الفصل الثالث و الثلاثين

942 108 45
                                    

*
كوزيت

بدا ماثيو مضطربا حين أتى لزيارة و قد سمعت أنه كان في مكتب ماركوس لساعة كاملة قبل قدومه إلى هنا، ماذا يجري من وراء ظهري؟

"أبسق الخبر و خلصني!" قلت بإنزعاج و توتر.

"لا يمكنني إغواء جينيت." أجاب ببطىء شديد و هو يفرك شعره بحدة مما يعني أنه يعصر مخه لإخراج فكرة ما. يا إلهي هل كشف أمره؟

"و لما هذا؟" نبرة قلت حدتها الأولى لكن نظرات لم تخلو من التحذير.

"إنها أختي...أختنا." في البداية ظننت أن لم أسمعه جيدا لذا إكتفيت بتكرار كلماته كالببغاء:"أختنا؟"

"والدها أخبر ماركوس بالأمر." أخبرني ماثيو و هو الآخر تبدو عليه الحيرة.

"إنه يكذب!" صرخت تاركتا الغضب يسيطر علي كي لا أغرق في بحر من الشك و خيبة الأمل.

"لماذا قد يكذب حول شيء كهذا؟ ماذا سيتفيد و قد صارت ابنته ملكة." كلام أخي صحيح لكن أرفض قبول هذه الحقيقة، لا يوجد أي صلة دم تربطني أو ماثيو بتلك الفتاة!

لم أستوعب الأمر حين طلب مني ماثيو أن أهدىء و لم أستوعب الأمر بعد خروجنا من الغرفة و جلوسنا في طاولة واحدة معها.

جينيت، إبنة التاجر جينيت، حبيبة ماركوس جينيت، الملكة جينيت تشكلت أنا و هي في بطن واحد! ألف سؤال و سؤال يدور في ذهني: لماذا قد تخون أمي أبي مع تاجر من عامة الشعب؟ و كيف إستطاعت إبقاء الأمر سرا على الجميع طول هذه السنوات؟

*
ماركوس

كوزيت تعلم رغم أن أوصيت ماثيو بإبقاء الأمر سرا بالطبع سيخبر أخته العزيزة، يمكنني معرفة ذلك فور رأيتِ لوجهها أثناء جلوسنا لتناول العشاء، مزيج من الغضب و الحيرة كما أنها لم تتوقف عن النظر إلى جينيت كل خمس ثوان.

"لقد شبعت." أعلن فيلكس،من قوانين القصر السخيفة أن يطلب الأفراد الجالسين مع الحاكم الإذن منه قبل مغادرة مائدة الطعام،عادة ينتظر الجميع أن أنتهي من طعام لكن أخي الصغير أهمل هذه القوانين أو ربما فضل أن يتجاهلها الليلة.

"فيلكس!" وبخت أمي لكن دون جدوى ابنها غادر بوقاحة بالفعل.

"أنا أيضا فقدت شهية، مولاي؟" طلبت كوزيت الإذن بالمغادرة لكنها نهضت من كرسيها بالفعل و أشك أنها قد تجلس لو أمرتها بذلك.

"مر على مكتب الليلة، أريد أن نكمل عمل البارحة." قلت دون تفكير لكن هذا جعل الرؤوس تدور في ناحيتنا.

إغتيال الأمير الوسيم {1}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن