-
- الرابع عشر من أغسطس، 1941، برلين.
راقبتُ ألكسندر الذي أخذَ زهرةً من الباقةِ التي أمسكُ بها، ليزرعها بين خصلات شعري الذي صففتُه على شكلِ تاج. يا عزيزي، كيف أستطيع أن أصمدَ أمام حبك الذي سأسقطُ صريعة بسببِه يومًا، ليتني أستطيع أن أُظهرَ لكَ بعضًا مما أشعرُ بِه حيالك.
مالَ ألكسندر نحوي هامسًا "أُحبُّك." كان ألكسندر دائمًا يجد طريقَه كي يجعلني أفقدُ أنفاسي، كنتُ أنظرُ إلى الأزهارِ بين يديّ في خجلٍ أُحاول ترتيب الباقة، أشتتُ نفسي بين خُصلاتي التي أُعيد ترتيبها أيضًا، كنتُ تائهة للغاية، و لا أستطيع أن أجيب لفرطِ المشاعر التي أشعر بها، ذلك الخليط الغريب من الحبِ و الفرح، و التوتر.
تبرّمَ ألكسندر ضاحكًا "بالله عليكِ، انتبهِي لِي لحظةً، و أخبريني أنكِ تُبادليني الحب." ضحكتُ قبل أن أُحيطَ عنقه بيدي، دافنةً وجهي في صدرِه "بلا، أنا أُحبُّكَ بقدرٍ لا نهاية له." استمعنا إلى صوتِ كارلا ساخرة من خلفنا "هلّا التقطما الصورة فحسب، لقد فتكَ بنا المللِ و نحن ننتظر." ضحكتُ بينما نستدير إليها، و قلتُ "يبدو أنكِ نسيت ما حدثَ في يوم زفافكما."
كان يوم زفافي يومًا لطيفًا للغاية، برغمِ التوترِ الذي احتل جسدي لكنه أكثر أيامي فرحًا، و لم أظن يومًا أن السعادة ستتملكني كما تملكت مني اليوم. لكن يَشُقُّ عليّ أنكِ لم تكونِي إلى جواري ذلك اليوم، يا روزالين، فأنا لم أحتجْ قط شيئًا إلا أُختًا، احتجتُ إليكِ كثيرًا، يا روز، و لكن إنْ كُنتِ تتساءلين عن حالي، فاطمئنِ فأنا لم أكن يومًا سعيدة كما أنا الآن، كنتُ سعيدة لأن ألكسندر كان أكثر سعادة مني.
وقفنا أمام المصوّرِ الذي طلب إلى ألكسندر أن يمسك بيدي، التقط ألكسندر يدي برفقٍ ثم طبعَ عليهما قُبلاتِه، ثم نظرتُ إلى آلةِ التصوير، لكن عزيزي أبىٰ أن يُشيح ببصرِه عني، فقلتُ همسًا دون أن أُزيل ابتسامتي عن ثغري "هل يُمكنك أن تنظر للأمام؟ لا تُفسد صورة زفافنا رجاءً، يا ألكسندر."
لكن ألكسندر رفضَ ذلك، متعلّلاً بأنه يودُّ لو تُخلد نظراتِه إليّ، و بالطبع لم أستطع أن أمنع حدوث ذلك، ثم بدأ المُصوّر بالعدِّ واحد، إثنان.
و قبل الثلاثة، همسَ ألكسندر في أُذني "ستعلقين معي إلى الأبدِ، ويندي هيرمان." لكن ضحكاتي الخائنة قد هربت من ثغرِي، ضحكتُ بشدة على طريقةِ نطقه لاسمي الجديد، أنا لم أتوقع قط أن أضحك بتلك القوة، و ها هي صورة الزفاف قد خربت بسببك، أيها المشاغب.
تذمرتُ بينما أُحاول السيطرة على ضحكاتي "دعنا نُعيد أخذ الصورة من جديد، و إياكَ أن تُضحكني مُجددًا." لكنه رفضَ بشدة "كلا، حتى تنظري إليها متى نتشاجر، فتتأكدين كم أُحبُّك، دعيها هكذا كي نجعلها برهانًا أن سعادتنا تكمن حيث نكون سويًا." صمتُّ برهةً لأفكر، كان له دائمًا تلك الطريقة لإقناعي، كما استطاع أن يجعلني أقع في شباكِه.
أنت تقرأ
Cherry Trees | أشجار الكرز
Romanceو بينما كان يفوحُ في الهواءِ رائحةُ البارود المشتعل، و حيثُ كانت تقطعُ الطائرات الحربية صمتَ السماءِ، كانت تُحاول ويندي براون أن تحل مُعضلةَ الوطن، بالرغمِ من الحنين الذي يجرفُها بين يوركشاير الإنجليزية، و برلين الألمانية. فهل ستسمح الحرب لأشجارِ ال...