الفصل السادس عشر

1.4K 129 82
                                    

*
جينيت

كنت أكتب رسالة لوالدي و استفرغت دون سابق إنذار.،ربما يعود السبب للخوف و القلق...

"هل أنت بخير؟" لم أسمع صوت الباب يفتح حتى لكن ها هو ذا فيلكس أمام يسأل عن حال و كان يجدر بماركوس أن يكون هنا ليس أخاه!

"نعم أنا بخير." قلت بسرعة لكنه لم يرحل.

"وجهك شاحب! سأطلب الحكيم." آخر ما أريده هو أن يران أحدهم و أنا بهذه الحالة لكن فيلكس غادر مسرعا بالفعل.

*
ماركوس

بعد صراع دام نصف ساعة مع توم قررنا سرقة ثياب الحرس فقط و ترك البقية مربوطين هنا حتى يعثر عليهم أحد المارة.

نظرة لكوزيت بشفقة قبل أن أتبع المجرمين، لو كانت تكرهني من قبل ستبغضن بالطبع الآن...

"كان هذا سهلا!" أعلنت جاكلين بجانب.

"حسنا لنتفرق هنا." قلت أخيرا، لقد طالت هذه المهزلة أكثر من اللازم و لو أسرعت الآن ربما ستسامحني كوزيت.

"ماذا لم تأخذ حصتك من الغنيمة بعد!" إعترض توم بينما تشبتت جاكلين بذراعي قائلتا: "ابق حتى تتعرف على المتمردين!"

متمردين؟ هل تقصد الجنود؟ شعرت بتغير الاجواء من حولِ و نظرات توم القاتلة التي يوجهها لجاكلين أكدت ذلك...جنود، سرقة لست عبقريا لكن أشم رائحة مشكلة كبير....

*
كوزيت

رفعت رأسي عاليا كي أرى النجوم الساطعة في السماء، المنظر جميل حتى مع صوت شخير كلارا و الحبال التي ستخنقني.

"هل تظنين أن الملكة سترسل أحدا للبحث عنا؟" سألت لونا و هذا لا يهم، لنبقى هنا بعيدا عن القصر و جدرانه العالية التي تخف كل هذا الجمال، بعيدا عن ماركوس الكاذب و جينيت المزعجة، بعيدا عن أبي و أخي و الجميع!

"نعم بالتأكيد." أجبت بهدوء، علي التحكم بأعصاب! الحراس لم ينطقوا بكلمة منذ أن أقتلعت ثيابهم و كلارا نائمة كالطفل الرضيع بينما لونا صامتة و جامدة كالنبتة، علي أن أكون قوية لأجلهم و لأجل نفسي.

سأقتل ماركوس و أصبح ملكة! لن أهتم لو لطخت يدي بالدماء ما دمت سأحم الأشخاص المهمين لدي و ولي العهد ليس واحدا منهم.

*
جينيت

فحصني الطبيب مرتين قبل أن ينظر إلى الممرضة بقلق، لا أعلم ماذا يجري و لا أهتم حقا. لن أحزن حتى لو أخبرن هذا الرجل أن لدي وباء قاتل سينهي على حياة.

"أنت حامل مبارك." أنت حامل مبارك أنت حامل أنت حامل مبارك أنت حامل مبارك

*
ماركوس

تبعت توم و جاكلين إلى مستودع قديم حيث فوجئت بالعدد الهائل من الناس، ليس الجنود وحدهم هنا بل قرويون أيضا رجال و نساء حتى الشيوخ!

"تعال." قال توم مشيرا إلى المصطدة حيث يقف رجل ضخم، بلعت ريقي ثم ألقيت نظرة أخرى على القاعة. كل من في هذه الغرفة يكرهني و يكره عائلة و ها أنا ذا بينهم وحيد و غير مسلح و المخرج يبدو بعيدا أكثر من اللزوم.

وقفت خلف توم و جاكلين بينما يتكلم العملاق الذي أمامنا:" كم مرة احتقرونا!" صرخ فرد الحضور في آن واحد:"طفح الكيل لا للعائلة الحاكمة!"

"تعيش الدموقراطية." قال أحدهم و رغم أن لا أعلم ما معنى هذه الكلمة الغريبة إلا أن أخشاها بالفعل.

*
جينيت

شعرت بالغرفة تدور من حول و أشك أن هذا بسبب الحمل...حمل يا إلهي!

وضعت يدي في بطني بينما يتمسك فيلكس باليد الأخرى و لا اعرف كيف أو لما تشابكت أيدينا و هذا لا يهم فأنا حامل من الملك المستقبلي الذي تجاهلني و حبسني في هذه الغرفة لأيام.

"حامل؟"  خرجت الكلمة بصعوبة و يبدو أن الطبيب البارد أشفق علي لأنه أكد لي بنبرة رقيقة:"نعم حامل يا آنسة."

"مبارك." همس فيلكس في أذني و لا أعلم لما يتكلم بصوت خافت أو لما أبكي الآن كل ما يهم هو أن هذا الطفل سينقذ حياة.

*
كوزيت

في النهاية ماركوس يفي بوعوده لأنه عاد مع عربتين ملكيتين لإحضارنا، استمتعت برأيته يمثل دور المستغرب و القلق حيالنا أمام صديقتي و الحرس كما لو أنه لم يساعد في هذه العملية.

"آسف على التأخير." قال لي و لي وحدي بينما يساعد الحرس لونا و كلارا في الصعود على متن العربة.بعد أن تأكدت من دخولهما بسلام أعدت إنتباه لهذا المغفل الذي قال :"لنعد إلى المنزل."

لا أعلم أي منزل يتكلم عنه لأن ذلك القصر الفخم و المخيف كان و سيكون مجرد قفص بالنسبة لي، لكن وجه ماركوس شاحب و يبدو متعبا للغاية لهذا صعدت برفقته و ربما لهذا سمحت لرأسه العفن أن يستقر على ذراعي حين انطلقت العربة نحو...المنزل.

*
ماركوس

صراخ الناس في تلك الغرفة و وعودهم بأن يقتلوني أنا و كل من أحب ستطاردني مدى الحياة لكن الآن و فقط الان سألقي برأسي و ما بداخله من هموم على الفتاة التي بجانب.

"لقد وصلنا." سمعتها تقول لكن لا أرغب بالنهوض! فور خروج من هذه العربة ستكون هناك مسؤوليات أنا أعجز على تنفيذها و أشخاص لا أريد تخيب ظنهم بي...

"لقد وصلنا!" كررت كوزيت و هي تهزني ظنا منها أن نائم، ابتسمت رغما عني قبل أن أفتح عيني و ها هي ذي أمام، أريدها و أكره ان أريدها لذا أسرعت بالخروج من هنا قبل أن أندم.

إغتيال الأمير الوسيم {1}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن