الفصل الخامس عشر

1.4K 144 16
                                    

*
ماركوس

"قلت لك أنا ولي العهد يا هذا!" صرخت لكن الحارس استمر بالسخرية من خلف القضبان :"نعم و أنا إمبراطور مملكة جينثيا."

"لا لعبت الشطرنج مع إمبراطور جينثيا و هو لا يشبهك في شيء أيها الوغد اخرجني من هنا." ضربت القضبان للمرة الألف لكن دون جدوى هذه الزنزانة اللعينة غير قابلة للكسر.

إستلقيت في السرير العفن لساعات، هل تشعر جينيت بنفس الشعور الذي أشعر به الآن؟ أغلقت عيني لأبعد صورتها من مخيلة لكن لا جدوى من ذلك.

كنت على وشك الخلود إلى النوم حين فتح الباب ليدخل شاب في نفس عمر أو ربما أكبر بسنة، شعره أسود متسخ و ثيابه رثة حتى وجهه مليأ بالقذازة مع هذا نظرة واحدة منه جعلتني أتراجع إلى الخلف.

*
كوزيت

"هل ما زلت تفكرين فيها؟" سألت كلارا، نحن في طريقنا إلى القصر و لونا تشعر بالذنب لإحضار إلى تلك المشعوذة لهذا كذبت قائلتا:"لا أنا بخير."

ملكة الدماء...جزء من سعيد لوصف بالمملكة لكن الدماء و اللعنة التي تأتي مع هذا اللقب تخيفني.

"لا شك أنها كانت مريضة فقد قال الطبيب أنه أغمي عليها بسبب التعب." كلام لونا منطقي و سيكون من الأسهل تصديق ما تقول بدل القلق حول أمور غريبة كهذه... ليتن أختار الطريق السهل و لو لمرة.

حاولت التركيز على المناظر الخلابة خارج العربة، سندخل قلب الغابة قريبا.

*
ماركوس

جلس الغريب في الجهة الأخرى من السجن و لم ينطق بكلمة، هناك هالة غريبة حوله.لا يبدو أنه مهتم بمكان تواجده هنا عكس أنا.

مرة ساعة من الصمت المزعج قبل أن قرر النهوض و التقدم نحو الباب ليفتحه بشعرة من رأسه! أسرعت بالنهوض لكي أتبعه نحو الحرية.

أمامنا كانت هناك فتاة ذات ذفيرتين تجلس على الأرض و ملل واضح على ملامحها و بجانبها جسد جنديين غارقين في سبات عميق.

"لماذا تأخرتِ!" عاتب الشاب، صوته ليس كما تخيلته ليس و كأن هذا مهم.

"من هذا؟" سألت الشقراء مشيرتا بإصبعها نحوي، هذا جعل الشاب يلتفت إلي كما لو أنه لاحظ وجود الآن و حسب.

"من تكون؟" سأل هو الآخر، يجدر بي العودة للقصر بما أن الطريق مفتوح بدل من الحديث مع مجرمين خطيرين.

"أنا مارك." هذه ليست كذبة بما أن فيلكس يناديني بمارك أحيانا.

"مارك إذن، لماذا كنت في الزنزانة." سألت الفتاة بحميمية زائدة.

"ضربت رجلا." أجبت ببساطة مما جعل كلاهما يبتسم.

"ما رأيك أن تأتي معنا؟" اقترحت الشابة و لم يعترض الشاب و سيكون مسل العيش كمارك شاب يضرب الناس و يحبس في زنزانة مع مجرمين رائعين ليوم واحد...

"حسنا!" قلت ثم ركضت برفقتهما إلى الخارج.

*
كوزيت

توقفت العربة فجأة في منتصف الطريق و معها حبل أفكاري.

"ماذا يحصل؟" سألت كلارا قبل أن أشير لها بالسكوت، بهدوء فتحت باب العربة لكن فور فعل لهذا استقبلني سكين على رقبة.لم يقتلوا أحدا منا حتى الحراس و كلارا التي لم تكف عن الصياح منذ أن ربطونا أرضا.

"ماذا ستفعلون بهم؟"لفت انتباه صوت مألوف فرفعت رأسي حيث إتقت عيني مع المتحدث، لا يمكنني رؤية شيء سواهما خلف هذا القناع السخيف.

"نسرق المجوهرات، الثياب و العربة." أجاب صوت فتاة في الخلف.

"الثياب!" صرخت كلارا في أذني، حقا صياحها يزعجني أكثر من إحتمالية موت هنا على أيدي هؤلاء الغرباء.

"ليس الثياب!" قال الشاب المقنع و مجددا هناك شيء يجذبني إليه، ربما هذا عقلي يحاول حماية من الخوف عن طريق مشاعر رومانسية أو أن الصبيان المقنعين هم نوعي المفضل....

*
ماركوس

كل شيء خرج عن السيطرة! لم أعتقد أن الشاب (الذي اسمه توم) و الفتاة (التي أخبرتني أن أناديها جاكلين) سيتهجمان على عربة ملكية! و لم أعلم أن كوزيت و صديقاتها سيكونون بداخلها! و لم أعلم أن توم سيجبرني على إرتداء قناع يسبب الحكة!

كل شيء تحت السيطرة أخبرت نفسي، لا أحد تأدى إلا الآن هذا لو لم نأخذ بعين الإعتبار آذاننا المسكينة التي ستنفجر بسبب صراخ كلارا لكن نحن بخير، كوزيت بخير و...

"هي مارك! تعال إلى هنا و ساعدني في نزع مجوهراتهن." نادت جاكلين، بقدمين يرتجفان تقدمت نحو كوزيت و حاولت نزع قلادتها بهدوء. ما إن اقتربت منها حتى ركلتني بساقها المقيدة.

"لا تخاف هذا أنا." همست في اذنها، شاهدت اللحظة نفسها التي تعرفت علي حيث تحول غضبها إلى حيرة ثم إلى إزعاج قبل أن تهمس بدورها:"ماذا تفعل هنا؟ هل جننت!"

ابتسمت رغما عني، كوزيت تبقى كوزيت حتى لو تم تقيضها في وسط غابة خالية رفقة مجرمين مسلحين.

"لا وقت للشرح، هل تثقين بي؟ " سألت بسرعة متفقدا جاكلين التي لا تزال تحاول إغلاق فم كلارا بينما ينزع توم مجوهرات لونا بلا أي صعوبة، لا أعلم لو يعود ذلك لمهاراته أو لهدوئها.

"لو كنت آخر إنسان على وجه الأرض لما وثقت بك." رغم جوابها المنطقي إلا أنها تركتني أنزع مجوهراتها الآن.

إغتيال الأمير الوسيم {1}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن