06

3K 214 17
                                    


بسم الله

اللهم صل و سلم و بارك على نبينا محمد
.
.
.
.

العائلة ؟
هي دفئ فقدتُه، هي أمل دهس تحت حطام بيتنا، هي عِز أصبح يصاغ في جملة مُبتدأها " كان "، هي أم و أب لكنهما قتلا، هي أخ و أخت، و أختي إنساقت للذل و لم أكن لها عونا، هي زوجة ماتت
و هي تضع طفلها ... ماعاد لي عائلة و ما عادت لي بعدها حياة !

" تايهيونغ، بماذا أنت شارد ؟"

صوت رفيقه إنتشله من بئر أفكاره لينظر له بعينان كان الإنكسار لمعتها و الشوق حديثها

" لا شئ مهم، هوسوك "

أخرج كلماته في محاولة بائسة منه لطمأنة من بقي يتطلع فيه بألم يحاول جهده مواساته بنظرات دافئة فلم يخفى عنه شرود صديقه الذي جعله غافلا عن حقيقة وصولهم لبيت هوسوك و ترجل أصدقاءه الآخرين من السيارة !

" تايهيونغ، إنزل من السيارة لقد وصلنا !"

هوسوك أطلق كلماته بحذر ملاحظا عودة صديقه للغوص في ظلمة أفكاره من جديد غير مدرك بتاتا لما يدور حوله

" حسنا ... حسنا "

نطقها المعني بنوع من الهمس المرتبك كونه لاحظ الآن فقط أنهم متوقفين أمام بيتٍ ما و أصدقاءه ينتظرونه أمام بابه حاملين نظرات شفقة تجاهه

جميعهم فقدوا عائلاتهم، بيوتهم، دفئهم و حياتهم و لكنهم دائما ماكانوا يحاولون مواساة بعضهم و زرع الحياة في قلوب غيرهم متجاهلين قلوبهم الهامدة من دقات الحياة !

" مرحبا لورينا الصغيرة "

إرتمت لورينا بأحضان والدها فور دخوله للبيت برفقة الآخرين و على وجهها الطفولي إبتسامة واسعة تبرهن مدى سعادتها برؤية أبيها مع لمعة داخل مقلتيها تجزم صدق تعلقها به و حبها الشديد له

الثلاثة الباقين إبتسموا للمنظر و شعروا بمشاعر كثيرة تجتاحهم بتلك اللحظة، مشاعر شوق و حنين !

سيوكجين قد ذرفت عيناه الدمع مسبقا و هو يستذكر طفلته و يكافح عدم إنهياره أمامهم صارخا بمدى رغبته بإحتظانها مجددا و تقبيل ملئ وجنتيها ...

نامجون الحامل لجيمين على ظهره لم يختلف عن سيوكجين كثيرا بل كانت حُرقته حُرقتين و شوقه شوقين فلم يفقد طفلا واحدا بل طفلين ...

تايهيونغ كان حرفيا غائبا عن عالمهم جائلا بمقلتاه في الأرجاء باحثا عن هيئة صغيرة محببة له و قد وجد مبتغاه عندما إتجهت نحوهم شابة تبدوا في العشرينات ذات شعر أسود و عينان بندقيتان حاملتا بيدها جونغكوك الذي يبدوا بغاية اللطافة و هو يرتدي ثياب الأطفال ذات القطعة الواحدة التي كان نسيجها بلون أزرق باهت

son ! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن