قراءة سعيدة❤️
-عزيزي ألكسندر،
لا أعلمُ ما الذي سيصيب نفسك عندما تقرأ كلماتي، فأمّا عن نفسي، فأشعرُ بخليطٍ غريب من الشوقِ، و الحزن، و انقضاء السلام، فأنا لم أشهدُ عقلي صاخبًا، غاضبًا هكذا من قبل. فقد ظننتُ أن هامبورج ستنجح في إطفاء العاطفة المتأججة في داخلي، و بحرُ الشمال سيغسل ما ظننتُ أنني أحمله نحوك في داخلي زيفًا. بلا، لا تتعجب. فقد ظننتُ أن تلك المشاعر زائفة، قد نمت بسبب شعور الوحدة الذي كان يجتاحني قبل أن أعرفك، و قد ساعدني في ذلك توافقنا، فكما ذكرت في خطابك الأخير لِي قبل أن ترحل إلى كاليفورنيا - أنتَ رفيق دربي و من يُشاطرني روحي أيضًا.
لقد أصبت في ذلك، يا عزيزي. إلا أن ما شعرتُ به تجاهك، كان حقيقيًا أكثر من حقيقة دوران الأرض حول الشمس. حتى و إن كنتُ لا أُدرك ماهية تلك العاطفة. لكنني أدركتُ حقيقتها عندما أمسكتُ بنفسي تُحاول إنكار تلك الحقيقة المؤسفة، فقد ظننتُ طُوال حياتي بأنني لن أميل لأحدهم، اعتقدتُ أن حصوني منيعة للغاية، إلا أن تداعيها أمامك قد فاجأني، مما دفعني إلى النُكران الشديد. أم أنكَ لم تُلاحظ حِرصي على الهروب من لقاء أعيننا؟
و بذكرِ لقاء الأعين، فأنا أشعرُ بحنينٍ جارف إليه. فعناقٌ واحد من أعينك البندقية سيُطفئ نيران صدري.. و يا ليتني أستطيع أن أنظرَ لكَ مرة أخيرة، حتى أسمح لكَ أن تستكشف هويتي، هوية ويندي الحقيقة، عواطفها تجاهك، رغباتها، و مخاوفها، لأنني كنتُ أعلمُ أنكَ بنظرةٍ واحدة تستطيع أن تستطلع أحلك مخاوفي، لذلك كنتُ دائمًا ما ألُوذُ بالهرب. إلا أنني بغيرِ ندم أودُّ منكَ أن تكتشف ما أخفيتُه عن الجميع، أنتَ وحدك من تستطيع. يؤسفني أن حديثي ذلك سيصلك بعد فوات الأوان، لكن في داخلي أعلمُ أنكَ ستتفهم ما منعني لإرسال الخطاب في وقتٍ أبكر، أليس كذلك؟
آسفة، لأنني قد احتجتُ وقتًا طويلاً لحسمِ الأمرِ. و سأتفهمُ تمامًا إن كنت ترفض أن ترد برسالة، صِدقًا أنا سأتفهمُ غضبك مني، فأنا أيضًا غاضبة مني.
تعلم يا ألكسندر، عندما ترحل من مكان، رغبةً في الهربِ من أمرٍ ما، إلا أنه يظل يُطاردك؟ لقد هربتُ طُوال حياتي من أمورٍ كثيرة، أحببتُ بعضها و بغضتُ بعضها، حتى منك قد هربت - في بادئ الأمر. و لم أهربُ من أحدٍ كما فعلتُ معكَ، لأنني كنتُ أخشى أن تذوب يومًا ما في داخل فؤادي و تنصهر ملتحمًا بِه فلا يُمكن اقتلاعك. بلا يا عزيزي، سيصعبُ عليّ اقتلاعك، و سيشقُّ عليّ. لن يحدث ذلك إلا بأن أُلقي بفؤادي خارجي، و أُصبح من جديد جسدٌ جامد لا روح فيه. يا إلهي ، كيف يُمكنني أن أتخلص من تلك المشاعر اللاذعة؟ لن أفعل أبدًا، لن أتخلص أبدًا من ذلك الفؤاد المُصاب بسُقمِ الحب.
و ما سقمُ الحبِ إلا ذلك الألم الحلو الذي يغزو صدري عندما أُفكر بك، تلك الرجفة التي كانت تسري في أوصالي عندما أراكَ، و الابتسامة التي كانت تأبى مُغادرة ثغري في كل مرةٍ أراكَ تضحك. أنا مريضة بالفعل، فما أفضيتُ يومًا بذلك القدر لأحدهم. ألم أُخبرك أنتَ وحدك ستطلع على ظلامي؟
أنت تقرأ
Cherry Trees | أشجار الكرز
Romanceو بينما كان يفوحُ في الهواءِ رائحةُ البارود المشتعل، و حيثُ كانت تقطعُ الطائرات الحربية صمتَ السماءِ، كانت تُحاول ويندي براون أن تحل مُعضلةَ الوطن، بالرغمِ من الحنين الذي يجرفُها بين يوركشاير الإنجليزية، و برلين الألمانية. فهل ستسمح الحرب لأشجارِ ال...