فصل الثاني و الثلاثين

1K 105 85
                                    

*
جينيت

"كم غرفة توجد في القصر؟" سأل لوكاس و السعادة بادية على ملامحه، لم يتوقف عن التحديق خارج العربة و طرح الأسئلة منذ أن أخبرته برغبة في أخذه معي للقصر ريثما يعود والده.

"هناك حوالي ألف غرفة." أجاب فيلكس بدلا مني و من الجيد أنه لم يمانع قدوم لوكاس معنا لكن لا أدري حول أمي في القانون و ماذا ستفعل عندما تسمع بالخبر.

"هل أنت بخير؟" سأل فيلكس و لاشك أن وجهي شاحب للغاية فلم أنم جيدا ليلة أمس بعد ما حدث مع ماركوس و كوزيت بل لأكون صادقة لم تمر علي ليلة واحدة جيدة في ذلك المكان.

"أنا بخير !" أجبت الأمير بإبتسامة عريضة، لا أريد إزعاجه بهموم فهو دائما ما كان يساندني قبل أن أصعد على العرش حتى.

*
ماركوس

هناك كلمة واحدة لوصف ماري مالوفر إنها مثالية، لو كانت شخصية رواية ما لكانت بطلة القصة.كانت فارسة رائعة و آنسة نبيلة محبوبة من قبل الكثيرين رغم حبها الشديد للدراما لكن أهم شيء كانت أما جيدة أو هذا ما ظننته....

كنت و فيلكس مهووسين بها رغم أن حاولت إخفاء مشاعري بالتصرف بفظاظة و بالنظر للأمر الآن أظن أن والدي نفسه كان معجبا بها بل ربما كان ليتزوجها أوو يجعلها محظية له لو لم تكن متزوجة حين تعرف عليها لكن كل هذا لم يمنع أمي الملكة من مصادقتها.

قبل أن تكون مالوفر كانت تعرف بماري جينيافي أسرة نبيلة لكن غير مقربة من العائلة الحاكمة كثيرا، زواجها من الوزير الأول للملك فتح لها أبوابا كثيرة و كان لديها كل شيء أو على الأقل بدا و كأن لديها كل شيء فلما قد ترمي بحياتها المثالية من أجل القيام بعلاقة مع تاجر فقير؟ و كيف طاوعها قلبها أن تتخلى عن طفلتها الغير الشرعية.

مهما حاولت حل هذه العقدة يصيبني الصداع! هل يجب علي إخبار كوزيت؟ لها الحق أن تعرف أن لديها أخت لكن علاقتها مع جينيت سيئة و هذا منطقي... ماذا عن ماثيو؟ هو شخص عاقل و قد يتفهم الوضع و ربما يساعدني في حل هذا اللغز.

نعم سأخبر ماثيو.

*
كوزيت

أظن أن هذا الطفل الذي في بطني يحب والده كثيرا، كل مرة أحاول قراءة كتاب حول السموم أو التخطيط لإغتيال ماركوس يبدأ الوحش الصغير بركل بعنف.

"أيها الخائن الصغير أنا أفعل هذا من أجلك لذا توقف عن مقاطعت!" وبخت كما لو أنه قادر على سماع.

"مع من تتكلمين؟" سألت لونا حاملتا صينية الشاي إلى الغرفة.

"نفسي،كيف الحال؟" شاهدتها تضع الأطباق أمام قبل أن تجلس بجانب لنحتسي الشراب الساخن سويا، من كان يتخيل أنها ستتخل عن لقبها و حياتها كنبيلة من أجل الحب...

"كيف حال جون؟" سألت من باب الفضول لا غير، سيكون محرجا أن ينفصلا عن بعضهما البعض بعد كل ما مرت به المسكينة.

"إنه جيد! هو و الملك أصبحا مقربين جدا و أنا فخورة به للغاية." أجابت و عينيها يلمعان ربما بسبب الإضاءة هنا.

يمكنني تحطيم سعادتها و إخبارها أن السبب الوحيد لكون حبيبها الجندي مقربا من الملك هو صراعه مع أخيه فيلكس لكن فقط شخص سيء قد يفعل شيئا كهذا...

*
جينيت

عندما تأكدت أن لوكاس قد وجد غرفة مريحة له وجدت نفسي أتفادى لقاء ماركوس، لا أعلم ماذا سيحدث حين أراه في مائدة العشاء الليلة ربما سأبتسم و أتظاهر أن لم أسمع ضحكات كل منه و كوزيت في منتصف الليل أو ربما سأنفجر و أغضب لبعض الوقت.


حين كنت شاردة في تفكير بكل هذه الإمكانيات إستضمت بماثيو، مجددا! و كالعادة تمكن من إلتقاط قبل أن أسقط و أتأذى.

لا أريد لوم حمل لكن أنا حقا أتحرك كالكرة هذه الأيام.

"جينيت جينيت جينيت دائما عقلك في السحاب كما أرى." قال مكشرا على أسنانه البيضاء، إنه يبدوا كالذئب...ربما لو كنت ملكة حقيقة لوبخته أو رميته ليتعفن في السجن لكن هذا يبدو غير عقلاني لا يمكنني إيذاء أي أحد مهما حصل و خاصة لو كان الفرد من المالوفر.

"شكرا على مساعدتك." إكتفيت بقول هذا ثم الإنصراف كما لو أنني في عجلة من أمري.

*
ماركوس

كيف تخبر أحدهم بأن لديه أخت لم يسمع بها من قبل؟ لاشك أن فيلكس كان ليجد جوابا على سؤالي هذا.

عندما دخل ماثيو لمكتب ترددت قليلا، ماذا لو خرج الموضوع عن السيطرة و وصل إلى جينيت؟ فقد أصر والدها على إبقاء الأمر سرا عنها،المسكينة سيكسر قلبها لو إكتشفت أن والدتها عاشت حياة نبيلة مع عائلة أخرى... أطفال آخرين.

"هل طلبت حضوري يا مولاي؟" أشرت إلى الكرسي الذي بجانبي كي يجلس عليه ماثيو و بالفعل فعل، ثقته الزائدة و كيف يتحرك كما لو أنه أعلى من الجميع حتى مني أنا الملك نفسه تجعل الحديث معه يبدوا أصعب مما تصورت.

"كيف كانت علاقتك مع المرحومة والدتك؟" من الواضح أن سؤال هذا فاجئه قليلا لكنه أظهر مهارة مخيفة في الرد ببرود:"كانت جيدة." جيدة ليست أفضل خيار لوصف أمك الراحلة لكن ماذا نتوقع من مالوفر؟

إغتيال الأمير الوسيم {1}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن