36

1.7K 115 41
                                    

بسم الله

اللهم صل و سلم و بارك على نبينا محمد

.
.
.
.
.

الجميع يعلمون كم تؤذيني و تمزقني، و لكنك الوحيد الذي يعلم مقدار الحياة التي تبثها لأعماقي ...

جلس وسط الشارع بيأس عميق إحتله، لم يهتم ببرودة جو منتصف الليل و لا ذلك الهجر الذي ألم بمحيطه حتى أصبح يبعث الرعب في النفوس، قدماه تؤلمانه من شدة الركض من مكان لآخر و عيناه حكت قصة طويلة لا تستدرك

" مرحبا "

أجاب على هاتفه بخمول دون النظر لصاحب الإتصال و لكنه لم يلبث حتى وقف من موقعه بإبتسامة عريضة زينت محياه

" شكرا لك "

الكلمات ضاعت بالنسبة له و قاموسه أصبح فقيرا حتى يعبر عن ما يخالجه ...

والد راين هو من إتصل به و يبدو أن الولدين قد إستطاعا الوصول إليه ليخبراه عن حالهما و يصفان المكان له طمعا في إخراجهما منه

.

الشرطة كانت تبحث في تلك الغابة بكل عزم و كذلك عائلتا جونغكوك و راين

" لقد عثرنا عليهما "

أحد الرجال صرخ بفرح بينما يوجه بمصباحه اليدوي لإحدى الأماكن ليهرع الجميع ناحيته

" أبي "

راين نطق بسعادة ليبادله والده تلك الإبتسامة المطمئنة ثم يهُموا برفعهما من ذلك المنحدر الذي سقطا منه

" لقد خفت من فقدانك جدا "

والدة راين نطقت بصدق واساه دمعها الغزير بينما تحتضن طفلها الملئ بالأوساخ و الخدوش غير مبالية لذلك

.

نظروا جميعا بدهشة ناحية من تلقى صفعة من والده كما وعد، هو إكتفى بإمساك خده بألم ظاهر و النظر للأرض بكل ذنب

" لقد كدت أموت من خوفي عليك، أيعجبك رؤيتي بهذه الحالة، كنت أجوب الشوارع بحثا عنك بينما أنادي بإسمك حتى خُدشت
حنجرتي "

تايهيونغ إنفجر بوجه إبنه بائحا بكل ما بجعبته من كلام و معبرا عن كل ما شعر به من ضعف و خذلان ...

جونغكوك لم ينبس بحرف ليخيم صمت غير محبب بينهما و لكن والده لم يلبث حتى إعتصره بين يديه بإشتياق محاولا تدفئته و بثه بالقليل من الأمان مؤجلا معاقبته لوقت لاحق

son ! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن