*
جينيتكنت في طريق إلى جناح ماركوس فقد غاب كل من كوزيت، فيلكس و هو عن مائدة العشاء و إطررت للإستماع إلى الملكة تصرخ على الخدم و علي أيضا دون سبب معين لكن لا بأس هي حزينة فقط و...
إصتدمت بشخص ما و أنا غارقة في أفكاري، شعرت بجسدي يسقط ثم توقف حين أمسكت بي يد قوية مانعتا إياي من الإرتطام أرضا.
"هل أنت بخير؟" أين سمعت هذا الصوت المألوف، رفعت رأسي لأرى صاحب الشعر المجتعل مثل أخته... ماثيو مالوفر.
"أنا.. أنا بخير!" تلعثمت بصوت أعلى أكثر من اللازم مما جعل إبن الوزير الأول يبتسم لغباءِ. رغم أنِ بخير الآن و فوق قدمي إلا أنه لم يفلت يدي بعد و يجدر بي أن أبتعد عنه بدلا من مواصلة التحديق في وجهه و محاولة تذكر أين رأيته؟
"جينيت صحيح؟" أومئت رأسي إيجابا على سؤاله.
"هل تعلمين أن إسمينا لهما نفس المعنى! ؟" قال و عينيه يلمعان بتلك الشرارة التي شاهدتها عند الأطفال حين يتحمسون لشيء ما.
"نفس... المعنى؟" سألت مستغربة من الأمر.
"جينيت يعني هدية من الله و ماثيو كذلك." شرح ببساطة و لم أعتبر نفسي أبدا كهدية أنا الطفلة الغير الشرعية التي جلبت العار لأمي حتى هربت تاركتا إياي و أبي الذي رباني وحيدا...
"من سماك جينيت؟" سأل ماثيو، لما مازال يتكلم معي؟
"أبي." أجبت بحزن، لم أرى والدي منذ التمرد و رغم أنه أرسل لي رسائل عدة يخبرني فيها أنه بخير إلا أن الكتابة وحدها لا تكف! أريد حضنه و الحديث معه وجها لوجه، كما كنا قبل أن يأتي ماركوس...
"حسنا آنسة جينيت إعذزيني لدي عمل مهم." قال و قد انحنا إحتراما لي و فعلت المثل قبل أن أشاهده يذهب.
لم ألاحظ حتى رحيله أنه ترك بصمة حمراء في يدي من شدة إحكامه لقبضته.
*
ماركوس"أين ماثيو؟" سأل فيلكس و قد جلس بقرب.
"أرسلته للقصر كي يتفقد الأحوال هناك." لاشك أن أمي ستفقد صوابها لو لم تكن قد فقدته بالفعل.
"هل تظنها بخير؟" سأل فيلكس مجددا لكن إلتفت للنظر إليه هذه المرة.
"كوزيت؟ نعم بالطبع ستكون بخير! ألم ترى كيف قطعت رأس الجنرال دون لحظة تردد دون أن ترمش حتى." أعلم أن في صوت إشمئزاز الآن لكن لا أستطيع منعه.
"ماذا لو حصل لها شيء؟" أصر فيلكس بقلق مزعج.
"توقف عن إخافة الآن! لن يحصل لها شيء..." هذا أكسبني نظرة غضب منه.
"ماذا؟" سألت مستغربا من تصرفات أخي الصغير.
"لماذا قبلت بالزواج منها لو كانت رخيصة عندك لهذه الدرجة!" الآن هو يصرخ في وجهي.
"هل جننت؟ تعلم أنه قرار والدنا! لم يكن لدي خيار." الآن كلانا يصرخ.
"و هل لم يكن لديك خيار حين أحضرت جينيت إلى القصر؟ كل ما فعلته هو جرح مشاعر كوزيت المسكينة!" بصق فيلكس و لا أعلم ما حصل أقسم لم أرد هذا لكن يدي تحركت وحدها نحو وجهه.
لكن حتى قوة اللكمة لم تؤذي أخي بقدر الكلمات التي خرجت من فمي بعدها:"أنت تتكلم مع الملك يا هذا!"
*
فيلكس الصغيرالكلمات لديها قوة يمكنها بدأ علاقات أو إنهائها، يمكنها أن تجرح أو تشفي... قرأت لي ماما هذا في كتاب حول علم النفس و لسبب ما علقت الكلمات في دماغِ.بدت شاعرية ليست مملة مثل كل شيء قرأته حتى الآن.
"أمي؟" صوت فتاة في الرواق جعلني أخرج من غرفة في فضول.
"أمي؟" استمرت الفتاة صاحبة الشعر الأحمر كالطماطم بالصراخ لكن أمها لم تظهر كما تفعل أمي حين أنادي عليها...
"مرحبا هل أنت تائهة؟" سألت بهدوء كي لا أفزعها.
"نعم." أجابت مبقيتا مسافة كبيرة بيننا و قد إنحنت لي مما يعني أنها تذكرني و لسبب ما هذا أسعدني.
"والدتك هي ماري مالوفر صحيح؟ لقد إلتقينا من قبل." هذا جعلها تبتسم هي الأخرى.
"نعم أنا كوزيت." أجابت ببساطة فإبتسمت لها و ابتسمت لي و شعرت بشيء كالفراشات في بطن...
ربما كانت ستكون هذه بداية قصة حب عظيمة مثل روميو و جولييت دون كل الدراما لكن السيدة ماري ظهرت بعدها مباشرة." كوزيت! لقد أقلقتني عليك." أخبرت ابنتها و هي تحضنها.
" أنا بخير." أكدت كوزيت التي تختنق من قوة العناق.
"فليكس هل وجدتها! يا لك من بطل!" شعرت بخدي يجتعلان و لاشك أن وجه صار أحمر كشعر كل من ماري و إبنتها.
بطل...
*
كوزيتيبدو أن صديق ماثيو نادرا ما يأتي إلى المنزل فلوكاس الصغير يفعل كل شيء هنا من طبخ، تنظيف و بقية الأعمال المنزلية.
"دعني أساعدك" إقترحت عليه للمرة العاشرة هذا اليوم لكنه دائما ما يجيب بالنفي. لا يهم رأيه هذه المرة فأنا أكبر منه! و لقد مللت من الجلوس دون فعل شيء.
متجاهلتا معارضات هذا القزم اللطيف بدأت في غسل الأطباق.
"لا يجدر بك فعل هذا يا آنسة." سمعته يزن.
"لماذا لأنِ نبيلة؟" سألت بهدوء كي لا أخيفه.
"لا لأنك ضيفة هنا." كانت إجابته.
أنت تقرأ
إغتيال الأمير الوسيم {1}
Humorأبي...أنا لا اريد الزواج من سمو الأمير ماركوس." عندما لم يقل احدهما اي شيء واصلت الحديث برأس مرفوغ:"لا أريد ان اكون سجينة، لا اريد ان اتشارك زوجي مع أحد و لا اريد.." "هذا الكثير من لا اريد يا عزيزتي." قاطعن أبي بلطف قبل أن يسأل:" ماذا تريدين؟" أجب...