في طريقها الى المزرعة و هي تشم رائحة الربيع المنعشة ... تدخل السكينة الى قلبها ... و صفاء السماء و خضرة الحقول
وقفت مندهشة من هول ما رأت ... اتسعت عينها و فتحت فمها
- يا الهي ...
ركضت بلمح البصر الى المزرعة
- دقت الباب طرقات متتالية ... و بقوة
- ماذا بك .. صاحت عليها فاطمة ... هل جننتي
دفعتها دون قصد و اكملت طريقها بتجاه الاسطبل ... كانت المزرعة فارغة كالعادة في هذا الوقت ...
احضرات بغص الاغراض و امتطت حصان اسود بسرعة ... فرتفع حامحاً بها الى الاعلى و صهل بصوت عالي ثم انطلقت به باقصى سرعة ...
لحقتها فاطمة لتعرف ما دهها ... لكن بلا جدوى
- اسرع ... اسرع ... هيا ...
كان امير قد فقط السيطرة على الحصان و لا يعرف لماذا ... مع انه حصانه الوحيد و كان امير من اشرف على تروضه بنفسه ... فلا يسمح الا لامير بركوبه
كان الحصان يركض بطريقة هسترية ... و يتجه نحو الصخرة الكبيرة ... وهي صخرة مرتفعة جيدا ... يليها البحربعد منحدر قاسي و في اسفل امواج عاتية... لايمكن ان يبقى حي من سقط هناك ...
- توقف .. ما بك ... اللعنة
اللعنة عليك ... هل جنتت ؟
كانت ملك تدرك خطورة الموقف و مكان الذي يتجه اليه الحصان امير ... استجمعت قوتها و
قررت ان تذهب من الطريق المختصرة بين الاشجار لتقطع طريق ... بينما هو يكمل الطريق الدائرية الشكل لتخرج امامه
- اللعنة عليك ... توقف يا غبي
لتفاجئه ملك تركب حصان اخر ليسرا متوزيان
- ماذا حصل ... لا ادري
- لا تقلق
اخذت ملك بندقية المخدر التي تناولتها من الاسطبل و اطلقت اول طلقة لكن دون جدوئ لم تصبه
- امير بك امسك يدي و اقفز ... بكل شجاعة و ثقة
- اللعنة ... هذا مستحيل ... كانت اولى محاولتها فاشلة
اعادت ملك كرتها بعد اخذات نفس عميق و ركزت
- هيا ملك يمكنك فعلها ... اردفت في نفسها واطلقت الطلقة الثانية ... لتصبه من الخلف
ليختل توازن الحصان قليلا و يخفف من سرعته
حاول امير امساك يد ملك عددت مرات ولكن بائت كلها بفشل
- اللعنة... الهاوية ...المخدر لم يعمل بعد ...صاح بخوف وصدره يعلو و يهبط
-لا يمكنك المجازفة .. لن يتوقف ...هيا
- امسك يدي و اقفز قفزة واحدة هيا لم يتبقى هناك وقت
نظر امير و عرف ان نهايته محسومة ... و القى نطرة ليجد نفسه اقترب من هاوية استجمع قوته ... وعرف ان لا يوجد حل اخر
امسك بيدها و قفز قفزة واحدة ... دفع بقدميه الحصان الذي يمطته ليقع متخبط على الارض...
اختل توزن ملك بعد قفزة امير و فهو يفوقها بحجم ... لم تستطع ان تمسكه جيداً و لكنه تشبس بيدها و امسك بيد الاخرى بسرج الحصان حتى استطع اعادة التوازن لجسده وجلس خلفها ... لتبطىء من سرعة الحصان ... حتى انقطع سرج الحصان ملك و وقعا على الارض معاً ....
وقعا و تقلبا من على تلة صغيرة الى اسفل ... لم يستوعب الاثنان ما حصل ... وجد امير نفسه نائماً فوقها بصدمة ... تنظر له و ينظر الى عيونها الزرقاء التى اكتسب لون البحر ... يكاد قلبه يعلن عصيانه ... او دقات قلبه تقرع كطبول ... ليس خوفاً و لا تعبان ... لكنه الجميع يعجز عن فهمه فلا يظهر منه الا برود
- ملك ... هل انت بخير ... كانت ملك قد بدأت تفقد واعيها بعد ان اصيب رأسها من جراء صدمة بحجر متوسط الحجم ....
- ملك اجيبي ... كانت الدماء تنهمر من رأسها كبركان ...
- يا الهي ... ماذا افعل ؟ نظر يمين و شمال
اخذا يبحث عن هاتفه المحمول ولكن يبدو انه قد فقده
احتار فمزرعة بعيدة وهو لا يملك الوقت ...و فهي تذرف الكثير من الدماء ... خلع قميصه و ربط به رأسها ... حتى يغلق الجرح و شده ... ثم التقت انفاسه يحملها ... اسند رأسها على صدره العاري و جسدها بين ذرعيه و سار فيها بتجاه المزرعة ...
- كانت شجاعة جيداً ... لولها كانوا الان يقيمون العزاء على شرفي... انقذت حياتي
شجاعة و جميلة ... ما بك امير تمسك
مثلها مثل اي فتاة ..لا ... لا انسى تلك العيون عندما تلقت نظراتنا ... كادت ان تضحي بنفسها لتنقذني... نظر لها و هي بين يديه ليجد خصلات شعرها تغطي عينها ... اه ... انها تصيبني بجنون ...اقشرجسده ....رقيقة ... ناعمة ...
دخل امير من المدخل الخلفي للمزرعة و هو يصيح و يصرخ ...
- فاطمة .... فاطمة ...
- نعم سيدي ... لنظرت له لتصاب بذهول
- اسراع اتصلي بالطبيب ... حاضر ...كانت ملك قد اصيبت بكثير من الخدوش و كذلك امير و هما متسخا الملابس
وضعها على اريكة ...
- سأستحم لحين وصول الطبيب ....
ادرف امير داخل كابينة استحمام و يجعل الماء يتسرب على رأسه ... ربما يأخذ معه الافكار التي بات يشعر بها في اونة الاخيرة ... انهى حمامه ثم وقف امام المرآة يمسح عنها البخار ماء و ينظر نفسه ... يحاول ان يتجاهل شعوره ..
- ربما لأن ليس لك وقت لنفسك ... وقد اهملتها ماذا حصل لتحوذ هذه الضغيرة على كامل تفكيرك ... يجب علي تجاوز هذا الامر و اخرجها من رأسك ...وكل ما تشعربه هو خيال
فرق بيننا شاسع العمر 15 سنة تقريبا
هي ابنة الخادم لدينا و انا سيدها ...
نعم امير استيقظ من احلامك ليست الا طفلة ...
هناك الكثير من الفتيات ... تريدك ...
- لاتصل بسوزان لاوعدها غدا... اردف بدخله
نزل الامير من غرفته يتفقذها ... ليجد الطبيب يضماد راسها ...
- هي بخير لا تقلق ... اصابة راس صغيرة و قليل من الخدوش .. يلزمها الراحة تامة ... اعطيتها حقنة مخدر لكي لا تشعر بالام ... لتستيقظ في صباح
- شكرا لك
ذهب الطبيب اردفت فاطمة ...
- العشاء جاهز ...
- قادم ... احضري بطانية و غطيها و ابعثِ بخبر لوالدها انها ستبيت هنا ...
احس امير باوجع بجسده بعد تناول العشاء جراء السقوطه ... اخذ يشغل السيجارة و هو يتناول كأسه...
في صباح اليوم التالي اسيقظت ملك في عشرة
لا تكاد تشعر برأسها من الالم ... فتحت عينيها لتجد نفسها نائمة على اريكة صالون المزرعة
و امير بك على اريكة امامها ...نائم ايضا و بحانبه زجاجة الخمر فارغة ... حاولت ان تعدل جلستها ولكنها تألمت جداً...
استيقظ امير على صوت آنينها ...
- اسفة ... لم اقصد .. تذكرت انه علي تقديم امتحان بالمدرسة و لم اكون اعلم بمدى اصابتي
- لا بأس
- على عموم ليست اجبارية انما لأعلم تقيمي المدرسي ...
هز برأسه لها ثم وضع يده على عينيه و اردف
- دعي العم حسني يوصلكي الى منزل ... و استرحي لبضعة الايام ...
- كم هو فظ ... لم يشكرني حتى .. تمتمت بصوت منخفض
ذهبت ملك الى منزلها قصت ما حصل معها لوالدها الذي كان فخوراً بها ... استغلت هذا الوقت بمذكرة بالاضافة الى الالم رأسها الذي لا يفرقها و رضوض جسدها
و كان امير قد بدأ بموعدت سوزان التي هي ابنة رجل الاعمال ... فقط كانت جميلة و كثيرة الغنج .... لم يتفق معها بأي شيء ... فأهتمامتها مختلفة عن اهتمامته... كان يشعر دائما بنقص معها و ملل... كان يحاول ان يضغط على نفسه و يقنع نفسه بتقبلها...و انها جيدة لارتباط بها على الصعيد المجتمع ...
لم يؤمن بحب يوماً و او ربما لم يكون له وقت حتى يحب و يعشق هو يعتقد ان الحب يأتي بعد الزواج و ان كل هذا مضيعة للوقت ... برغم من ما يظنه الكثير انه زير نساء الا انه لم تكون له علاقات سابقة ...
كان كل ما ينظر لها يرى ذات العيون الزرقاء ... كلما نظر اليها تذكر لحظة إلتقاء عيونهما ... لكنه ما زال يعتقد ان هذا مجرد وهم ... و سيذهب مع الوقت ...
بعد ثلاث الايام ... عادت ملك للعمل في المرزعة عندما شاهدت حصان امير بك مستلقي على ارض دون حركة ....
—————————————— شركوني تعلقاتكم ...
ماذا حصل مع الحصان ؟!
هل سيتغير شعور امير ؟!
![](https://img.wattpad.com/cover/208666499-288-k470252.jpg)
أنت تقرأ
اريدك ِ (مكتملة ) بقلم فضيلة محمد
Romanceكنت كاطائر عابر و لا اعلم لاي سبب بداءت بالتعود عليكي كل يوم اكثر نحن الاثنين قمنا بمغامرة الحب قمتي بملئ حياتي بعدها رايتك ترحلين دون ان تقولي ودعاا... رأيتك تذهبين .... في يدك الممدودة لي اريد البحث عن طريقي و ان احس انك بجانبي ... اليوم...