14- مجنون

9.4K 183 2
                                    

ليصرخ باعلى صوت فاتح ذرعيه حتى كادت تتقطع اوتاره الصوتية باسمها...
- ملك......
هداء بعد حين ... لم يبكي بحياته ... هكذا من قبل ...تألمت روحه ...  اراد ان يخلع قلبه من صدره ليرتاح ... لكن قدر ان يكون قلبه مثل الجمر مشتعل دائما ... يعرف قرارها فهو لم يعطيها الاختيار ...
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
في صباح اليوم التالي... دلف امير الى غرفتها باكرا  ... كانت نائمة ... تاملها اراد اشباع روحه بتفاصيلها...رقيقة كعادتها شعرها الذهبي المشعث  تحتها و شفتها المقتظة كالكرز ... جلس بجانبها ارتعش من ملمست يدها .... لم ينام طول الليل ... كان ارهاق واضح عليه .. اسودت المنطقة محيطة بعينيه ... كان كالروح بلا نفس  ثم داعب اطراف شعرها ... عندما تململت ببطىء في سرير لتفتح عينيها ...  شهقت من الفزع ...
- اهدائي ...تركها بعض الوقت ... نطر من النافذة وهو يتكلم بكل برود ...  ماذا قرارتي .... اتاها صوته الحازم كان امير يتمنى داخله ان ترفض... لا يستطيع ان يراه امامه ملك لغيره ... قاطعت تفكيره
- موافقة ....و بشرط ان لا اراه نهائيا
اوما لها امير بالموافقة ... فقد هربت الدماء من جسده و الحروف من فمه ... و جاف حلقه ... طالعها و خرج بوجه جامد ... ارتعدت ملك من صفعة الباب القوية عندما خرج كاعصار ... دون ان يقول اي شيء ...
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
بعد ثلاث ايام ... لم يرها فيهم ابدا و لم يأتي لزياتها بتاتاً ... يكتفي بسؤال عليها من حسام ...
او باحرى لم يستطع مواجهتا لانها يعلم انه سيتالم ...
جاء اليوم المنشود كان امير قد جهز كل شيء و اتفق مع عماد على كل شيء بعد عددة نقاشات طاحنة .... جاء ليصتحبها من المستشفي
قاد سيارة طول الطريق بصامت ... يتجنب النظر اليها ... يشعر بالاختناق ... غير قادر على الكلام ... كان يدخن بتوتر ... قاطع السكون صوتها الضغيف
- سيحزن ابي كثير ... اذا علم اني تزوجت من دون علمه ... كانت دموعها تتدفق برغم عنها و هي تمسحها
- لا تقلقي انا سأحل الموضوع ...
وصلوا الى مأذون ..
- هيا انزلي....
كان حسام ينتظره هناك حتى يشهد  على كتب كتاب ...
نزلت ملك بخطىء ضعيفة ... و جلست ملك على الكرسي تنظر الى ارض... تحاول كبح مشاعرها المحطمة من بقايا انثي و سيطرة على دموعها و لكن دون جدوى ...كانت رجليها ترتجف من العصيبة .... فهي تكره عماد كثير و ان لم يكون امير ضمنتها لما وافقت على الزواج منه ... تذكرت منذ ثلاث الايام كيف انهارت عندما خرج امير صافع الباب خلفه .. لتستفيق من شرودها علا صوت امير الغاضب ... لم تره هكذا من قبل ... مشتعل و وجهه احمر
كان حسام و امير في الخارج ينتظران عماد ...
- هل ستقنعني انك مرتاح هكذا ... هل سترتاح عندما تشتعل النار بقلبك
-  اللعنة .... دعني و شاني حسام ...  اللعنة اسكت ...ولا حرف زائد ... لست في حال تسمح في بمجادلة ... كان امير كالبركان المنفجر يريد حرق الاخضر و اليابس رغم انه يصتنع الهدوء امامها
- امير انا صديقك ... لا استطيع ان اراك في هذه الحالة ... و ان اظل صامت ...
- هذا الابله لا يجيب ... لقد اتصلت به كثيرا و لم يجيب .... اتفقنا على الساعة الرابعة و الان الرابعة و النصف ... غبي ... ليصفع اطار السيارة بقدمه
- اهداء يا امير ...
- اصمت حسام
ليرن هاتف حسام برقم غريب ... ابتعد قليل عن امير ليجيب ... طن انه احدى مرضاه
- الو ... من معي ...
- الو ... حسام ... انا عماد .... انت مع امير صحيح ..
- اين انت يا رجل ... قاطع عماد
- اخبره اني لن أتي ... وان طيارتي سوف تقلع الان ... وداعا ً .... بلهجة ساخرة ...
كان امير منسند على سيارته... يهداء من روعه ... ليقترب منه حسام ...
- امير ...صمت قليلا ثم اردف ...  اتصل عماد و قال انه سافر
نزلت كلمات حسام كسطل ماء بارد على امير ... اطفأت نار قلبه...اتاه الفرج ... و ارستمت ابتسامة  على فمه دون ان يراها حسام ليصتنع الجمود ... 
ليرمي سيجارته ارضاً ...و يدوسها متجه الى داخل ..
- هيا تعالي ... اركبي سيارة ... بكل جفاء
- ماذا ...الم نكتب الكتاب ؟ .... قاطعها
- لا احب ان اكرر كلمي مرتين ...
ثم اتجاه الى مأذون يشكره ... و انصرف
وداع صديقه ايضا ًً ... كان كمن عادت اليه الروح ... كان قلبه يرقص فرحاً لكنه كالعادة نجاح في اخفاءها على تعابير وجه التي استبدلها بجمود و عدم المبلاة .
- ماذا حدث .. لن اتزوج عماد ... سالته بحذر و قلق خوفاً من غضبه
لم يجبها بل ظل يتجاهلها االى ان واصلا الى القرية
- الى اين تذهب هذا ليس طريق منزلي ... لتضم ذرعيها الى صدرها بطفولة و تسند رأسها على الزجاج من جديد ....
لم يرد عليها و ظل يتجاهلها... لتقف السيارة في مكان يطل على كامل القرية ...
نزل من سيارته و جلس على مقدمتها يدخن ...
ظلت تنتظره ... شعرت بالملل و زفزت كامل الهواء من فمها .. وهي تره يطفىء سيجارة و يشغل اخرى الى ان قرارت النزول خلفه ...
- ماذا الان ... انت لم تتكلم اي كلمة معي منذ الصباح ... اريد ان افهم ... عم صمت ارجاء المكان مرة اخرى وهو يتجاهل نظراتها الحادة له
ليردف ببرود
- عماد هرب ...
تجمدت مكانها تنظرله باستفهام كانها تطلب منه اعادة ما قال ... ليعيد
- عماد هرب ... لقد سافر ... فاشاح بوجه و اخذا يدخن و هي تحت صدمة و ارتباك
- انظر لي ... جذبت راسه بتجاهها بأنملها التي ارعشت جسده و زادت تدفق الدم في عروقه من لمساتها التي يعشقها ....
لتتلقى نظرتهم ثم اكملت ...
- قل لي انك تمزح .... اجتمعت الدموع في عيونها .... قل شيء ... لا تقف صامت ... بداءت تبكي .....قل اي شيء ....اي شيء .... ماذا افعل الان ...
انفجرات بطريقة هسترية ... امسكته من ياقة قميصه و اخذت تضربه ...و تصرخ بجنون
تجمد مكانه ليس قادر على رد عليها .... تركها تفعل ما يحلوا لها ... لتفرغ ما في قلبها فهي كانت مغيبة كلياً ... انهرت على ارض ليهداء نحيبها... و تعود البكاء بصمت....جلس على الارض تضم ركبتيها الى جسدها و تتكور على نفسها و هو ما زال على وضعيته السابقة ... ليشرف الوقت على المغيب
نزل يجلس بجانبها ... و اردف
- انا معك ... لا تخافي ... ليقترب منها و يمسح دموعها ليستشعر برودة جسدها فيضم جسدها الى جسده ... و هو يربت على شعرها ... يحاول بث الدفء في اطرافها ثم اكمل
- لن اتخلى عنك ... ما زلت عند وعدي لك ...
دفعته ملك عنها و استقامة فاستقام معها
- الكل الى الجحيم ... لا اريد شيء ... لا اريد رؤيتك بعد اليوم ... اكرهك دفعته مرة اخرى و اتجهت سيرا الى منزلها
سالت دموع قلبه وظل محافظ على جموده ... امير الذي احترقت روحة و قلبه ...مسح بكفيه على وجهه و تبعها بسيارته
- اركبي هيا ...
تجاهلته و اكملت طريقها ...
ليصف سيارته و يرتجل منها ...
- اركبي هيا ... استجمعت قوتها دفعته و اكملت
امسكها من ذراعها و جذبها وضعها بسيارة بقوة كانت مقاومتها ضعيفة بعض الشئ
زفر الهواء محاول سيطرة على نفسه
ثم ركب بجانبها ...
سالت دموعها بصمت ...
- اياك ان يعلم احد بما حصل حتى اجد حل ... اردف امير بنبرة محاذرة
وصلا ... ترجلت من السيارة ... مسحت دموعها و تصنعت القوة ... دقت الباب حتى فتح والدها و ارتمت باحضانه تبكي بحرقة ... اومى له امير .. و انصرف الى مزرعته
اخذت حمام ساخن ... ارحت اعصابها و لبست ثيابها المنزلية ... كان والدها قد حضر العشاء تناولت بعض منها
- ملاكي الصغير اشتاقت لكي ..
- و انا ايضا ... اريد النوم بجانبك ...
كانت ملك تريد ان تشعر بالامان بعد كل ما عنته  و حرقة و القهر التي ملاء قلبها و ان تنعم باحضان والدها الحنون الذي رتب على شعرها و يقبل جبينها و نقل دفء جسده الى جسدها حتى غفت
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

 اريدك ِ (مكتملة ) بقلم فضيلة محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن