يانكيز ضد بوسطون

3K 217 21
                                    

-

السادس و العشرون من مايو، ١٩٤٠. نيويورك، الولايات المتحدة.

يومٌ مُشمس لطيف في نيويورك، لكن ما جعله مُميزًا هي مباراة فريق نيويورك يانكيز لكرةِ القاعدة ضد فريق بوسطون. و بين المُدرجات و الحشود، كان يجلسُ هُناك ألكسندر هيرمان، برفقةِ صديقِه بيتر سميث و أخته ماري سميث يُطالعان الملعب في ترقبٍ، أعينُهم تُلاحق كرة البيسبول قبل أن يفشل أحد لاعبي فريق الـ يانكيز في ضربِ الكرة ليتمكن ملتقط فريق بوسطون من التقاطعها، ثارت الحشود المشجعة للفريق في غضبٍ، صاح بيتر في حنقٍ "لقد كانت لُعبةً سهلة للغاية لا تستحق كل تلك القوة، بحركةٍ بسيطة كان يُمكنه ضرب الكرة."

في حين ارتفع صوتُ ألكسندر ساخطًا في ألمانيةٍ لم يستطع لسانُه التخلص منها "إن الـ يانكيز اليوم في أسوأ حالاتهم." رمقته ماري مُحذرة "ألكس، أخفضْ صوتك أو تحدث بالإنجليزية." كان ذلك عندما انتبه إليه أحد الرجال في صفٍ قريب منهم.

فتنهدَ ألكسندر في ضيقٍ هامسًا تلك المرة بالإنجليزية "المُباراة سيئة، سأُغادر على أيةِ حال." حاولت ماري الاعتراض "لا تكنْ سخيفًا، يا ألكس. لقد قطعنا تلك المسافة كلها من كاليفورنيا إلى نيويورك لأجل المباراة، كما كنت تنتظر المبارة منذُ زمن." ابتسم ألكسندر بينما يُغلق زر سترتِه ناهضًا عن المقعد "لا بأس، سأستمع لِما تبقى من المباراة عبر المذياع، كما أنني أنتظرُ اتصالاً من أخي، فيجدرُ عليّ العودةِ مُبكرًا لحزم أمتعتي لأجل العودة إلى كاليفورنيا."

"هلّا تناقشتما بعيدًا، نحن نُحاول التركيز على المُباراة البائسة." قالها رجلٌ يسبقهما بصفٍ، فاعتذر ألكسندر سريعًا في خجلٍ "أنا آسفٌ كثيرًا، يا سيدي." ثم لوّح لـ بيتر و ماري سريعًا دون أن يُمهلهما فُرصة أُخرى للتشبث بِه.

و بينما يتخذ أول خطواتِه على درجاتِ السلم تسلل إلى مسمعِه صوتُ الرجل من جديد بينما يُخبر رفيقَه في سُخريةٍ "لقد عرفت للتو سبب سوء المباراة، فالكلاب الألمانية لا تجلب إلا الشؤم."

توقف قدما ألكسندر عن الحراك، ثم استدار نحو الرجل قائلاً في شيءٍ من الغضب "أيها السيد، لقد اعتذرتُ لكَ بالفعلِ في أدبٍ تفتقرُه بشدة. فإذن لا حاجة لتلك الكلمات، أنا لم أُخطئ قط في حقك." ضحكَ الرجل ساخرًا "أليس مُغادرتك لبلدك تُعد خطيئة يا من تتدرج من العرق الأنقى؟"

تنفسَ ألكسندر في ضيقٍ يُحاول تهدئة نفسه، قي حين قفزَ بيتر سريعًا من مكانِه عندما استدرك خطورة ما قد يحدث، أمسكَ بذراع صديقِه يُحاول دفعه بعيدًا هامسًا "لنرحل، يا ألكس." لكن ألكسندر هيرمان كان يقف مُتسمرًا يُطالع الرجلين بيننا يرفعان أيديهما في سُخريةٍ يصنعان التحية النازية.

لم يشعر ألكسندر بيدِه التي لوحت في الهواء نحو الرجل مُسددةً لكمة إلى وجه الرجل جعلته طريحًا في مقعدِه، ارتفع صوتُ صراخ ماري، بينما صاح بيتر في غضب دافعًا بجسدِ صديقِه بقوة "ألكسندر، لتهدأ ليس هُناك داعٍ لكل ذلك."  في حين قال الرجل الذي كان يئن وجعًا "أيها الكلب النازيّ، كيف تجرؤ على فعلةٍ كتلك!"

Cherry Trees | أشجار الكرزحيث تعيش القصص. اكتشف الآن