/4/

2.4K 133 66
                                    

بسم الله

اللهم صل و سلم و بارك على نبينا محمد

.
.

تنبيه :

هذا آخر فصل من الفصول الإضافية

الفصل حزين جدا يحتوي على نهاية محتمة 

.
.

يشعرون بالشفقة فتذبل ملامحهم بينما يخبرونك عن مرارة الشعور
و لكنك لن تستطعم ما قالوه حتى تعيشه !

لن تشعر مثلهم إلا إذا رأيت ما جعلهم يتجرعونها دون إرادة، مراقبين تخبطات المتألم و مستمعين لنحيبه الذي يحكي قصة طويلة من الشجن ...

جلس بجوار والده يمسك بكف يده اليمين بكل أسى بينما الأخرى قد غرزت بها إبرة المغذي، يستطيع سماع صوت دقاته الضعيفة عبر تلك الآلة التي تقف شامخة بجانبه فإن كان هناك نبض ستعزف لك ذلك اللحن المتسلسل بكل حذر
و إن لم يكن ...

فحتى هي ستصدر صدى يصم الآذان و يجعل أضلعك ترتجف بغير إتزان حتى تعتقد أنها تصرخ لصراخاتك !

الهالات  السوداء إرتسمت بدقة تحت عيناه مخلفتا أثرا واضحا حيث عاكس لونها شحوب وجهه، جسده كان هزيلا يروي معاناته و يحكي عن قساوة الشعور و شدة الغصة التي منعت الطعام من التزحلق داخل حنجرته بسلاسة

لقد مضت بهم السنوات مخلفتا بأنفسهم العديد من الذكريات، أحيانا ما كانوا يبكون بكل ضعف حتى يفتك الألم برؤوسهم و تنتابهم تلك الحرقة التي تلسع أعينهم كأنها تعاتبهم على فعلتهم ...

و لكن الحياة لا تمنح الأسى فقط فهي أيضا كانت تنير أيامهم بحلاوة الأحداث تاركتا بسمة تنعش الروح و توقظ قلبا كان في سبات داخل أضلع لفته بإحكام فأحاطته بالظلام

كان يشهد تقدم والده بالسن، يراقب ضعف جسده و خسارته لطاقته التي كانت تجعله يجوب البيت ناثرا إيجابيته به فينتشر من حولهم ذلك الدفئ المحبب الذي يشعرهم بلذة الأمان و حلاوة الإطمئنان

" جونغكوك، إذهب للبيت لتستريح قليلا فأنت بالكاد تفتح عيناك كما أنك لا تجلس بإستقامة !"

سيوكجين نطق بشبه همس لذلك الجسد الذي تحيطه هالة من الحطام، شهقة خرجت منه بغير إرادة و هو يرى شكل الرجل الذي رفع رأسه ناحيته محدقا به بكل خمول، و لو لم يكن بإستطاعة جسده الحراك لأجزم أنه قد غادر الحياة

" جونغكوك، إن إستيقظ تايهيونغ و رآك هكذا فسيتألم لذلك حقا "

هو حاول إقناعه بأكثر طريقة يعلم أنها ستخدش كل جزء حساس من روحه الهشة، و قد أفلح عندما رأى ملامحه التي لانت بتعب و كأنه غير سعيد البتة بما سمعه، كان وجهه يخبر من يراه أنه يخاف على والده من كل شئ قد يؤذيه حتى من ملامحه المنهكة

son ! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن