استيقظ امير ... و هو يشعر بلامسات رقيقة على يده و وجهه .. تمسد و تربت على راسه بحنان و رقة ... ففتح عينيه لتقبله عينان زرقاء صافيتين ... ابتسامت له بحب صادق ... فعدل جلسته و بدلها ابتسامة .. غير مصدق انها امامه بخير
امير بالالم و قلق : ملك انت بخير ...... خفت عليك كتيراً .. خفت على ابنتنا .. انت بخير .. اخبرني انك بخير
ملك بهدوء : انا بخير يا حبيبي ... اهدء ... حتى ابنتنا بخير اخبرتني الممرضة منذ قليل
امير بندم : عرضتك للخطر ... ذلك الحقير وثقت به و خداعني....
ملك بتعب : امير
امير بعشق : عيونه ... قلبه
ملك : اهداء و اسمعني ارجوك ..
امير بالالم : لا ... كدت ان اخسرك ...
قاطعتها دقات الباب ...سمعوا صوت سليمان يستأذن بالدخول و اخبرهم انه معه عزت و حسام ... فعدلت جلستها و هندمها ... و سمحوا له بدخول تبدلوا السلامات و هنئاها الجميع بسلامتها و سلامة المولودتها الصغيرة ...
سليمان باهتمام : ملك يا ابنتي ... ماذا حدث ...
امير بغضب : بابا ارجوك ... هذا ليس وقت هذا الكلام .. لا اريد ان اسمع ماذا حدث و لا باسم ابنك ذلك الوغد بعد اليوم ...
عزت : اهداء يا امير .. انت تكلم والدك
امير بنفي : لا .. الكلام منتهي ... حزرته ان ملك خط احمر و تحداني ... و خطفها
حسام بقلق : دخل عماد في حالة حرجة و هو بين الحياة و الموت ..... ربما يدخل غيبوبة
امير بلا مبالاة : لا يهمني
حسام لأخفته : ملك متهمة بقتله
امير بسخرية : هل انت احمق حسام او ماذا ... هذا دفاع عن النفس ... هل تظن أني سأصدق هذا الهراء ... لقد خطفها و هناك فيديو يؤكد خطفها ....
عزت بحيرة : ماذا تفسر التقرير ... بعدم تعرض ملك لاي عنف جسدي و لا جنسي .. هذا سيضعف موقفها ...
امير بحقد : يستحق القاتل منذ البداية ... و انتما تعرفان هذا جيدا ً ... كنت اظن انه سيصبح رجل ... ولكنه وغد احمق ******
سليمان بتأثر و تعب : لا تكون قاسيا ً يا امير ... هذا شقيقك الوحيد
حسام بهمس : امير اهداء ... و الدك متعب جداً و يتظاهر بالقوة ... لا يتحمل ... انظر الى حالته ...
عزت بعتاب : امير ما هذا الكلام ...هذا اخوك ...
امير بتأكيد و صرامة : ليس لدي اخوة بعد اليوم
ملك بصراخ و غضب : كفى ...كفى ... اسمعوني .... ما بكم .... دعوني اتحدث ... و لا تقاطعوني ...
بدات تسرد لهم كل شيء بالالم حقيقي و اختناق منذ استقظها و تصنعها النوم و ما سمعته من خطط لايقاع عماد ... و سردت اصابة عماد بخجل و مساعدته لها ... تضحيته ... اهتمامه بها بالرغم من حالته الصحية حتى مجيء امير .. كل شيء بتفصيل ....
تبدلوا النظرات بصدمة تامة ... غير مصدقين ... لما يسمعون... الدهشة وذهول كست ملامح وجههم... لم يجرء احد على مقاطعتها ...بالاحرى لم يجدوا كلام ليقاطعوها ... او ربما هربت الكلمات منهم ....انهت ملك كلامها و الجميع متسمر مكانه ... و متأثرون لما سمعوا
امير و لم يتستطع ان يتمالك نفسه ... سالت دموعه بقهر على شقيقه الذي ظلمه بشدة ...
امير بندم و يلوم نفسه : فقد اكثر شيء يعتز به الرجل ... رجولته ... رأيت نظرات الالم .. الحزن ... الخزلان في عيونه و لكنه فسرتها بطريقة خاطئة ... و ايضا لم اكتفي بهذا فقد لا ... بل ضربه بكل جبروت و قوة ... دون رحمة ....
سليمان بندم : و انا ايضا ... ظلمته ... تبريت منه ... قلت له انه ليس ابني ... و نظرات عيونه تترجاني ان ارحمه و اعطف عليه و ان احتويه ... لاول مرة بحياتي اضربه ... خسرت ابني ...
حسام بخوف : اهداء يا عمي ...
سليمان باختناق : لا انسى نظراته لي... يا ليتني كنت مت قبل ان افعل هذا ...
عزت بقلق : اهداء با عمي ... ارجوك ...
ملك : عماد يعلم انكم ستظنون به السوء ... حاول قادر الامكان ان يجعلني اصمد ... كان يقول لي اني امله الوحيد ... و ان علي البقاء و الصمود من اجل طفلتي و امير و من اجله ... ساعدني بالرغم من كل شىء ... بالرغم من انه يموت من بالالم و الوجع ... مهما وصفت لكم من معانته ..لن اوفيه حقه
امير : بابا ... لن اترك اخي ... يجب ان يسافر و يتلقى العلاجه في الخارج و لو كلف الامر ثروتي كلها ...
عزت : لا تقلق امير ... تصرفنا
حسام : سينقل الى المستشفى تخصصي خاص لحالته متخصص بنقل الاعضاء ... سيسافر الى الخارج
امير : سأسافر معه ...
سليمان : كلا امير .. انا من سيسافر معه ..
حسام : لقد اخبرنا الطبيب انه ما زال نائم... و هذه الفترة صعبة جدا سيعالج من ادمان ... و يعاني من اعرض الانسحاب ... و بالاضافة اصابته البالغة ... التي سببة له انهيار عصيب و يجب ان نكون جميعنا ً الى جانبه و ندعمه و خاصة انت يا امير ..
كاد امير ان يتكلم و لكن قاطعه طرقات صغيرة على الباب ... فاذنوا بدخول ... كان الطبيب المتابع لحالة عماد ... سلم و بارك لامير
الطبيب: بالمناسبة عماد استيقظ و حالته مستقرة
سليمان : اريد ان اره ..
الطبيب : لا باس تستطيع رؤيته .... و لكن بعد فحصه من قبل الدكتور البروفسور ...
امير بخوف حقيقي : كيف هو حاله ...
الطبيب : حالته مستقرة ... فعلنا ما باستطعتنا و الباقي على الله ... هناك امل كبير بشفائه ... و لكن يحتاج صبر و اصرار ...
اومى له بفرح ... فستأذن الطبيب و ذهب ...
تقدم سليمان من ملك و عانقها عناق ابوي .... لبضع ثواني ...
سليمان بحب و امتنان : الله يبارك فيك يابنتي ... منذ دخلتي عائلتنا و انا اعتبرك ابنتي ... الله يعلم كم احبك ... الحمد لله على سلامتك و سلامة حفيدتي ... و شكر كبير ... على ما فعتله من اجل ابني ...
ملك بدموع : و انا اعتبرك والدي ايضا ً ... لم اقم الا بواجبي يا عمي .. و الحمد لله جميعنا بخير
اقترب امير هو الاخر ... عنقاها بحب و هو يهمس لها بكلمات الحب و العشق و امنتان
امير : حبيبتي .. سأذهب برفقتهم قليلا من اجل عماد
اومت له بابتسامة عريضة .. قبلها من جبينها بحب
ملك بتفهم : انا سأنام ... لا تقلق علي ...
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
كانت نجوى تقف بالخارج امام باب العناية الفائقة و دموع مجتمعة في عيونها تحاول التماسك قدر المستطاع تساندها سلمى ... تنتظرت حتى يسمحوا لها بالدخول ..
رأتهم يأتون من اول الرواق فاندفعت اليهم ...
نجوى بفرح : سليمان ... عماد استيقظ ... الحمد لله ...
سلمى : الطبيب عنده هذه المرة مع الطبيب الاجنبي ...
اومى لها سليمان و وضع يده على خصرها يضمها اليه داعما .. اومت لكل من حسام و عزت بترحاب ... وتجاهلت امير ... و هو لم يعقب
انتظروا بضع دقائق على نار ... خرج الطبيبان ... و طمئنوهم على حالته و تحسنها بشكل ملحوظ ... و اخبروهم برغبة عماد ... برؤية امير اولا ً...
دخل امير و هو يتمزق الالم على اخيه ... الذي وجده بحالة يرثى لها ... تحاوط عينيه هالات سوداء و يبدو الالم جلي على وجهه... وموصول بجهاز تنفس بالاضافة الى أجهزة كثيرة ... لم يتوقع ان يراه بهذه الحال الصعبة ... اشفق عليه و قد ود لو يستطيع ان يساعده ... او يخفف عنه
فتح عينيه بضعف و قد سالت دمعة من عينه ...
عندما شعر بامير يقف بجانبه ...
عماد بصوت قريب لهمس و متجهد و هو يحاول نزع القناع عن وجهه : امير
امير : عماد ... لا تتكلم ... دعني اساعدك
عماد ببكاء و صوت ضعيف متقطع : سامحني ... ارجوك
امير و هو يرتب على يده بحب : لا داعي لهذا الكلام الان انت متعب ..
عماد : سامحني ... لم اكون شقيق مثالي لك ...
امير بدعم : لا تقول هذا ... ستكون بخير ... انا معك ... ستتحسن ... ستعود كسابق عهدك ... لقد اخبرنا الطبيب بنجاح عمليتك .. و ستتحسن مع الوقت و مع العلاج الطبيعي
عماد بفرح: حقا ً امير ...
امير بحنان : هل عهدتك بشىء من قبل و لم انفذه
عماد : كلا ...ابدا ً
امير بتشجيع : يجب ان تعدني انك ستبذل قصار جهدك ... و تمتثل للشفاء
عماد بقلق و لهفة : و ملك .... كيف حالها ...
امير بسعادة : لا تقلق هي بخير ... لقد ولدت مساء امس طفلة صغيرة تشبهها
اومى له عماد ...
امير : لا تقلق اريد ان تهتم بنفسك الان فقط ...
خرج امير من عنده ... و دخل اليه والديه لاطمئان عليه
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
بعد عدة ايام
استقرت حالة عماد ..و تم نقله الى غرفة عاديه ... كان والديه بحاوطنه بالرعاية و الاهتمام ... و قد تحسنت حالته النفسية بشكل ملحوظ... خصوصا بعد دعم امير له و وقفه بجانبه ..
كان عماد مستلقي على السرير بشرود وحيدا يفكر بحياته السابقة و كيف كان عديم الاخلاق و النضج .. و ندم على اضعته لوقته و افعاله الغير مسؤولة و الحماقة التي كان بها ... و اقسم انه سيغير حياته الى افضل و يصبح شخص جديد يعتمد عليه و يفتخر به ... غادرت والدته لاحضار بعض المستلزمات ... دق الباب ... فاذن بالدخول ظنن منه انها هي ...و لكنه تفاجاء بملك تطل براسها و تستأذن بالدخول ...
اذن لها بدخول و عدل جلسته فوراً وهو يتابعها بعينيه و هي تدلف اليه بخطى بطيئة و تقترب منه و هي تحمل طفلتها المولودة حديثا ً و على وجهها ابتسامة عريضة ... ثم وضعتها بين احضانه بطريقة مباشرة صدمته ... ارتبك عماد من فعلتها الغير متوقعة
ملك بود : اعرفك ... هذا عمو عماد شقيق بابا ... هو من انقذكي ...
نظر اليها بأمتنان و شكر .. فابتسمت له ملك ..فبدلها ابتسامة
عماد برتباك : انها صغيرة جدا ...
ملك : اجل كثيرا ... و لدت بالشهر السابع .. ماذا تنتظر منها
عماد و هو يضم الطفلة الى احضانه بحب : ملك ... لا اعرف كيف اتعامل مع اطفال الصغار بهذا الحجم ...
ملك بمزح : لا دخل لي يجب ان تتعود ... مع من سأتركها هي و شقيقها و اذهب الى السوق ... هههه
عماد: هههههه .... انها جميلة جداً ...
ملك بفخر : جميلة لامها ... هههه ... بالمناسبة اليوم اول يوم يسمحون لي باخرجها من الحاضنة ...
عماد : حقاً ... هذا يعني اني اول شخص احملها
اومت له بسعادة
ملك : هذا صحيح ... حتى انك حملتها قبل امير ... سيجن حتماً... فهو متشوق جدا لحملها ...
عماد بامتنان و خجل : شكرا ملك ... شكرا على كل شيء شكرا لانك اتيتي الى زيارتي ... و شكرا لانك سامحتني ... هذه كبيرة جدا عندي ...
اعتذر منكِ... انت افضل مني بالالف المرات انا من كان يجب ان اذهب لزيارتك ...
ملك بتوجس و ارتباك : لا داعي لنفتح الماضي بعد الان ... فلا احب ان اتذكر شيء منه بتاتاً ...
عماد : انا اسف على كل الالم سببته لكي ... اخي محظوظ بكي ...اتمنى لك حياة سعيدة ......
اومت له ملك بابتسامة
ملك بخجل : شكرا ...
عماد : لا اعرف اذا كنتي تقبلين صداقتي
ملك بود و ابتسامة : لم لا ... نعم اقبل ... ما فعلته من اجلي و من اجل ابنتي ... يصفح لك عندي
ابتسم عماد بسعادة و امتنان
عماد بمرح : ماذا اسميتها ...
ملك : اسميتها ياسمين ...
عماد : اسم جميل ... ياسمينا حبيبة عمو و اخذ يدعبها و يلاعبها... لو كانت صبي لكنت سميته باسمي ... ههه هههه
ضحكت ملك ... دق الباب و دخل امير ...
امير بقلق : ملك ... انت هنا ... قلقت عليك ... لما لم تتصلي بي و تخبرني انك هنا
ملك : اتصلت بك امير ... و لكنك لم تجب ...
تفقد امير هاتفه و وجد عدة اتصالات من ضمنها ملك
امير : نسيته على الوضع الصامت .. كيف حالك اليوم عماد .... اووو ياسمينا معك ...
عماد : هههههه اجل معي ... جميلتي صغيرة ... و هو يطبع عدة قبلات متفرقة على يدها و يدعب و جهها الصغير باصابعه .. و يعطيها اصبعه لتمسك فيه بحنان ...
ملك بسعادة : سمحوا لي و اخير بأخذها ...
اقترب منه امير و حاول اخذها و لكن عماد شاكسه و رفض و تمسك بها و لم يعطيه اياها ...
امير بلهفة : دعني احملها عماد ... لم احمل ابدا بعد ... انا بابا يا حبي ..
ملك و عماد : هههه
عماد و هو يضمها اليه : لا ... هذه حبيبة عمها ..
امير متصنع الغضب : عماد ...
اعطه اليها باستسلام
امير بعاطفة ابوية : اميرتي الصغيرة ... كم انا جميلة ... تشبيهك يا ملك كثيرا
ملك بفرح : اجل ... سليمان يشبهك
امير : سليمان قادم مع جده ... سيفقد عقله ... اشتاق لك كثيرا و هو متحمس ليرى اخته ...
دق الباب ...و فتح ... كان سليمان الجد و الصغير و معهم نجوى ... ركض سليمان الصغير يعانق امه باشتياق و حب .... يمطرها بالقبل و يدفن نفسه بين احضانه ..
سليمان الجد : انتم هنا و نحن نبحث عنكم ...
عماد بمرح : اتت ياسمينا كي تسلم علي .. هههه
سليمان و نجوى بفرح : حقاً ...
سليمان : حبيبة جدها ...
تقدمت نجوى من لتحملها .. نظر لها نظرات تردد و حزن ... و وجه نظره الى والده الذي اومي له ... بمعنى انها بم تكون بطبيعتها و كانت خائفة ...
امير بحب : انظري ياسمينا حبيبتي ... هذه جدة نجوى ... نظرت له نظرات اسف و امتنان
فابتسم لها امير بعذوبة ... و اعطها الصغيرة
التي حملتها و اتجهت بها الى سليمان الجد
بينما كان سليمان الصغير يعانق امه بحب ... همست له ملك بضع كلمات ... فابتعد عنها و ركض الى عماد الذي كان يتابع بصمت حوار القائم بين امير و والدته .. يحاول الصعود اليه
عماد بحب : البطل الصغير سليمان ...و مد يده و سحبه و اجلسه بجانبه و هو يعانقه ... و يلعب بشعره ...
نطر امير الى ملك بحب و امتنان ... و سعادة من تصروفتها ... فعماد في اشد الحاجة لهذا الدعم
سليمان الصغير : عمو عماد ... متى ستلعب معي بالطائرة
عماد بحب و هو يقبل راسه : قريباً حبيبي ...
سليمان بحماس : دوري الان ... اعطوني اختي الصغيرة ... لم ارها
تقدمت نجوى منه و اعطته اياها و وضعتها في حجره بحرص تام ... اخذ يلاعب وجهها الصغير بسعادة بالغة و بحب ..فتثأبت ... و بداءت ببكاء ...
عبس سليمان و شارف على البكاء ... فضحك الجميع على ردة فعله الطفولية ...
امير : هيا يا بطل ... اعطني اياها فجدك سليمان لم يحملها بعد ...
قلبها سليمان الصغير برقة و طفولة و قد اخذا بكائها يزداد....اخذها امير منه و اعطاها الى والده و توجه سليمان الصغير الى امه
سليمان بهمس طفولي : انها تبكي كثيرا ً ...ظننتها ستلعب معي ....
ملك بعاطفة و هي تلعب بشعره : ما زالت صغيرة حبيبي ...
أنت تقرأ
اريدك ِ (مكتملة ) بقلم فضيلة محمد
Romanceكنت كاطائر عابر و لا اعلم لاي سبب بداءت بالتعود عليكي كل يوم اكثر نحن الاثنين قمنا بمغامرة الحب قمتي بملئ حياتي بعدها رايتك ترحلين دون ان تقولي ودعاا... رأيتك تذهبين .... في يدك الممدودة لي اريد البحث عن طريقي و ان احس انك بجانبي ... اليوم...