الفصل السابع عشر

1.2K 118 47
                                    

*
كوزيت

"جينيت حامل!" صرخ ماثيو، نحن في حديقة منزلنا لأن هذه المحادثة غير سابقاتها و لو اضطررت للبكاء لا أريد أن يحدث هذا أمام كل خدم القصر...

"نعم هي كذلك كف عن تكرار نفس الجملة مرارا و تكرارا." لا أريد سماعها مجددا، تلك العاهرة حامل و ماذا في الأمر؟ طفلها سيظل البديل حتى لو ولد أولا! سيبقى إبن محظية لا غير، أعرف كل هذا لكن مازال الألم لا يغادرني.

ملامح ماركوس حين وصله الخبر كيف أسرع لحضن تلك القروية... سأقتلها لا سأقتله بل سأقتل كلاهما!

"سنجد حلا." حاول ماثيو إقناع نفسه أكثر من إقناع.

"ما هو الحل قتل الطفل؟" هذا جعل أخي يبتسم و لا أعرف ما الذي يخيفني أكثر هو أو نفسي.

"بل نسرقه." إنتظرت كي ينهي شرح خطته المجنونة كي أتذمر لكنه لم يفعل...

"ماذا تقصد نسرقه؟" سألت مقطبتا حاجبي، أبي يقول أن هذا يجعلني أشبه أمي و لكن أعلم أنها كذبة، الشيء الوحيد الذي أتشاركه مع والدتي هو شعرها الأحمر و هو شيء يملكه ماثيو أيضا.

"ندعي أنك حامل نرشِ طبيبا ما و في يوم الولادة نقول أن طفل جينيت مات بينما نأخذه مكان طفلك الخيالي! " أعلن محركا يديه بحماس.

"هل فكرت بكل هذا الآن؟" وجدت نفسي أتسائل لأن التركيز على أمور سطحية كهذه قد تجعلني أنسى عما نتكلم الآن.

تفريق أم عن طفلها و تربية رضيع ليس ملكي ليصبح الملك التالي فور أن أغتال والده، تذكرت مقولة العجوز و نعتها لي بملكة الدماء ققط لإقناع نفسي أن هذا قدري و هذه الطريق مرسومة لي منذ البداية و ربما هي كذلك.

"نعم." أجاب ببساطة كما لو أن ما فعله ليس بالشيء الصعب.

"حسنا إذن أنا حامل." ابتسمت حين كشر أخي أسنانه المثالية.

*
ماركوس

عندما علمت أن سأصبح أبا ظننت أن هذا الخبر هو أكبر صدمة حدثت لي لكن كنت مخطئا فها هي ذي كوزيت أمام تبتسم و تعلن أنها حامل هي الأخرى!

"أخبرتني الحكيمة صباح اليوم." شرحت واضعتا يدها على بطنها لتأكد الوضع.

بلعت ريقي ثم قبلة جبينها مهنئا كلانا، و هذا حقيقي سأصبح أبا لطفلين في آن واحد! صورة حشد المتمردين عادة إلي كتحذير مخيف.

لا أريد أن يلد طفلي ليحتقروا و يكرهوا، أريد لهم حياة طبيعية تخلو من المشاكل لكن مهما تمنيت ذلك لهم سيتحقق عكس رغبة بالكامل.

سيكون طفل أو طفلة كوزيت حفيد الوزير الأول و ولي العهد من بعد، سيضطر لحمل مسؤولية ضخمة في سن صغير مثل و ربما سيحتقره شعبه كما يفعل سكان المملكة مع حاليا.

أما صغير أو صغيرة جينيت سيكون إبن المحظية المتهمة بجريمة تسميم ولي العهد و سيحتقر و يرى أخوه يعامل أفضل منه و يا إلهي لا أريد أطفالا! لا أريد أن اقلق عليهم و أهتم بهم و أكون هنا لأجلهم.

كل ما أريده هو أن أكون...حرا.

*
كوزيت

عانقتني كلارا و هي تصرخ بسعادة فور سماعها بخبر حملِ عكس لونا و التي لم تصدق كذبة بتاتا. لا ألومها هي التي كانت ترافقني عند الحكيم كل يوم لأسابيع و النتيجة نفسها.

"هذا سيء للغاية و خطر أيضا." قالت بلطف كأم تحاول إقناع ابنتها أن لا تقص شعرها الطويل لكن لست طفلة و لونا ليست جبانة لقد خانت زوجها الجنرال لتدخل في علاقة مع حارس و تخلت عن مكانتها الإجتماعية لتعيش كمرافقة! هي آخر من يجدر به تقديم نصائح حول أمور كهذه.

قررت لعب دور الحمقاء قائلتا:"لا أفهم ما تعنينه." هذا الخيار جيد لكلانا، أنا سأرتاح من الأسئلة المتكررة و ضمير لونا لن يأنبها على شيء سأرتكبه أنا.

"ماذا ستسمينها لو كانت فتاة؟" سألت كلارا و قد عادت من الحمام، لم أحتج إلى التفكير حتى فقد خرج الاسم تلقائيا من فم:" ماري."

"على اسم والدتك! السيدة مالوفر كانت لتفخر بك للغاية، ابنتها الصغيرة تصبح أم ولي العهد هل تصدقين؟"أردت إخبار كلارا أن أمي لن تكون سعيدة بالشخص الذي أصبحت عليه اليوم. حسب ما حكاه لي والدي و حتى ماثيو ماري مالوفر كانت إمرأة بريئة، صادقة، محبة و طيبة.

كلها صفات بعيدة كل البعد عن ما أنا عليه خبيثة، كاذبة،حقودة و شريرة.

*
ماركوس

تم إخراج جينيت للحديقة الملكية كون أشعة الشمس مفيدة لصحة الطفل أو هذا ما قاله الحكيم، شيئا فشيئا بدأت حبيبة بالعودة لحياتها الطبيعية كما لو أن تهمة تسميمها لي لم تكن موجودة من الأساس و بعد ما رأيته رفقة توم و جاكلين أعرف أن هناك آلاف الأشخاص المستعدين لقتل فور أن تسمح لهم الفرصة، و ربما لهذا أنا هنا مع جينيت اليوم أشاهدها تقطف الأزهار بسعادة اشتقت لرأيتها تنبع منها.

"هل تظن أن الطفل صبي أم فتاة؟" ابتلعت شهيقا طويلا فور ذكرها للطفل، لا أريد أن أكون وقحا أي نوع من الآباء قد يكره إبنه الذي لم يلد بعد؟

"هذا لا يهم." كذبت، لا يسمح للفتيات بتولي العرش كونهن... فتيات و هذه قاعدة أخرى أعمل على تغييرها و من يعلم ربما فور صعود على العرش ستكون المساواة بين الجنسين الذكر و الأنثى قد تحققت.

إغتيال الأمير الوسيم {1}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن