-
"أنتَ لم تترك لِي خيارًا، يا ألكسندر." انتحبت ويندي ، صارخةً بِي. كنتُ لا أفهمُ ما الذي تفهوتُ بِه من خطأ، فهمستُ باسمها في تشتتٍ، إلا أنها رفضت الاستماع لحديثي.
حسنًا، بعد أن تركتُ رسالتي للسيد روبرت، أنتظر رده. قد كنتُ كتبتُ في رسالتي تلك بأن أعرفُ رأيه إن أردتُ الزواج بـ ويندي، و الرحيل برفقتها إلى كاليفورنيا. أعلمُ أنه قد كان قرارًا صعبًا، لكن ما تداولته الألسنة عنّا كان صعبًا أيضًا. و قد وعدتُ نفسي بألا أتواصل مع ويندي مُجددًا ، حتى لا أُزيد الطينة بِلة، لكن عارضتني أُمي و أخبرتني أن الأمور لا تسير بهذه الطريقة، أخبرتني أنني يُمكنني أن أتقدم لخطبتها، و البقاء في ألمانيا، لكن تلك البلاد كانت تقتلني حقًا.
لذلك، بعد أيامٍ طويلة، صُمتُ فيها عن رؤيةِ ويندي، و أخذتُ قرارًا بعد أن أدركت أن لا أحد قد نال مني مثلما فعلت ويندي بي، و أنني لن أختار إلا ويندي زوجةً لِي، استمعتُ إلى نصيحةِ أبي، و تقدمت إلى خطبتها.
وصلني ردّ أبيها، بأن الأمر كله يرجع لـ ويندي، و أنه لن يقف في طريقها قط إن أرادتني بالمُقابل زوجًا لها، لكنني كنتُ خائفًا للغاية من ردِها، إذ كنتُ أعرف الكثير من مخاوف ويندي، و قد كان الزواج في أول القائمة. و برغمِ ذلك قد عقدتُ العزم، و ذهبتُ إليها بعد أن تمنت أُمي لِي الكثير من الحظ الطيب.
بينما كنتُ أجلس في صالون منزلهم و تركني والدها يُخبرني بأنه سيبعث لِي ويندي، كي نتحدث. جلستُ أنظرُ إلى يدي في توترٍ، حتى استمعتُ إلى صوتِ خطواتِها الصغيرة، تهبط عن درجات السُلم. نهضتُ سريعًا عندما دلفت، فرؤيتي لها جعلتني أشعرُ بكهرباء تسري في جسدي، و زاد ذلك من توتري فنسيتُ كل الكلماتِ التي جئتُ بها إليها. كان شعرها الأصهب منسدلاً على كتفيها، و قد بدت فائقةِ الجمال كعادتها.
إلا أنها كانت تنظرُ إليّ في عتابٍ، فابتسمتُ في أسف و أنا أعرف سبب ذلك العتاب. و سألت في استنكار رابطةً ذراعيها أمام صدرها "ظننتُ أنكَ قد نسيتني عمدًا." ضحكتُ متأسفًا مادًا يدي كي أُصافحها "اصفحِي لِي." وضعت يدها الصغيرة داخل كفي قائلة في لؤم "كلا، لن أغفرُ لكَ أبدًا.. لقد نقضت كل عهود علاقتنا، يا ألكسندر."
علاقتنا؟ أكنتِ تعنين يا ويندي حقًا أن لنا قالبًا يجمعنا.
أمسكتُ يدها بكلتيّ يديّ، أُحاولُ استعطافها "سامحيني، فأنا مسكين للغاية." أشرقَ وجهها بضحكةٍ صدّاحة "بلا، أنتَ مسكين بالفعل، لقد غفرتُ لكَ ،فقط لا تُكررها تارةً أُخرى." ثم صمتت برهة ناظرةً إلى أعيني قبل أن تُردف "لا تبتعد مُجددًا." أومأتُ لها مستسلمًا لكلِ حديثها، ثم أجلستها جواري حيثُ كنتُ أجلس قبل أن تسألني "حدِثني، ما خطبُك؟ و إياك أن تكذب." اعترفتُ لها في كثيرٍ من الخوف "لن أستطيع البقاء أكثر في برلين، خاصةً بعدما حدثَ تلك الليلة."
أنت تقرأ
Cherry Trees | أشجار الكرز
Romanceو بينما كان يفوحُ في الهواءِ رائحةُ البارود المشتعل، و حيثُ كانت تقطعُ الطائرات الحربية صمتَ السماءِ، كانت تُحاول ويندي براون أن تحل مُعضلةَ الوطن، بالرغمِ من الحنين الذي يجرفُها بين يوركشاير الإنجليزية، و برلين الألمانية. فهل ستسمح الحرب لأشجارِ ال...