33 - احبك جدا

7.9K 190 19
                                    

انزعجت ملك من رامي جدا ... و اكتفت برمقه بنظرات حادة محذرة بالرغم من الرهبة الداخلية التي ارتعش بها جسدها ولكنها انصرفت بكل ثقة توجهت الى الخارج ....
كانت تسير بتجاه البوابة الخلفية  في المرأب الخلفي ... عندما رأت فتاة ... تترنح يمين و شمال ... اوقعت ما في ايدها ... حقيبتها و الكتب ... و بداءت بضم يدها الى بطنها بالالم جم
ركضت اليها ملك لتمسكها ... قبل ان تفقد وعيها و تقع على الارض ...
ملك بلهفة و قلق : ما بك ...
فتاة بصوت خافت و ضعيف يئن بالالم الذي تشعر به  : ساعديني ارجوكي ... اشعر  بالالم لا يطاق في بطني ... اه اه اه
ملك : اهداءي...  سأطلب الاسعاف ...
الفتاة : اسرعي ... ارجوكي لا استطيع التحمل ...
امسكت هاتفها... تريد طلب الاسعاف ..
ولكن رن هاتفها مرة اخرى برقم العم وليد ...
ففكرت ملك ان اسعاف سياخذ وقتً لذلك حسمت امرها و طلبت منه الدخول الى مرأب لمساعدتها ...
كانت الفتاة توشك على فقدان وعيها .. و هي تطلب منها اتصل بامها ... و ابلاغها بما حدث لها .. و تلقنها كلمة السر هاتفها ... من بين صراخها ... ثم فقدت الوعي
عم وليد : ماذا هناك .. سيدتي ..
ملك : ساعدني هيا بنقلها الى السيارة ... ظهرت ملامح الخوف عليه ... ولكن ليس باليد حيلة سواء امتثال الى اوامرها
نقل الفتاة الى السيارة و وضعها في المقعد الخلفي ... ثم جلست ملك في مقعد الامامي .. و قامت بالبحث  بحقيبتها .. عن هاتفها ... فتحته و عبثت به .. فوجدت مباشرة اسم mum .... قامت بطلبه على الفور ... فردت عليها سيدة بصوت وقور و هادىء
سيدة : الو مايا ...
ملك برتباك : الو ... مرحبا ...
سلمى باستغراب  : مايا ... من معي ...
ملك : سيدتي ... اسفة و لكن ابنتك فقدت وعيها  ... ونحن نتجه الى المستشفى سيف الدين ...
سلمى بلهفة و قلق : ماذا ... يا الهي ... انا قادمة ... لا تتركيها ارجوكي .. انتبهي عليها ... انا قادمة ..
ملك : حسناً... سيدتي ... لا تقلقي ...
وصلت ملك الى المستشفى و قامت بدخول الى الطورىء لطلب المساعدة ...
تم وضع مايا على السرير النقال و ادخلوها  الى الاشعة فورا ً و اقامة بعض الفحوصات لها ...
استندات ملك بتوتر على الحائط خلفها ... شعرت بالالم في اسفل ظهرها و عدم قدرتها على الوقوف من التعب و الارهاق ... اخذت تهداء من روعها ... و تدعوا الى الفتاة ان لا يصيبها مكروه ..
رأها من بعيد ... و هو يرتدي الزي الخاص بالعمليات ... قطب حاجبيه يحاول التركيز بملامحها ... و توجه اليها ...
حسام لنفسه  : اليست هذه ملك ... زوجة امير .. انه مسافر .. ربما تحتاج شيء
حسام باستغراب : ملك ... كيف حالك ... ماذا تفعلين هنا ... هل انت بخير ...
ملك بتعب : أجل .. انا بخير ... صديقتي دخلت الى الاشعة الان .. فقدت وعيها ..
قطعها حسام ... حسنا ً اجلس ِ هناك و انا سأهتم بالموضوع ...
و ما هي الا دقائق ... حتى خرج حسام ...
حسام : ملك ... لا تقلقي ... لديها  الزائدة و يحب ازالتها على الفور فهي في مراحلة الاخيرة و قد تنفجر بأي لحظة ..
ملك : ساتصل بوالدتها و اخبرها ما حصل
اتصلت ملك بسلمى ... و سردت لها كل التفاصيل ... و بضرورة ادخل ابنتها الى العمليات ...
ابلغتها سلمى بموافقتها وانها في طريقها اليها و انها تحتاج قرابة الساعة و النصف لتصل اليها  ...
توجه حسام بسرعة الى قسم العمليات و قام باجراء العملية لمايا ... دون ان يتعرف على شخصيتها بسبب وضع الاجهزة على وجهها ...
بعد نصف ساعة خرج حسام و ابلغها ان وضعها بخير و سيتم نقلها الى غرفة عادية ... ثم عاد الى دخل ليجري عملية اخرى ...
كل تلك الفترة جلست ملك على مقاعد الانتظار  و ما ان اخرجوا مايا على السرير النقل حتى قامت و رفقتها ملك منذ خروجها من غرفه العمليات الى ان دخلت الى الغرفة ... جلست بارهاق الى جانبها على اريكة ... تسند راسها الى الخلف ... تملكها الارهاق ... اغمضت عينيها من التعب ...  و قد شحوب وجهها ... وضعت يدها على بطنها الذي لم يظهر بعد ... تفقدت هاتفها ان كان امير اتصل بها ...
اخرجها من غفوتها  الصغيرة ... صوت انين مايا ... كانت قد تململت و بداءت تستيقظ ...  شعرت بالالم ... يعصف بجسدها ... ويقطع بطنها ... تأوهت بالالم ... ثم بداءت الرؤيا تتضح عندها ...
ملك بابتسامة : الحمد لله على سلامتك ..
مايا بوهن : من انت ِ ... ماذا حصل ... اين انا ...
ملك : انا ملك ..
مايا باستغراب : من ملك ...
ملك بصوت خافت  : كنتي بالجامعة ... عندما وجدتك تفقدين الوعي .. طلبتي المساعدة ...
مايا بالالم : اه ... تذكرت ... شكراً لك
ملك : لا شكر على واجب ... لا تخافي ... عندك الزئدة ... و اتصلت بوالدتك و ابلغتها .. بكل شيء و هي قادمة .
ابتسمت له مايا بالامنتان :اشكرك جداً ... لمساعدتي ..
دخلت الممرضة ... لتعطيها الطعام ...
الممرضة : oh... دكتورة مايا ... هذا انت ... الحمد لله على سلامتك ...
مايا : شكرا ... اطلبي تاجيل كل الموعيد ...
وضعت الصينية الطعام التي تحتوي على سوائل ... ماء ... لبن .. جلي jelo
ملك باستغراب : هل انت طبيبة ...
مايا : لا ... ان اخصائية تغذية هنا في المستشفى ... و لكن الجميع ينادوني بالدكتورة
ملك بابتسامة : اه فهمت ... سأساعدك ... ارتحي انتي ... لا تتحركي
مايا : لا اريدك ان تتعبي
ملك : لا تقلقي ... استرخي فقط 
تقدمت منها ملك و جلست بجانبها ... و قامت بتلقيمها الطعام ...
و بالطبع استطعت ملك بطبيعتها الهادئة و الرقيقة ان تجذب مايا لها و تعرفا على بعضهما بكل ود و طيبة ... و تبدلا اطراف الحديث ... و اكتشفوا انهما يملكان الكثير من الاشياء المشتركة ... 
طرق الباب و دخلت سلمى مندفعة بلهفة و قلق. ... بأنقتها الطاغية ...
ذهبت لعناق ابنتها ... التي خافت كثيرا عليها ...
عنقتها عناق طويل ... كانت  تخشى ان تفقدها
سلمى : مايا حبيبتي ...
مايا : اهداءي امي انا بخير ...
جاء صوت ملك الهادئ المتزن
ملك : لا تقلقي عليها سيدتي ... هي بخير ...
نظرت سلمى لملك بحب و امتنان ... تشكرتها بحرارة ... على عكس طبيعتها الجامدة و لاول مرة بحياتها ....
سلمى : شكرا لكي يابنتي ... اسفة ... تاخرت ولكن زحمت السير خانقة و منزل بعيد
ملك بابتسامة  : لا شكر على واجب ...
مايا : ماما ... هذه ملك ... زميلتي في الجامعة ... رائتني اتالم و افقد الوعي...  ساعدتني ... لم اكون اعرفها ... و لكنها تدخل القلب دون استذان ... شعرت اني اعرفها منذ زمن .. وليس اليوم ...
ملك بخجل : شكرا لك مايا ... و انا ايضاً اشعر نفس شعور .. تعرفين ان صديقتي في مدرسة اسمها مايا ابضا
سلمى بطيبة : صحيح كلمك يا مايا
ملك : استذان انا ايضا علي الذهاب ..
سلمى : انتظري ... سأدع السائق يوصلك ...
ملك : لا شكرا .. سائقي بانتظاري ...
مايا : اعطني رقمك ...
لم تتردد ملك بأعطأها رقمها .... ثم غادرت ..
سلمى : ارتاحي حبيبتي ... كلمت ميرا ... ستاتي ... بعد العمل ...

 اريدك ِ (مكتملة ) بقلم فضيلة محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن