الفصل السادس و العشرين

1K 105 96
                                    

*
كوزيت

قرأت أن الحرية هي إتخاذ المرء لقراراته دون ضغط أو إجبار من طرف آخر مما يعني أني حاليا حرة في الرحيل من هنا كما أن حرة في العودة و المحاربة من أجل لقب الملكة.

حاولت وضع لائحة في عقلي أضع فيها كل الحلول و ما سينتج عنها لكن والد لوكاس ليس بالإنسان الصبور و هو ينتظر مني أن أتحرك أو أخبره بالخطوة القادمة.

"ما إسمك يا سيد؟" سألت محاولة تلطيف الجو قليلا.

"خادمك الوفي ليو." أجاب بجدية و تسائلت هل دائما ما يتعامل بهذه البرودة حتى مع إبنه لوكاس؟ فكرت في عائلة كيف أن لو هربت من هنا لن أكلم أبي مجددا أو حتى أتحمل إزعاج ماثيو لي مرة أخرى...

"حسنا ليو جهز لي عربة و بسرعة سأعود إلى القصر." أعلنت فركض ليو خارج المنزل لتنفيذ الأمر.

"لوكاس هيا لنتاول الحساء قبل أن يبرد." إقترحت بلطف و قد انحنيت لأكون بطوله.

"ألن ننتظر أبي؟" سأل المسكين كما لو أن والده لم يتجاهله بالكامل.

"لا سيكون بخير." أجبت ببساطة قبل أن أجلس و أستمتع بآخر وجبة لي في هذا الكوخ.

*
ماركوس

"سمو الملك ماركوس و الملكة جينيت." شاهدت إستغراب الشعب من ظهور محظية بدلا من زوجة لكن الحيرة سرعان ما تحولت إلى تحيات و إبتسامات حين تقدمت جينيت الملكة جينيت و عانقت الشعب شعبها... أناس عاشت بينهم و كبرت معهم، أشخاص يستطيعون الوثوق بها و بعدالتها.

"لقد فعلتها يا بني." سمعت أمي تقول بحسرة بينما يكلم الوزير الأول إبنه، لا يمكنني سماعهما من هنا لكن يبدو أن ماثيو يتعرض للتوبيخ من قبل والده.

"مولاي الأميرة كوزيت أقصد الملكة كوزيت أقصد السيدة كوزيت هنا." همس جون في أذني، لا ألومه لو لم يعلم مكانة زوجة الإجتماعية لأن أنا الآخر حائر في أمري. ماذا تكون زوجة ملك دون لقب ملكة؟

"أخبرها أن قادم فورا." أسرع جون إلى الداخل بينما توجهت لإخبار جينيت بالوضع الحالي.

"كوزيت عادت، سأذهب لتفقدها هل تستطيعين المواصلة بدون لفترة قصيرة ملكة جينيت؟" سألتها برفق خوفا من أن تغضب مني لكنها اكتفت بالإبتسام و تحية الشعب.

"لا تقلق بشأني يا ملك ماركوس لن نخذلك! " أجابت بضحكة رقيقة.

"نخذلك؟ لما الجمع؟" سألت مكشرا عن أسنان أنا الآخر.

" أنا و ابنك! "ردت واضعتا يدها في بطنها، قبلت جبينها ثم تركتها لتهتم بالحضور.

*
جينيت

"أنت جيدة." إلتفت لأجد الجنرال مالوفر خلف مباشرة.

"عذرا؟" سألت مبتعدتا خطوة إلى الخلف، لا أحب كيف يسمح ماثيو لنفسه بالإقتراب مني كما لو أننا أصدقاء حميمين و كيف يبدو مهتما بالقدوم إلي فقط حين يرحل ماركوس.

"أنت جيدة مع الشعب بالطبع ستكونين كذلك لأنك واحدة منهم..." قال و هو يضحك مع نفسه مما جعل بدني يقشعر، ليس و كأن صوته مخيف أو غير جذاب بل بالعكس كل شيء فيه يصرخ المثالية مما يجعله أكثر خطورة.

"شكرا لك... لحظة هل هذه مجاملة؟" تسائلت و أنا في حيرة من أمري.

"نعم هي كذلك." أجابني بلا تردد، حل الصمت بيننا لكنه لم يرحل أو يبعد نظره عني...

"جلالتك الملكة السابقة ترغب بالحديث معك." قال فيلكس مقاطعا مهما حصل هنا مع ماثيو مالوفر.

*
كوزيت

عندما تقضي ثلاثة أيام في كوخ سيبدو القصر العملاق أضخم بكثير من ذي قبل، جلست بجانب الشرفة كي أشعر بالنسيم يداعب خصلات شعر المنفوش( لم أصففه من يومين) بينما أنتظر قدوم ماركوس.

أول ما فعله زوجي العزيز هو إحتضان بقوة،الشخص الذي يراه قد يظن أنه اشتاق إلي فعلا.

"هل عدت بإرادتك؟" سأل كما لو أن هذا سيغير من شيء.

"لا يهم كيف أتيت المهم أن و الطفل هنا." وضعت يدي في بطن لتعزيز كلام، ليته يعلم أن لا شيء  سوى الحساء موجود في الداخل.

"نعم معك حق أنا آسف على كل ما بدر مني و..." قاطعته قبل أن يقول المزيد من الترهات:"و جينيت خرجت للشعب كالملكة الجديدة مما يجعل مني ماذا بالضبط؟ محظية، جارية أم خادمة عندك؟! "

"كوزيت أنت زوجة و حامل بطفل أليس هذا كافيا بالنسبة لك؟" أبعدت يده عني كي لا تشتتني لمسته عندما أقول الكلمات التالية:" لا شيء مما قدمته لي سيكون كافيا يا ماركوس! أنا لم أرد هذا الزواج من البداية، لقد أرغمني والدك و أدخلني في هذه الشبكة المزعجة و الآن و بفعلتك هذه لقد أخذت مني الأمل الوحيد في أن أكون سعيدة خلف هذه الجدران."

*
ماركوس

ماذا تقول لشخص يقول أنه سجين في بيتك؟ لا شيء لهذا إكتفيت بالصمت.

"ألن تقول شيئا؟" سألت كوزيت بعد أن مر على سكوت دقائق عديدة.

"إرتاح جيدا." هو أفضل رد وجدته  قبل أن أترك كوزيت و أغلق الباب بهدوء، في الخارج كان ينتظرني توم مع حارسين آخرين.

"من اليوم كوزيت حرة في الخروج متى تشاء إلى أين تشاء دون طلب الإذن من أحد.أعلم مرافقتها بهذا هي ستوصل الخبر لها." أمرت بوضوح تام مع هذا سأل توم:"ألن تطلب الإذن حتى منك أنت؟ هل تظن أن هذا هو أفضل عقاب لشخص هرب منك لأيام."

"هذا ليس عقاب و لا تناقشني." لو أرادت كوزيت أن تكون حرة إذن فلتكن حرة.

إغتيال الأمير الوسيم {1}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن