-
بينما تتخذُ ويندي خطواتٍ مضطربة، بالكادِ ترى طريقها بين دموعها، تُصلي ألا يدعها ألكسندر ترحل. وقفً يُراقبها في حسرةٍ، يتذكرُ كيف غادرت المرة السابقة، لماذا يأبى كلاهما التحدث عن الأمر؟ شتم نفسه، قبل أن يصدح صوته أجشًا مُناديًا "ويندي.." زادت نبضاتها سرعة و قوة، عندما سمعت باسمها، استدارت لا تعلمُ ماذا تقول، كما وقف هو يُفكر في كلماتٍ، زفرَ مُقتربًا منها حاسمًا الأمر"سأدع السائق يرحل، و سأقومُ أنا بتوصيلك.. يجب علينا أن نتحدث."
بلا، يجب أن نتحدث، هكذا فكرت ويندي ،فلم تُحاول الإعتراض، لأنها أرادت بشدة أن تفهم ما حدث. وقف ألكسندر أمامها حائرًا، ثم رفع أصابعه لامسًا يدها في تردد، فسرت رجفة في جسدها، و كذلك قشعر جسده، أراد أن يتأكد أنها حقيقية، و ليست طيفًا صورها له عقله.
همسَ مُستسلمًا "ابقِ.." ثم أسرعً نحو بوابة المنزل تجاه حارس المنزل دون أن يترك لها مجالاً للرفض ،لكن فيما سيتحدثان؟ طلبَ ألكسندر إلى الحارس أن يُخبر سائق ويندي بأن يرحل. راقبتُه بينما يقترب. كان يبدو متعبًا، أمارات الأرق واضحة على وجهه، الهالات السوداء أسفل عينيه، كل ذلك يُخبرها بأنه يحظى بعدد ساعات نوم قليلة للغاية .
لم يبتسم، لم يستطع أن يُزيف ما يشعر بِه، لقد كان حزين و لا يستطيع أن يُخفي ذلك بعد الآن. أخذا يسيران نحو العريشة الموضوعة في الحديقة، يُغطيها أغصان الصفصاف الجميلة. جلست ويندي، و جلس ألكسندر مُقابلاً لها. سألتُه مُستسلمة لخواطرها أن تقودها "كيف حالك؟"
اكتفى ألكسندر بالصمت، أيُخبرها بالحقيقة أم يقول أنه بخير. لكن ويندي قاطعت حديثه هامسة "لا تصمت، أخبرني بكل ما يحدث." نظرَ إليها، نظرَ إلى أعينها اللامعة، بينما كانت خاصتاه يصرخان بقدرِ تعبه .
همسَ في صوتٍ خافت للغاية، و كأنه يخجلُ من كونه يبوح بأمرٍ ما "لقد وصل مرض أمي لطريقٍ لا رجعةٍ منه." انقبض قلب ويندي، لأنها كانت تخشى أن تسمع ذلك، و ما زاد الأمر سوءًا صوت ألكسندر المبحوح، أردف "لقد قضى السل على رئتيها، و اللّٰه وحده يعلم ماذا حدث في باقي أعضاء جسدها." تهدجت أنفاسه و امتلأت أعينه بالدمع بينما يُردف "لياليها يؤرقها السعال الذي لا يخلو من الدماء، و القرحُ قد امتلأ بها فمها، و لسانها. فقط لا يوجد أمل."
ثم شهقَ مُطرقًا رأسه للأسفل لا يُريد من ويندي أن ترى ضعفه الذي انكشف بكل سهولة لها. لماذا دائمًا يبدو ضعيفًا و منهكًا أمامها؟ عندما بكى بعد قصف برلين، و ها هو يبكي من جديد بسبب مرض أُمه. كان غاضبًا للغاية من نفسه الخائنة . بينما اشتد الألم في قلبِ ويندي، فنهضت من مكانها و اتخذت آخر إلى جواره. و دون أن يرفع رأسه شعر بيدها الصغيرة تُربتُ على ظهرِه. نظر إليها و هو ينتظر منها أنه تنظرُ إليه نظراتٍ يتخللها الشفقة، إلا أنها كانت حزينة مثله، أعينٌ ممتلئة بالأسى كخاصتيه .
أنت تقرأ
Cherry Trees | أشجار الكرز
Romanceو بينما كان يفوحُ في الهواءِ رائحةُ البارود المشتعل، و حيثُ كانت تقطعُ الطائرات الحربية صمتَ السماءِ، كانت تُحاول ويندي براون أن تحل مُعضلةَ الوطن، بالرغمِ من الحنين الذي يجرفُها بين يوركشاير الإنجليزية، و برلين الألمانية. فهل ستسمح الحرب لأشجارِ ال...