30

2.1K 135 40
                                    

بسم الله

اللهم صل و سلم و بارك على نبينا محمد

.
.
.
.
.

الشوق ؟

هو أن يسيل الدمع لصورة صنفت ضمن الجماد !

ضم إبنه النائم إليه محاولا مده ببعض من الأمان و إشعاره بالدفئ، هو سرد عليهم كل ماحصل معه، إبتداءا من خوفه من جنون تلك السيدة إلى غاية معاناته أثناء الهرب، النوم جافاه و التعب لم يزر جفنيه فقد تملكه الأرق و هو يفكر بما قاساه طفله و هو بعيد عنه، لم تخفى عليه رجفته المباغتة أثناء نومه و لا تلك الشهقات الهلعة التي كانت تؤذي روحه و تمزقها

" جونغكوك "

هو ناداه بغاية إنتشاله من كل تلك الكوابيس التي تؤثر عليه و على أفعاله حتى و هو غارق في النوم

" جونغكوك، إستيقظ "

أعاد نداءه بصوت هامس بينما يهزه بلطف شديد، يخشى أن يستيقظ مرتعبا، يخاف من أن يرى داخل مقلتيه الرهبة و الضياع فيكفي أنه قد خذله و حطم ثقته به عندما تركه يمضي وحيدا

" ماذا ؟"

المقصود تذمر بإنزعاج كونه متعب من كل تلك الأحداث الغريبة التي ستترك بصمة أزلية تشوه بها كل ثواني أيامه القادمة

" أنت كنت تشهق و تتمتم ببعض الكلمات، هل أنت بخير ؟"

أبيه برر له سبب إيقاظه مع سؤال حاني وصل لأعماق روحه المنكسرة

"أنا بخير، لكنني أريد حليب الموز "

أجابه بعبوس إرتسمت بعده إبتسامة منتصرة على محياه الطفولي، هو يحب حليب الموز لحد الإدمان و والده أحيانا ما يمنعه عنه لأنه يبالغ في طلبه

" أنت طفل مستغل للفرص حقا "

تايهيونغ همس بكلماته التي وصلت لمسامع إبنه الذي يَّعُد خطوات أبيه إلى المطبخ من شدة حبه لحليب الموز و توقانه له

.

يشرب كأسه بكل بطئ يستلذ به قدر الإمكان، لازال طفل نقي يرضيه حليب بنكهته المفضلة، لازال يحتمي بحضن والده عند الشدة و يلجئ إليه لحظة خوفه ليبكي عنده و يشكوه ما يزعجه،
و هو حقا ممتن كون والده لا يتذمر من تصرفاته الطفولية و لا من إلتصاقه الدائم به، بل كان يراه دائما ما يفتخر بأنه يعتبره الدرع الحامي له و يُسعد عندما يراه متمسكا به كأنه حبل النجاة و مرساة الأمان

" مالذي يجري ؟"

تايهيونغ تساءل بقلق واضح و هو يستمع إلى تلك الطرقات الهمجية المباغتة على باب منزلهم الخارجي ...

son ! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن