خطأ...
أن تخدع نفسك
وتنغمس في أوهامك
وتغلق عينيك أمام نور الواقع
وتحاول أن تخفي
شمس الحقيقة بأناملك
كي تتيح لنفسك فرصة الاحتفاظ بأحاسيس ومشاعر
لا تمت للواقع بصلة
لـ شهرزاد الخليج
أوقف أسمر السيارة أمام الباب الأمامي للقصر الذي حوى بين جدرانه امرأة كانت بمثابة شقيقة له... لا بل أم ثانية له بعد أمه, لازال حتى بعد هذا العمر كله يفتقد وجودها حوله, لقد كانت حقا هدية من السماء له وقد عاونته كثيرا داعمة إياه بعد انتهاء الحرب قبل أعوام عديدة, تمتم لها بدعاء للرحمة قبل أن يزفر متنهدا ثم ترجل من السيارة مغلقا إياها خلفه وصعد الدرجات القليلة قبل أن يضغط على زر الجرس ليقف منتظرا, ولم تمر أكثر من بضعة لحظات قبل أن تفتح خادمة صغيرة في السن تنظر له بتهذيب ليخبرها بهدوء أنه قد أتى ليقابل السيد الكبير وابنه راغب, سألته: وأخبره من الذي يريد مقابلته؟!
أخبرها اسمه فتراجعت للخلف خطوتين مشيرة له بيدها قائلة له بتهذيب: تفضل بالدخول!
أرشدته لغرفة الاستقبال وجلس على إحدى الأرائك لتنسحب هي من الغرفة متجهة للسيد الكبير, انتظر أسمر في مكانه مطرقا برأسه قليلا غارقا في أفكاره, لا يدري إن كان راغب قد يوافق على الصلح, ولكنه متفاءل خيرا, فكون معز قد جاء له وعاونه في الاستقرار بعد العودة يدل على أن الأحقاد القديمة قد رحلت لسبيلها, ولكن من جهة أخرى هو لم يعاني من مشاكل مع أحد سوى راغب, تمتم بخفوت: ما يريده الله هو ما سيكون!
ارتفع رأسه عندما سمع صوت خطوات قريبة منه لينهض من مكانه قبل أن ينظر وقد اعتلته المفاجأة عندما رأى الجد على مقعد متحرك, نوعا ما لم يكن يتخيل ذلك الرجل في مقعد كهذا, فمما يذكره عنه أنه كان يشع بالحيوية على الرغم من عمره الكبير, ولكن هذا الرجل أمامه لم يكد يعرفه سوى من عيناه الزرقاوين التي أورثها لأولاده, لم يلحظ في بادئ الأمر وجود رجل آخر بجوار الجد قبل أن يلمح ساقا بنطال لتنتقل نظراته التي استطاع بالكاد أن يسيطر على تعابيرها الذاهلة لأعلى ليبصر وجه مألوفا آخر له وإن لم يمر الزمان دون أن يترك به آثاره, تحرك للأمام خطوة ليمد يده نحو الجد الذي تلقاها بابتسامة سائلا إياه: كيف حالك أسمر؟!
بادله أسمر الابتسامة شاعرا بجزء من توتره يخفت مع استقبال الجد له, قائلا: بخير حال سيـ... أبي!
عدّلها سريعا كاتما ضحكة كادت أن تفلت منه عندما رأى النظرة التي أعطاها له الجد, ترك يده ثم التفت ليمد يده بشيء من التوتر نحو الرجل الأكبر منه سنا: كيف حالك راغب؟!
![](https://img.wattpad.com/cover/243867552-288-k316601.jpg)
أنت تقرأ
في ظلال الشرق - ج1 من سلسلة ظلال -
Romance"دمارنا يبدأ من الداخل" عبارة تنطبق على النساء والمدن فما من مدينة سقطت إلا وكان السبب أبناء تبرأوا منها وباعوها للغازي وما من امرأة سقطت إلا وكان السبب... رجلا!! أندلس... القاهرة... دمشق ثلاث نساء سقطن في غياهب الألم بسبب رجال لم يحفظوا عهدهم سواء...