31 - جسد بلا روح

6.5K 173 20
                                    

جلس بكل جبروت على الاريكة الامامها ينظر لها بعيون ملتهبة لم ينطفئ لهيبها  بعد ... يدخن سيجاره الكوبي بكل برود و بوجه جامد الملامح  و عيون مظلمة كظلام الليل غاب عنه قمر ليلة اكتماله  ....نفذ انتقامه بكل اصرار  و ترصد ....
يذكر تمام منذ عشرة سنوات عندما  كان هو و امير في السنة الدراسية الاخيرة في الجامعة   ... كان صديقين مقربين ... كان امير يتفوق عليه في الدراسة ... او باحرى بكل شيء ... شخصيته القوية و المحيوبة  ... حضوره ... وسامته ...
حظى بالحب و الاهتمام  من جميع الفتيات ..
يذكر حب حياته لمى التى كانت زميلة لهما في الجامعة ... احبها كثيرا ً ... لا بل عشقها بكل جنون ... هي كانت تحبه ايضاً ...
يذكر عندما تعرضت للحدث سير .... لم يعرف سوا ان سيارة صدمتها و هربت ... كانت حالتها حرجة جيداً بين الحياة و الموت  ... فرح كثيراً عندما اخبره الطبيب انها استيقظت من غيبوبة دامت خمسة الايام .. دخل اليها الى العناية المركزة ... كانت موصولة بالالات و معدات طبيية عديدة ... ممتلاة بكدمات و الكسور ...
تمزق قلبه لرؤيتها بحالة يرثى لها ... اختتق و هو يحبس دموعه من النزول ..
محمود بلهفة : حبيبتي ....الحمد لله على سلامتك .. اشتقت اليك ... انت قوية ... ستشفين و تتحسنين و تصبحين افضل ... انا معك .. لن اتركك ِ
نظرت له نظرات مبهمة ... و غير واعية
لمى بصوت متقطع و خافت : امير
كانت اخر ما تلفظت به ... هو اسم امير .... ثم فارقت الحياة ...
لتندلع الحرب بين الصديقين ... و أي حرب ... حرب الانتقام ...
سالت دموعه و اقسم وقتها محمود بالانتقام من امير اشد الانتقام ... سائت حالته حزن ً على حبيبته و سافر لمدة تسع سنوات ثم عاد و أسس شركته من مجهوده الخاص ... و بدا بخطته .. حاول قتله عن طريق الحصان ...احرق مستودعه و الحق الضرار به ...  جرب تقديم عدة صفقات منافسة له ... كل ذلك و لكن دون جدوى ...
بدأت تتملل بسرير ... وضعت يدها على راسها من الصداع ... فتحت عينياها ... كانت الرؤية ضبابية ... ثم تحسنت شىء فشيء ... استغربت اين هي ... التفتت يمياً و يسارا ً فلم تجد احد
تحسست جسدها عارياً... و انتفضت من مكانها ....  وجدت  على السرير بقعة من الدماء .. اوشكت على البكاء ... لكنها وجدت باباً يفتح ... 
فعادة و جلست على سرير و تحاول لف  جسده بملاية و اخفاء ما ظهر منه ...
خارج من الحمام ... و هو عاري الصدر ... يرتدي سرواله الداخلي  ... و قطرات الماء تقطر من شعره ...
محمود بابتسامة عريضة : صباح الخير يا عروس
ميرا بغضب : ما حدث ... اين انا..
محمود ببرود : قلت لك ... يا عروس ... في منزلي
ميرا : حقير ... نذل ...
محمود بستفزاز : تؤ تؤ تؤ ... سأعتير نفسي لم اسمع
ميرا بدموع  : كيف تفعل هذا بي .. ماذا فعلت لك
محمود بسخرية : كله كان برضاكي ... حتى انظري
امسك هاتفه و اراها صورة العارية و هي نائمة بين احضانه ...
سالت دموعها ...و هي تنظر له بغل و كره ...
ميرا : اتسخر مني ... واضح اني كنت نائمة ..
ضحك محمود بشر عارم
ميرا ببكاء و انفعال : ماذا فعلت لك ... لماذا ...
محمود : لن تفعلي لي شيء و لكن ستافعلين
ميرا بعدم فهم : ماذا سافعل ...
محمود : صفقة new star و angle اردهما
ميرا بصدمة و ذهول : ماذا
محمود بغضب : لا تتصنعي الغباء ... اعرف انك تعملين عليه
ميرا بصرخ: اللعنة عليك ... انا اجهزالتقارير فقط ... لا دخل لي بالباقي
بدأت توجه له بعض الضربات على صدره و تتلفظ بالعبارات النابية و السباب ... و هو يضحك بطريقة مستفزة .. امسك يديها ... و امسك بعض المال و صفعهم بوجهها ..  لتتناثر على الارض ... تقصد اهناتها و ازللها
محمود بحقد : هذا ثمنك ...
ثم جذبها من شعرها و دفعها على ارض ... القى عليها ملابسها ..
محمود بضراخ : معك ثلاثة الايام و تكون الصفقات عندي ... و الا صورك ستتصدر الصفحة الاولى بالاخبار ...  انقلعي من هنااااا ....
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
اصبحت الساعة الحادي عشر ... و امير لم يأتي بعد ... شعرت بملل ... خرجت الى شرفة ... تطالع الاضواء المدينة و النجوم متلألئة في سماء ... فمنظر رائع هنا ...
علمت بوجوده من رائحة عطره المميزة ....
شعرت بغطاء يوضع حولها ... و يضمها اليه من خلف ... متكىء الرأسه على كتفها ...
امير : ماذا تفعلين هنا .. الجو بارد
ملك : شعرت بالملل ... فخرجت اشم الهواء
حل ربطة شعرها ... ليتطير بفعل النسمات ...
ملك بتذمر طفولي : امير
امير بحب : الم اقل لكِ هكذا اجمل ...
ابتسمت له
ملك : تأكل الذرة الساخنة مع جبنة سائحة ...
امير بستغراب : ما قصتك انت و الذرة ... كل يوم تاكليها
ملك بخجل : لا شك انني احبها منذ صغري ... و لكن يبدو انتي اتوحم عليها
امير بحب  :اذا كان الامر كذلك ... سأشتري لك كل يوم ... كيف كانت الجامعة ...
ملك : رائعة .. احبتها كثيرا ...
امير : هذا جيد ... سأبدل ملابسي اولا
اومت له بفرح ...
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
دخلت الى غرفتها المظلمة بعد ان اغلاقت الباب ... و استندت عليه ... لا تعرف كيف وصلت ... حمدت ربها انه لم يرها احد ... انهارات ببكاء هستيري ... انكمشت على نفسها و جالست  على الارض و هي تضم رجليها الى صدرها ...
فاض قلبها حزنً و وجعً ... حظها العاثر مع الرجال ..ادمى قلبها ... لم تريد سوا  قلبً يحبها و يصونها .. لم تطلب المستحيل .. 
ذلك الحقير ... اخذ اعز ما تملك .... اذلها و اهانها حد النخاع ... حتى خطيبها الحقير ... لم يجرء ان يفعل بها هذا ...لامت و انبت نفسها على غبائها و طيبتها .... و الان المصيبة سيتم فضحها على الملاء ...
اصبحت خاوية ... جسد بلا روح ...
ظلت على هذا الحال ... حتى سمعت الاذان الفجر ...
مسحت دموعها و دلفت الى المرحاض..
نظرت الى المرأة .... ترثوا نفسها ... وجهها الشاحب ... شعرها المبعثر ... عيونها المتورمة الحمراء  ... اثار التبرج السائلة ... 
خلعت ملابسها و دخلت الى الكابين الاستحمام ... فتحت الماء عليها ... علها تظفىء النار الملتهب داخلها... فأختلطت دموعها بالماء
دلفت خارج المرحاض  و قامت بأداء فرض الفجر بدموع حارقة و شهقات  ... انهت و اخذت تناجي ربها ...ثم  سارت و هي ترتعش و استلقت في سريرها و بعثت رسالة الى عزت تخبره  بعدم خصورها  اليوم... نظرت الى الاعلى بشرود و جمود  ... لم تعرف كم بقيت على هذا الحال ... حتى استكان جسدها و انتظمت  انفاسها ....
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
بدأت الاشعة الشمس تلقي بخيوطها الرفيعة داخل الغرفة ... لم يغمض له جفن و كان يدخن طول الليل ... ظن ان النار داخله ستنطفىء ... و لكن ما حصل كان العكس ...
اشفق على حالها ... و احس بتأنيب الضمير ... انه استخدمها كوسيلة للانتقام ... لم يكن هناك حل اخر امامه ... فخصمه قوي ... تفقد جرح يده ... ابتسم بشر على خطته بإهمها انه قام بمضاجعتها و افقادها عذريتها ...
لم ينكر انجذابه اليها ... فهي مميزة ... روحها المرحة ... عصبيتها .. شخصيتها القوية ... خفت دمها ... بالاضافة الى انوثتها المهلكة .... فاي رجل يتمنى انثى بهذه المواصفات .... ولكنه ما لبث ان نفض هذه الافكار عن راسه ... و أنب نفسه ...
محمود لنفسه : ما بك ... الم تقسم انه ستنتقم لحبيبتك لمى ... و لم يدق قلبك لاحد غيرها
تنهد بضيق و غضب ...

🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
بعد مرور ٣ الايام ....

انهت عملها في المستشفي ...و دلفت خارجها ... و هي تسير لمحت حسام يجلس احد مقاعد الحديقة المرفقة لحرم المستشفي ... ضيقت عيونها بخبث ... عندما تقدمت نحوه ... و هو مندمج بأكل الشوكولة بنغم ... لم يشعر سواء بأحد يجذب من يده قالب الشوكولة ...
مايا بغضب مصتنع : ما هذا دكتور ... لم نتفق على هذا ...
تفاجىء حسام بوجودها خلفه ...
حسام بضحك : هذا الذي ينقصني ... اشتهيتها ... ماذا افعل ...
مايا و هي تجلس بجانبه: اشتهيت ... قطعة قطعتين ...و ليس اكثر ... ohh ... ما هذا حقيبة من السكريات
قطبت حاجبيها بغضب و ضمت يديها الى صدرها بحنق بالغ
مايا بخيبة : هكذا سأخسر ...
حسام : كل همك الخسارة او ربح... وانا
مايا بحرج و هي تهرب من النظر الى عيونه: لا ليس هذا ما اقصد ..حسناً سمح لك بقطعة صغيرة يوميا و لكن من الشكولولة المرة dark chocolate 🍫 .... و لكن يجب ان  تزيد مدة الرياصة نصف ساعة
حسام : لا ... ما هذا الكرم ... دكتورة
مايا بمرح : شكرا... شكرا ...
حسام برفع احداى حاجبيه : الا تريدين اشراف على ممارستي للرياضة ايضا...
انحرجت مايا ... و توردت وجنتيها ... ضحك
مايا : ليس الى هذه الدرجة ...
حسام بمرح  : انا لا امزح ..  في الحقيقة انني اشعر بالملل ... عندما امارس رياضة المشي على الكونيش البحر وحدي ... ما رايك بمرافقتي ...
مايا بتفكير : فكرة جيدة ... لا مشكلة ... نبداء من الاسبواع القادم حتى انظم موعيدي ...
حسام : اتفقنا ...
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
رائكم و تعليقاتكم بتهمني 💕💕💕
شو توقعاتكم لميرا 😅
حسام و مايا ...
ما تنسوا تصوتوا ... 🥰🥰🥰

 اريدك ِ (مكتملة ) بقلم فضيلة محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن