ...
ملك بهدوء : اين هاتفك ...
عماد : وقع مني هنا في مكان ما ...
ملك : هل لازال يعمل
عماد : لا اعرف جربي ...
بحثت عنه ملك و وجدته بحالة يرثى لها ... محطم غير نافع ... كان الوقت يمر ببطىء شديد ...
انخفضت حرارته و تحسن نسبيا .. بينما هي خارت قوها و غفت مكانها ...
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
استيقظ امير على صوت دقات الباب ... فاذان لطارق بدخول وهو يبعد سليمان من احضانه بهدوء ..
عزت : امير ... ما زلت نائم
امير بتعب : كم الساعة الان ....
عزت : التاسعة ..
انتفض امير مكانه و وقف يرتدي ملابسه بسرعة
امير بغضب : لماذا تركتني نائم عزت ...
عزت : اخفض صوتك سليمان نائم ... و تعال نتكلم خارج...
خرجا من الغرفة و توجها الى المكتب ليتكلموا بهدوء
امير بلهفة : هل تفقدت كاميرات المرقبة الخاصة بالمصرف ...
عزت و هو يبلع ريقه بتوتر لا يعرف ماذا يفعل او يقول ... فقد زاد الامر صعوبة بوجود سليمان و نجوى ...
امير بغضب و نفاذ صبر : لا تفقدني صوابي عزت... تكلم
عزت بتردد : عماد ... من خطفها ..
نزلت كلمته على الجميع كالصاعقة ...
نجوى ببكاء : مستحيل ان يقوم عماد بخطفها...لم يخطفها ...
ضمها سليمان و قال بقلق : اهدائي يا نجوى كي نفهم ... اين عماد ...
نجوى ببكاء و عدم تصديق : ليس هنا ... لم يأتي منذ الامس و انهارت ببكاء
تبدل امير النظرات مع عزت بمعني ...
سليمان بخوف حقيقي فهو يعلم ان امير لن يسكت سليمان : اكمل يا عزت ..
عزت : فتحنا كاميرات المصرف و تبين ان هناك من خدرها و اخذها و كانوا سيارتين ... سيارة عماد و السيارة التي وضعت بها ... و الان نتابع مع الشرطة الكاميرات المتواجة على الطريق لمعرفة مكانهم ...
كان امير متجمد مكانه ...و قد تجمعت الدموع بعيونه ... صغيرته حامل و بخطر ... و لم يستطع حمايتها ... ضحك عليه بكل براعة و اوهمه انه تغير ...
فتح درج المكتب و اخذ المسدس منه .. و هو يردف بعصبية ...
امير بتهديد : اقسم سأقتله ان اصابها مكروه ... اجمع الرجال يا عزت ... اعرف اين هو ...
نجوى بانهيار و خوف : امير. ... توقف ... لا .... ابني ...
دخلت سلمى من المكتب على صوت صراخ نجوى عندما رائت امير و عزت يخرجان بعنف من المكتب
سلمى بخوف :ماذا هناك
سليمان برتباك : خذيها بسرعة ... سالحق بهم ...
كان امير قد توجه بسرعة البرق و هو يجري انصال ليعرف مكان عماد بتحديد ... وجد والده يركب معه ...
انطلق امير بسيارته بجنون ... و اعطى تعليماته للحراس ..
سليمان : اهداء يا امير ... لا يمكن لعماد ان يفعل هذا ...
لم يستطع امير تحمل دفاع والده عن عماد ...
فانفجر امير بابيه ... بكامل الحقيقة ..... يروي له منذ البداية ... و بكل التفاصيل ...
فالجمت صدمة سليمان ... و نظر الى ابنه بخجل
امير : اقسم يا ابي ...سيدفع الثمن و لن ارحمه ... ابقى على الحياد  ...ارجوك ...

 اريدك ِ (مكتملة ) بقلم فضيلة محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن