آخر فصل، كتبته بدموعي :')
قراءة سعيدة.
--- الأول من إبريل، ١٩٤٦، كاليفورنيا، الولايات المتحدة.
كان ألكسندر يقفُ على السلم الخشبي، يلتقطُ حبات الكرز الناضجة من على الغصنِ المُتدلي من الشجرةِ، يستمعُ إلى زمجرةٍ تصدر من حنجرةٍ صغيرة. و بعد التقاط حباتٍ أُخرى، قد امتلأت بها السلة هبط عن السلم قبل أن تتشبث بِه ساره الغاضبة تُحاول الوصول إلى السلة الممتلئة بالكرزِ.
فجثى على ركبتيه قائلاً لها "حتى في اشتهائك للكرز تشبهين والدتك، يا حبة الفراولة الصغيرة أنتِ." تأمل ألكسندر صغيرتَه في سعادة، و قهقه ضاحكًا بينما يراها تملأ قبضتها الصغيرة بالكرزِ، راقبها و هو يشعرُ بالسعادة تنمو داخله، تلك العاطفة التي تتحركُ كلما يرى ساره الصغيرة. قد أدركَ يوم وُلِدَت أن عاطفة الأبوة لا تُقدر بثمن، و أخيرًا استطاع أن يفهم كل ما تحدث ستيفان بشأنه له.
ساره - أو حبة الفراولة كما يدعوها ألكسندر - بلهيب شعرها الأحمر الذي أخذتُه من ويندي، أعينُها الداكنة، و كذلك النمش المتناثر على وجهها، و طبيعتها الثائرة، كل ذلك قد ورثته من ويندي و لم ترث منه شيئًا. تأمل ساره لبرهةً بينما تقفز تارة أو تطارد القطة كريستال تارةً أُخرى، و يتساءل في داخلِه، كيف مضت ثلاثةٌ أعوام بتلك السرعة منذُ مولد تلك الصغيرة.
اقتربت ساره من جديد إليه و التقطت حبة كرز مغمغمة ببعض الكلماتِ قبل أن تحشرها في فمه. فقهقه متسائلاً "إنه شهيٌ، أليس كذلك؟" أومأت له "جميلٌ مثلك، يا ألكس." ضحكَ بينما يمسح بطرف إبهامه ما تلطخ من وجهها بسبب عصارة الكرز الحمراء، ثم نهضَ مُتعجبًا من تلك الفتاة التي ترفض أن تُناديه بـ أبي، و تكتفي بـ ألكس، كما كانت أُمه تناديه تمامًا.
صدحَ صوتُ ويندي في غضبٍ مُوبخًا كريستال التي كانت تُلاحق حمامة صغيرة في الحديقة. "كلا، يا كريستال. حذرتُكِ مِرارًا من الاقترابِ للطيور." كانت الحمامة الصغيرة مُتأذية للغاية إذ طالتها مخالب كريستال بالأذى. انحنت ويندي مُلتقطة الطائر المسكين.
"ما الأمر؟" تساءل ألكسندر مُقتربًا نحو الصهباء، حاملاً ساره فوق كتفيه. حركت ويندي أناملها في رفقٍ هامسة في ضيقٍ "أعتقدُ أنها مجروحة." اقتربَ ألكسندر ينظرُ للحمامةِ عن كثب حيث كانت تحرك جناحيها في حركةٍ خفيفة بين كفيّ ويندي.
"رُبما خائفة فحسب." هكذا عقّب ألكسندر واضعًا يده أسفل خاصة ويندي، و برفرفةٍ أُخرى من جناحيّ الطائر استطاعت أن ترتفع في الجو مُبتعدة في طيرانِها.
كانت ويندي شاردة بذلك الطائر الذي أخذَ يُحلق في السماء، حتى همست في صوتٍ خافت "آملُ أن يعودّ إلى موطنِه سالمًا." ابتسم ألكسندر، و قد لفًّ ذراعيه حول وسطِها، ثم أسندَ رأسه على كتفِها هامسة "و نحنَ أيضًا سنعود قريبًا." التفتت له بأعينٍ مُتلألأة تلتمسُ منه أملاً "اقطع لِي وعدًا الآن."
أنت تقرأ
Cherry Trees | أشجار الكرز
Romanceو بينما كان يفوحُ في الهواءِ رائحةُ البارود المشتعل، و حيثُ كانت تقطعُ الطائرات الحربية صمتَ السماءِ، كانت تُحاول ويندي براون أن تحل مُعضلةَ الوطن، بالرغمِ من الحنين الذي يجرفُها بين يوركشاير الإنجليزية، و برلين الألمانية. فهل ستسمح الحرب لأشجارِ ال...