فصل واحد و ثلاثين

1K 105 101
                                    

*
جينيت

رأية إبتسامة الأطفال الصادقة ملأت قلبي بسعادة لا توصف،كنت أوزع الطعام لهم حين استصدمت بصبي صغير.

"هل أنت بخير؟" سألته قبل أن ألاحظ الدموع التي تملأ عينيه. حين لم أحصل على أي جواب منه إنحنيت لأكون بنفس قامته و قلت:"يا لك من شاب وسيم! ما إسمك؟"

"لوكاس." همس بصوت شبه مسموع، من الواضح أنه يريد الإبتعاد عني لكن الفضول منعني من تركه في حاله:"لماذا تبكي؟ هل ضايقك أحدهم..."

"نعم والدي فعل." المسكين بدأ بالبكاء بحرقة الآن جاعلا الجميع يحدق ناحيتنا.

"أين هو لأعاتبه!" قلت لأرفع معنويات لوكاس لكنه لم يجبني هذه المرة بل و ركض بعيدا.

*
ماركوس

خطوة للأمام، خطوة للوراء و اهجم! عادة ما تكون المبارزة كرقصة جميلة لكن الجدية التي يلعب بها خصمي جون نزعت كل تلك البهجة من اللعبة.

"بهدوء نحن لسنا في حرب!" وبخت موقفا المعركة.

"آسف مولاي." رائع الآن أشعر بالأسف عليه، ما ذنبه لو لم يكن فيلكس هنا للعب معي؟

كنا لنبقى هكذا لساعات لولا تدخل توم:" جلالتك والد الملكة جينيت يطلب موعدا مع حضرتك." لقد نسيت وجوده في القصر تماما و ليس لأن شخص سيء بل لأن أبي في القانون نادرا ما يغادر غرفته المريحة منذ أن انتقل إلى القصر.

" أخبره أن قادم." أمرت توم ملقيا سيف على الارض.

"مولاي شكرا لمجيئك!" قال السيد جولير معانقا إياي بشدة، تقنيا لمس الحاكم بهذه الطريقة الفظة ممنوع حتى لو كان من طرف العائلة لكن كيف لي أن أشرح كل هذا لتاجر؟

"لا بأس، هل أردت التكلم معي؟" سألت و قد جلست بجانبه.

"في الحقيقة إحتجت لإخبارك بسر عائلي..." قال العجوز بتعب،سر؟

*
كوزيت

"تفتحين مدرسة للبنات حقا؟!" صرخ ماثيو في وجهي و كنت أعلم أن زيارته بلا سبب لن تجلب سوى المشاكل.

"ماذا هل أزعجتك فكرة في شيء؟" سألت لأن حقا مستغربة من ردة فعله.

"كوزيت كوزيت كوزيت أختي الجميلة في المرة القادمة أعلميني قبل فعل أي شيء سخيف حسنا؟" لا أعرف ما هو المستفز أكثر كلامه أو نظرته المتدنية تجاه.

"أين السخف في فتح مدرسة للفتيات؟" أنا أصيح الآن و أكره كيف يفقدني أخي الكبير صوابي بسرعة، لاشك أنه قادر على توقع كل أفعال.

"السخيف هو كيف رضيت بمكانتك الحالية، لا و تتكلمين مع ماركوس كما لو أنه لم يتسبب في مشاكلك كلها، ترى هل حملك منه جعلك تتخيلين حياة مثالية معه و مع جينيت و طفلها هي الأخرى!" أغمضت عيني و أخذت نفسا عميقا قبل أن أرد على هذا الكلب:" بالطبع لا لدينا خطة للتخلص من جينيت ستغويها هل نسيت!"

"ثم نقتل ماركوس أم أنكي نسيت هذا الجزء؟" إتهم بكل ثقة كما لو أنه يقرأ أفكاري.

"لا لم أنسى بل كيف لي أنسى الوحش الذي تريد مني أن أكون!" خرجت هذه الكلمات دون وعي مني.

"كلانا نعلم أنك كنت وحشا بالفعل." رد ماثيو و رغم أن أكره الإعتراف بهذا أعلم أن كلامه صحيح.

*
جينيت

سألت إحدى العاملات في الميتم عن هوية لوكاس فأسرعت بالشرح:" والده مشغول للغاية لهذا تركه هنا تلقائيا، هل أزعج فخامتك في شيء؟"

"لا أبدا لكن بدا لي حزينا للغاية عكس بقية الأطفال هنا." كما أنه يذكرني بشخص ما،بفتاة صغيرة قضت طفولتها وحيدة بسبب إنشغال والدها في عمله،كانت تنتظر عودته كل ليلة بينما تحاول أن تسلي نفسها بالخياطة أو الطبخ لكنه دائما ما كان يعود بعد أن تخلد الطفلة إلى النوم، مرت السنوات و كبرت الفتاة و بدأت بالعمل بجوار والدها...حتى أنها إلتقت بأمير كسر قلبها و حقق كل أحلامها في آن واحد.

"أنت هنا جيد! هل أنت جاهزة للعودة الآن؟" سأل فيلكس و شعره منتوف تماما بعد أن طلبت إحدى الصغيرات تصريحه له.

"ليس بعد هناك شخص أود أخذه معي." أجبته قبل أن أدع أصابعي تصفف خصلات شعره المبعثرة.

*
ماركوس

"سر؟" كررت في حيرة من أمري، لماذا قد يشارك والد جينيت أي سر معي؟

"إنه يخص والدة إبنة الوحيدة جينيت." شرح التاجر، لا أعلم الكثير حول المرأة التي حملت ملكة في بطنها لتسعة أشهر سوى حقيقة هربها و تركها لإبنتها الرضيعة ذون تردد.

"ما بها؟" تسائلت مقتربا منه أكثر.

"أولا عدني أنك لن تخبر جينيت بشيء!" طلب السيد بإلحاح و لم أجد حلا سوى القبول:" نعم أعدك."

بعد أن أخرج نفسا عميقا تكلم والد حبيبة:"والدة جينيت هي من النبلاء تسمى ماري مالوفر."

تجمدت للحظات و أقسم أن فم فتح في دهشة و بقي كذلك لثواني معدودة، أخيرا إستطعت تجميع شتات نفسي و قول:" هل أنت جاد؟! ماري مالوفر... زوجة الوزير الأول و أم لكل من زوجة و جنرال؟ تلك الماري التي تتحدث عنها."

جوابه الوحيد كان إيمائة بسيطة.

إغتيال الأمير الوسيم {1}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن