23- الهدية

7.2K 136 4
                                    

استحم امير و بدل ثيابه باخرى للخروج و جلس على طاولة الطعام يتصفح هاتفه حتى تنتهي ملك من تحضيره ...
ملك و هي تضع الاطباق على الطاولة : اسفة ... تأخرت عليك ...
امير مبتسم لها : لا ....ملك لم تتاخري...  انا من جاء باكرا ً ...
نظرت الى ساعة المعلقة على حائط ...
ملك بتفاجىء : انها الخامسة... اتيت باكرا ً
اومى لها امير
ملك : بقي طبق الاخير ... يمكنك البداء
امير :لا ....انا انتظرك هيا ... نبداء معا
ابتسمت له ملك ثم احضرت طباق اخير و جلست معه
اميربفرح : طعامك لذيذ ...يذكرني بوالدتي ...
طعمه مثل طعم طعامها ...
ملك ببتسمة : اه حقا ... انا سعيدة انه اعجبك ... كنت خائفة ان لا تحبه ...
امير : اعجبني كثيرا ... حتى الكعكة التي اعدتها مرة ... كانت رائعة... لها ذكرى بقلبي  ...  اكلتها كلها مع اني اتبع حمية غذائية
ملك باستغراب : اي كعكة ...
امير بمزاح : ملك لا تصتنعي عدم تذكرك لها... سوف تصنعين لي واحدة ... لا دخل لي
ملك و قد تذكرت كعكة القرفة : اه ... تذكرت ... كعكة القرفة ..... وقت حصلت على المنحة ..
اومىء لها امير بسعادة و هو ينظر بعمق الى عينيها الزرقاء التي يعشقها
امير بنبرة هادئة : لها ذكرى خاصة بقلبي ... انا و صغير ... كانت امي تعدها لي ... عندما تضعها بفرن كنت اجلس امامه و انتظرها بفرح لتنضج ... لذلك احبها جيدا ... انتبهي اذا  بقي طعامك لذيذ هكذا ... سوف يزيد وزني كثير ...
قال جملته الاخيرة بضحك ... بدلته ملك ببتسامة  عريضة وصلت لعينيها  و اكملت طعامها
امير : تعرفين .... انت والدتي من نفس القرية ...
ملك بتعجب : حقاً
امير : نعم .. احب ذلك المكان كثيرا ... يذكرني بها ... احبها والدي كثيرا عندما كان لديه عمل هناك  ... لم تصدقه في البداية ... ولكنها اختبارته وضعت له شروط تعجزية ... حتى وافقت ... جعلته يساعد اهل القرية كلها ... لم يقدم لهم مساعدة مالية  ... انما قدم لهم العمل ... جعلته يقوم بأنشاء مصنع للملابس و تدريب جميع العاملين ...تعرفين انه لا يربح منذ سنوات ولكنه رفض اغلاقه لان هذة كانة امنيتها  ...
كانت محبوبة جدا ...عندما توفيت ... حزنت كثيرا والدي ايضا .....احبها حب جماً ... تعرفين ان يوم زفافنا كنت اول زيارة له الى القرية منذ وفاتها ...
عندما اخبرته اني ساتزوج لم يصدق و عندما اخبرته انكِ من نفس قرية امي فرح كثيرا ...
كنت تحب الربيع كثيرا ... فاساست مهرجان الربيع .... لترسم البهجة و فرح على وجوه الناس ... والدي ظل ينظمه وفاء لذكرها ولكن عندما  كبرت و اصبح عمري ثماني عشر  صرت أتي كل سنه لتنظيمه بنفسي و اشراف على اعمالنا القائمة هنا ... اومت له ملك و اكملوا طعامهم ...
امير بعد ان انهى طعامه : ملك ... انا ذهب لزيارة ابي ... فعمتي اتت من سافر .... ملك ...
ملك : نعم ...
امير : لا اريد  اعلن زوجنا الان  ... و اخبرات بابا و نجوى ... طبعا هذه رغبتي و حياتي الخاصة و لا احد يحق له التدخل و الكل احترم قراري ... اما انت .... يجب ان تعلمي ... اني افعل هذا من اجلك انت فقط ... الصحافة ستلحقك و تزعجك ... و انت مشوشة و غير جاهزة نفسيا ً بعد ... و لا اريد ان يتم الضغط عليكي لاي سبب من الاسباب ... اريد ان تعودي كسابق عهدك... و لدينا درسة لا شيء اهم منها ... لا اريد ان يأثر شيء عليك ...
ملك ببتسام : افعل ما تراه مناسب ... جيد انك فعلت هذا ..
رفع يده و ارجع خصت شعرها المتمردة من على وجهها خلف اذنها و ابتسام لها بحب ...
توترت ملك واحمرات وجنتيها اردفت بخجل  : ساجمع الاطباق و انظفها و اكمل دراستي...
اومىء له امير بابتسامة  و انصرف الى الخارج ...

 اريدك ِ (مكتملة ) بقلم فضيلة محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن