-
كانت ويندي تجلسُ برفقةِ فرانز و أصدقائِه، يتبادلون أطرافَ الحديثِ عن السياسةِ تارةً و الاقتصاد تارةً أُخرى، بينما استكانت ويندي تنظرُ عبر الشرفةِ في صمتٍ، تفكر في أن لو لم تتخلفْ كلارا عن السهرةِ، لكانت الأمورُ جميعها أفضل. انتبهت ويندي إلى ذلك الرجلِ - صديقِ زوجها الذي جلسَ أمامها مادًا بعلبةِ السجائر إليها، صمتت ويندي برهةً قبل أن تهزّ رأسُها رفضًا، ثم رسمت ابتسامة زائفة على ثغرِها قبل أن تُشيحَ ببصرِها إلى الشرفةِ مرةً أُخرى.
قال الرجلُ بنبرةِ فخر "آنسة براون، رُبما يُمكنني استضافتُكِ في محل مُجوهراتِي يومًا, فرُبما فرانز يسخى عليكِ بشيءٍ." عرفت ويندي الحيلة التي تدورُ حولها، فقالت بينما تُشير إليه بأصابعها الفارغة "أشكُّ في إمكانيتك لذلك، فأنا لا أُحبُّ أن أُقيَّد بتلكِ المعادن، كما أن فرانز سخيٌّ للغاية لدرجةٍ تجعلني أشعرُ بالزُهدِ."
كرهت ويندي هؤلاء الحمقى الذين يُحيطون بخليلها، و تهكمت في داخلِها لأنه يشعرُ بسعادةٍ بالغة لأجلِ ذلك الزحام الزائف حوله. و بينما كان الرجلُ يثرثر معها، لاحظت ويندي فرانز الذي يرمُقها بنظرةٍ تعرفُ جيدًا أنها لن تُنهي الليلة بشكلٍ جيد، و كما توقعت بعد انتهاءِ الليلة المُزرية، أسرعت ويندي بالهربِ إلى سيارةِ فرانز، لأنها لم تحلم بشيءٍ في ذلك الوقت إلا العودةِ إلى المنزل.
لكن فرانز قد استوقفها قابضًا على معصمِها بقوةٍ، فجفلت خوفًا قبل أن تقول في استنكارٍ مُختلط بالقلقِ "فرانز، أنتَ تؤلمني!" أرخى فرانز قبضتَه قليلاً قبل أن يقول دون أن يُخفي اشمئزازَه "لماذا كان إلياس يُحملقُ فيكِ بتلك الطريقة؟"
تنهدت ويندي قبل أن تقول بهدوءٍ "كان يعتقد أن بإمكانِه الحصول على بعضِ المال منكَ، لكن يبدو أن ليلتَه قد أصبحت خائبة." سخرَ فرانز "تظنين أنني أحمق، يا ويندي؟ أنا أعلمُ جيدًا أن حديثكما قد اتخذَ مجرى آخر." سحبت ويندي يدها من فرانز بقوةٍ و اتجهت إلى السيارة قائلة في تهكم "لو كان اتخذَ مجرى آخر، لكانت الليلة أكثر تسلية."
صاحَ فرانز في غضبٍ "و اللعنة، لماذا تُحبين إثارةَ غيرتي؟ ألن تكفي عن حركاتِ الإناث البغيضة تلك؟" صاحت ويندي بالمثل "بالله عليكَ يا فرانز، أنتَ مَنْ تصطحبني رغمًا عني إلى تلك السهراتِ، كي تُلقيني مهملة إلى جوارك، فقط لتُظهِر للناس متاعك القيمة! و إن حاولت التملصَ منكَ، تُخاصمني." شعرَ فرانز بالضيقِ.
تنفسَ غاضبًا ينظرُ إليها، ثم همسَ في حنقٍ "ليتكِ تُبادليني نصف ما أشعرُ بِه تجاهك، أنا أُحبكِ و أنتِ لا تُقدرين ذلك كي تصفِي نفسك بمتاعي القيمة." ثم تركها مُسرعًا إلى السيارةِ، تنهدت ويندي بينما تشعرُ بالغصةِ في حلقِها، عقلها كان يصرخُ بأنك يا فرانز لم تُحبني، أنتَ تمتلكُني فحسب.
أنت تقرأ
Cherry Trees | أشجار الكرز
Romanceو بينما كان يفوحُ في الهواءِ رائحةُ البارود المشتعل، و حيثُ كانت تقطعُ الطائرات الحربية صمتَ السماءِ، كانت تُحاول ويندي براون أن تحل مُعضلةَ الوطن، بالرغمِ من الحنين الذي يجرفُها بين يوركشاير الإنجليزية، و برلين الألمانية. فهل ستسمح الحرب لأشجارِ ال...