-
جلسَ ستيفان في تلك الحديقة، يستمع إلى حديثِ أليسون التي كانت تتحدث عن فستانها المفضل الذي تمزق، لكنه كان شاردًا في تلك الصغيرة التي تتحدث باستياء مستندة برأسها على كتفِه، حاول أن يُفرِحَها قليلاً عارضًا "ما رأيكِ بأن نبتاع واحدًا جديدًا؟" فأشرقَ وجهها بابتسامة واسعة، و أمسكت بطرف جديلتها "مع شريطة جديدة لشعري." ابتسمَ ستيفان ممرًا أصابعه على خصلات شعرها الذهبية "و الكثير من شرائط الشعر." حدث ما كان يخشاه و انقضى النهار سريعًا، بعد ان ابتاع لها أقلام تلوين جديدة، و وعدها بأن يذهبا في يومٍ آخر لشراء الفستان بعد أن يأخذ إذن والدتها.
حملها بين ذراعيه بينما يرددان كلمات أغنية ما، بعد أن صفَّ سيارته أمام منزل عائلة زوجته – صوفيا كلينزندورف – و قد خرج لملاقاته كارل كلينزندورف، أخوها. كان ستيفان على علاقة طيبة به. و أراد أن يُلقي عليه السلام. عانقَ ستيفان أليسون بقوة هامسًا في أذنها في حزنٍ "أحبك كثيرًا يا صغيرتي."
كانت أليسون متعلقة بعنقه بقوة، قبل أن تطبع قبلة على وجنتِه هامسة "أنا أيضًا أحبك." بالكاد أنزلها أرضًا و إن لم يودّ ذلك. ضحكت أليسون الصغيرة "سأرسم لكَ لوحة." قهقه قائلاً "اجعليني وسيمًا." ثم ابتسم مصافحًا كارل في ود "كيف حالك، يا ستيفان؟" تساءلَ كارل، فأجابه ستيفان بأنه في أفضلِ حال.
"لا أعلم حقًا كيف أشكرك، أنتَ تعتني بأليسون جيدًا، بحيث لا يبقى لِي شيءٌ قد أتهكم بشأنه." تحدث ستيفان مازحًا، فضحك كارل على تلك المزحة. لقد كان كارل يحب ستيفان حقًا، كان يراه رجلاً طيبًا، ابتسم كارل " رُبما قد أختلسُ من اليوم المقبل ساعتين." قطب ستيفان حاجبيه قائلاً في ضيقٍ مصطنع "ذلك سيجعلني أتهكم أعوامًا مُقبلة."
ضحكَ ستفان، ثم صمت برهة قبل أن يُردف قائلاً "أعلمُ أن لا دخل لِي في الأمر، لكنك صديقٍ مقرب لِي، ستيفان." اضطربت نبضات قلب ستيفان قلقًا، قبل أن يُردف كارل مرة أخرى "لقد سمعتُ عن شجار ألكسندر في ذلك الحفل، يجب على ألكسندر أن يسيطر على قليلٍ من الغضب، فذلك لن يساعده إن كان على علاقة بخطيبة فرانز هوبر السابقة."
نظرَ ستيفان في تشتتٍ، كان يعلم أن الخبر سينتشر كاللهيب، لكنه لا يعي ما حدث تمامًا ما حدث. نظرَ كارل في ريبةٍ إليه مردفًا "ألا تعلم بأنه قد تشاجر مع هوبر؟" هزَّ رأسه نفيًا، فالتزم كارل الصمت، حتى تحدث ستيفان في تشتتٍ "أبلغ سلامي لـ صوفيا." ثم لوّح بيده إلى أليسون الصغيرة، عائدًا أدراجه إلى منزلِه.
صعدَ ستيفان درجات السلم سريعًا، و الغضب يأكله دافعًا باب غرفة ألكسندر بقوة. كان ستيفان غاضبًا للغاية، برغم أنه حاول أن يلتمس لأخيه أعذارًا، لكنه لم يجد له دافع للكذب. ففزع ألكسندر منتفضًا من جلستِه "اللعنة عليكَ يا ألكسندر، أتركت جميع الألمان و ذهبت كي تتشاجر مع هوبر!" صاح ستيفان بغضبٍ، ممررًا أصابعه بين خصلاتِه، يشد على جذور شعرِه بقوةٍ.
أنت تقرأ
Cherry Trees | أشجار الكرز
Romanceو بينما كان يفوحُ في الهواءِ رائحةُ البارود المشتعل، و حيثُ كانت تقطعُ الطائرات الحربية صمتَ السماءِ، كانت تُحاول ويندي براون أن تحل مُعضلةَ الوطن، بالرغمِ من الحنين الذي يجرفُها بين يوركشاير الإنجليزية، و برلين الألمانية. فهل ستسمح الحرب لأشجارِ ال...