son !

33

بسم الله

اللهم صل و سلم و بارك على نبينا محمد

.
.
.
.
.

تنبيه : أحداث الفصل حزينة !

لا نبكي لأننا نريد !

بل لأن الدموع فاضت و لم يبقى لنا قوة لإيوائها داخل أعيننا ...

نبض قلبه بإضطراب بينما يحدق بالسيدة شينا المددة على السرير بجسد مزرق خال من الحياة، مقلتيه إرتعشت منذرة عن ضعف ألم بقلبه لما يراه و شفتيه أطلقت شهقة كأنه يرجو أن يكون واقعه مجرد كابوس سيمضي ...

باب القصر كان مفتوحا على وسعه و قد علم أن خلف الصمت المريب صدمة مريرة !

" أمي "

كلمة واحدة خرجت من فاهه بصعوبة كون الغصة تمنعه من التكلم، يتأمل في السيد بيول الجالس بجانب السرير أمام زوجته ينظر للفراغ دون ملامح تقرأ

" جونغكوك !"

كشفت عن جمال عينيها الذي سيطر عليها الوهن و إحتل السواد أسفلها لتنظر لمن إعتبرته إبنا لها لافظتا إسمه بصعوبة شديدة

" هل أنتِ بخير ؟"

أمسك كفها البارد بين يديه يستشعر إختفاء دفئه بإرتعاب داهمه، منظرها لا يطمئن دواخله
و نظرتها تُضاعف من حدة توتره

" طفلي، آسفة لكل ما جعلتك تخوضه، لكل الساعات التي أرعبتك بها و للوقت الذي لاحقتك به مخربتا أمن يومك، منذ فقدت طفليَّ و أنا أصارع وحدتي، كآبتي و سواد أفكاري حتى لا أنهي حياتي الخالية، لم أستطع الحصول على أطفال آخرين لضعف قلبي الذي ألتمس إستسلامه في هذه اللحظات، أشعر خفوت نبضاته و قلتها، تنفسي يضيق و جسدي تنتشر به البرودة ببطئ شديد، أوليست هذه علامات الرحيل؟"

دمعت إنسابت من مقلتها تخط الألم و الإحباط على وجنتها المصفرة، كلماتها هامسة، أنفاسها متباطئة و سؤالها الأخير جعل زوجها ينفجر باكيا مستدركا لحتمية موتها

" ستكونين بخير أمي، أرجوك لا تتركيني، أعترف أنني كنت أخافك في البداية لعدم معرفتي بك و لكنني أحبك الآن، لقد ملأتي فراغا كبيرا بداخلي، منحتني الدفئ و الإهتمام، أعطيتني فرصة قول كلمة لم أنسبها لغيرك، و الآن يجب أن لا تتركيني أغرق في بؤسي
من بعدك "

ترجاها بيأس يعتصر كفيها بين يديه كأنها حبل النجاة، لا يريد رحيلها بعدما أصبحت جزءا من حياته، لا يقوى خسارتها من بعد أن نالت مكانة خاصة داخل قلبه، لقد إكتفى من الفقد، لم يبقى له أحد من عائلته غير أبيه، لازال يتذكر رحيل سوزي، ثم ليوناردو و الآن سترحل من إعتبرها بمثابة والدته ...