الفصل عشرين

1.1K 118 25
                                    

*
كوزيت

الملك رحل، العرش فارغ و التمرد قائم و مع هذا جينيت تأخذ كل وقتها للحاق بي كما لو أنها حامل في الشهر التاسع لا الثالث.

"من هنا!" أشار فيلكس إلى الممر الأيسر و كنت مخطئة بشأن الأمير الرقيق الذي إعتاد أن يكون ظل أخيه طوال الوقت... تبين أنه قوي كفاية للصمود في وجه ألم فراق والده أو على الأقل تأجيله لوقت لاحق.

"توقفوا مكانكم!" صرخ جندي مسلح و أقسم أن وجهه مألوف ربما إلتقيته من قبل و ربما هو من خدم الشخصيين هذا لا يهم فالسيف الذي في يده و الحقد الذي في عينه جعلا منه عدوا الآن.

"ماذا لدينا هنا." هذا الصوت... الجنرال.

"الأمير الشاب، زوجة ولي العهد و محظيته أيضا! العائلة كلها هنا." بصق المجنون و هو يحدق بنا كغنيمة و ربما في عينيه نحن كذلك.

"خائن! بعد كل ما فعله والدي من أجلك..." صرخ فيلكس قبل أن ينقض على الجنرال بكل قوته و أردت إيقاقه من خوض هذه المعركة الحاتمة. علينا الخروج من هنا، طلب الدعم من الممالك الوفية لنا ثم معاقبة الخونة هذه هي الخطة التي تجاهلها أخي في القانون حين رمى نفسه في فخ العدو.

الجنرال وحش كاسر كبر في وسط المعركة، مهاراته تفوق فيلكس كما أن المزيد من الحراس بدأوا بالتجمع من حولنا و علي التصرف بسرعة، علي إخراجنا من هنا، علي..

"لا تلمسني!" ترددت صرخت جينيت في رأسي عدة مرات قبل أن قررت الإلتفات و ها هي ذي تحاول الهروب من قبضة أحد الرجال بينما يركز فيلكس على قتال الجنرال وحده.

"أبعد يدك عنها يا هذا!" رميت حذاء (الشيء الوحيد المتوفر حاليا) في وجه الرجل.أقسم أن أردت أن أضرب الجندي لكن الرماية لم تكن أبدا مجال قوة لهذا بدل الخصم وقع سلاح الطائر في وجه جينيت مباشرة.

*
ماركوس

كانت غرفة جينيت فارغة حين وصلنا إليها مثل قلبي تماما، ظلام مخيف أحاط بي و أعلم أن سأغرق فيه لو توقفت عن إشغال نفس بالتفكير.

"ماذا نفعل الآن؟" سألت لونا في إنتظار جواب مني لكن أنا نفسي ضائع لا أعلم ماذا أفعل و كيف سأتقدم بعد هذا.

"عليك الخروج من هنا لا أشك أن نبلائنا المخلصين قد أوصلوا خبر التمرد للدول الحليفة كل ما علينا فعله هو البقاء على قيد الحياة حتى يصل الدعم، سأجد كوزيت و البقية لاشك أنهم لم يبتعدوا كثيرا." بدا عليها التردد للحظات لكنها سرعان ما عارضت أوامري:"لا!"

"لا؟" سألت مستغربا من جرئتها.

"أنت الحاكم الحالي! الملك فارقنا، الأمير فيلكس مفقود و  لا أثر لكل من كوزيت و جينيت بطفليهما لو حدث لك شيء ستهلك المملكة." لا أعرف ما هو الأسوء أن كل مخاوف تحققت و ها هي ذي كل المسؤولية تسقط على عاتق أو أن لونا من بين الجميع هي التي جعلتني أفهم هذا.

سمعت خطوات تتقدم نحونا فأسرعت بالخروج من هنا قبل أن أغير رأيي،حسب ما قالته لونا جميع المخارج مغلقة ما عدا ممرا في المطبخ.

"من هنا!" تجاهلت الخراب من حول و تبعتها إلى المخرج.

*
جينيت

لا نستطيع الحصول على كل شيء في الحياة أعلم هذا جيدا لطالما علمت هذا لكن ماركوس منحني كل ما حلمت به و أكثر! الحب، المال و نوعا ما السلطة...

صرت محظية أمير حاملة بإبنه لكن تفكير لم يتغير، بقيت إبنة التاجر جينيت، القروية جينيت و طفلة العاهرة جينيت!

ربما الجميع كان على حق و هذه الزنزانة العفنة ستكون نهاية لكن ما ذنب هذا الطفل الذي في أحشائي؟

"هل تظنون أنهم سيقتلوننا الليلة." سمعت كوزيت تقول و ليتهم لم يجعلونا نتشارك زنزانة واحدة فبرودة أعصابها ستجعلني أجن!

"توقف عن هذا الكلام ألا يكف أنه بسبب ضربك لي بحذاء لم أستطع الركض و قبض علي." صرخت مما جعلها تبتسم فقط... يا إلهي لقد جنت.

"توقف عن الكذب كلانا نعلم الحقيقة بحذاء أو بدونه ما كنت لتقدر على الفرار من الجنرال و رجاله." أكره نبرة صوتها الساخرة و كيف تستخف بي بسهولة، أنا التي إستطعت الفرار من حفرة لعينة بمفردي.

"إنهضا!" أمر أحد حارس من خلف القضبان، هذه هي نهاية إذن... أريد أن أعيش آخر لحظات حياة و أنا راضية عن نفسي لهذا حاولت التفكير بالأمور الجيدة التي عشتها مع أبي، أوقات البسيطة في القرية و صديقات الذين لا يشبهون سيدات البلاط الماديات في شيء...حتى ذكريات مع ماركوس أو ما كان عليه في السابق كافية لجعل ابتسم.

*
كوزيت

تم جر كل منِ، فيلكس و جينيت نحو حديقة القصر حيث وجدنا حشدا غاضبا من عامة الشعب و الرجال المسلحين على رأسهم الجنرال.

"هذا هو الوقت لكي تسقط العائلة الحاكمة! بشنق هؤلاء الظالمين سنتحرر!" صرخ الوغد كما لو أنه لم يعش في رفاهية مثلنا كما لو أنه لم يأكل و يشرب معنا...

بينما جر الحرس فيلكس نحو المشنقة بدأت جينيت بالتوسل لحياة طفلها الذي لم يولد بعد لكن كل ما إستطعت التفكير به هو كيف سيكون سخيفا أن يذكرني التاريخ كزوجة ماركوس، الأميرة التي لم تصبح ملكة بسبب شنق الشعب لها...

إغتيال الأمير الوسيم {1}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن