29

1.8K 133 33
                                    

بسم الله

اللهم صل و سلم و بارك على نبينا محمد

.
.
.
.
.

يخمنون أن الشارد مشتاق و لو علموا ألم إشتياقه لرحلوا إليه مالئين وحشة فراغه ... !

فتح عينيه بوهن محدقا في أرجاء الغرفة الغريبة عنه، رأسه يرسل له نغزات مؤلمة كما أنه يعاني من بعض التشوش في الرؤية ...

إستقام بصعوبة ليجلس على السرير فيجذب إنتباهه ذلك الجسد الملقى بإهمال في الجانب الفارغ أمامه

" سيدتي "

ناداها بخفوت ناويا إيقاظها و فهم مايدور حوله فآخر شئ يتذكره هو إبتعاده عن والده و سيره في الطريق بشرود قبل أن يهوي أرضا

" أنت بخير "

هي سألته بلهفة فور فتحها لمقلتيها بينما تمسك وجنتيه بين كفيها التي شعر بكم أنهما يمتلآن دفئا و حنانا

" أجل، هل تستطيعين أخذي إلى والدي ؟"

طمأنها عن حاله ثم أفصح لها عن ما يجول بذهنه فهو متأكد من أن والده مرتعب عليه الآن

" لا "

هي أجابته بجفاء مرسلتا لأعماقه خوفا من المجهول

" لماذا ؟"

عينيه إغرورقت بالدموع بينما يسألها بنبرة رجاء، يريد والده فقط، يرغب بالإعتذار له و ضمه إليه مخبرا إياه عن شدة ندمه بإبتعاده عنه

" لا تبكي طفلي، أنا سأعتني بك حتى تشفى ثم سأعيدك إليه "

كذبتها لم تشفي جراحه و لم تنقص من شوقه لوالده بل زادته رعبا و رهبتا و إنقبض قلبه على إثرها أكثر

" أريد أبي، الآن "

صرخ بها باكيا لتنقلب ملامجها إلى غاضبة، لن تتركه أبدا، لن تعيده لوالده و لن تسمح له بمغادرة منزلها حتى، فهو طفلها هي فقط

" لا تصرخ بي، أنا لن أتركك أبدا، سأكون والدتك من الآن فصاعدا، سأمنحك الحب و الرعاية، سأغرقك باللطف و الخيرات، فقط لتكن طفلي "

هو أقسم بجنونها، كلماتها المرتجفة التي تلتها عليه و رجاؤها الأخير الذي يبتعد عن المنطق يبرهن له تلف عقلها

لم ينطق بكلمة بعد ما قالته مكملا سلسة نحيبه الهادئ متأملا أن يأتي أحد لينقضه منها، يدرك أنها لن تُخلي سبيله بعدما رأى تلك اللمعة المتملكة داخل عينيها، أخبرته أن يعتبرها أما و ذلك يؤكد عمق جرحها، هي تبحث عن طفلها في وجوه الجميع ناسيتا ما قد يحملونه في أعماقهم

son ! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن