الفصل الرابع عشر

1.5K 145 62
                                    

*
كوزيت

بحثت في عيون الممرضة عن فرحة أو صدمة لكن لا شيء :" آسفة سموك لكن لست حاملا كما قلت البارحة." صرحت الممرضة بإنزعاج.

"و قبل البارحة و بارحة البارحة." قالت لونا و هي تساعدني في النهوض من سرير المرضى.

"لا أفهم كيف لم أحمل بعد!" صرخت فأسرع الحكيم بالشرح :"سموك هذه الأمور تحتاج إلى الوقت."

"هيا بنا فكلارا تنتظرنا." أخبرتني لونا و هي ملتصقة بيدي بإحكام كما لو أن سأقع لولاها و ربما سأفعل.

خرجت من غرفة الحكيم للمرة التاسعة هذا الأسبوع برفقة لونا و خيبة الأمل تحيط بنا كهالة سوداء.

"هل من نتيجة؟ " سألت كلارا فور وصولنا، نفيت برأسي قبل ان أجلس بجانبها.

"كل شيء سيكون بخير يا عزيزتي."طمأنت لونا بحنان، ابتسمت برفق لها رغم العاصفة التي بداخلي، ماذا لو لم أحمل إطلاقا؟

"ما رأيك؟" رفعت رأسي لأرى صديقتي ينتظران ردا مني.

"لم أكن معكما ماذا سألتما؟"  أخرجت كلارا شهيقا طويلا بينما ابتسمت لونا و شرحت لي الوضع:" كلارا تعرف طبيبة اعشاب في المدينة ربما تساعدك في موضوع الحمل هذا."

"مشعوذة؟! " صرخت فأسرعت كلارا في اخراسِ:"ليست مشعوذة بل سيدة خبيرة في أمور كهذه."

نظرت إليها بتردد مما جعل لونا تقول:" والدة جون ذهبت لرأيتها ثم حملت بإبنها الوحيد إنها حقا موثوقة." لا أريد من ابني أو ابنتي المستقبلية أن يكونا كجون وجه النحس....

"حسنا. " استلمت كالعادة، في النهاية ليس لدي ما أخسره.

*
ماركوس

" لقد طلبت الآنسة جينيت رأيتك... مجددا." هذا كان أول ما قاله لي فيلكس حين رأيته صباحا.

" حسنا سأراها بعد عودة من المخيم علينا منح الجنود أجورهم فالتمرد ارتفع للغاية." كذبت، آخر ما افكر به الآن هو الجنود كما أن اتهرب من جينيت منذ أيام الآن و أعلم أن حبسها في غرفة حتى يقرر أهلي طردها هو أسوء قرار اتخذته حتى الآن لكن لا يمكنني رأيتها ليس الآن... ليس بعد أن خنتها.

"أخي..." لم أدع فيلكس ينهي نصيحته المزعجة و ركضت خارج القصر و نحو المدينة حيث يمكنن الهرب من كل شيء.

*
كوزيت

كزوجة ولي العهد يجدر بي طلب الإذن من الملكة قبل مغادرة للقصر، لا امانع فعل ذلك فوالدة ماركوس كانت و لازالت تعاملني بلطف و رغم أن لا أذكر الكثير عن والدة إلا أن متأكدة أنها صادقت الملكة في شبابها.

"تريدين مغادرة القصر لزيارة صديقتك؟" لم تتعب الملكة نفسها لكي تتظاهر أنها صدقت عذر السخيف لكن تمسكت بحجة فلا يمكنني إخبارها أن سأزور مشعودة!

"نعم مولاتي." أجبتها بهدوء، نظرت إلي لدقائق قبل أن تركتني أذهب شرط أن لا أتأخر في العودة.

إرتديت معطف الأحمر و ركبت العربة مع كلارا و لونا، كلاهما متحمستان للخروج إلى المدينة في هذه الساعة المبكرة لكن لا شيء جيد يوجد في المدينة....مجرد جنود متمردين و شعب سخيف يخضع لماركوس و عائلته.

*
ماركوس

هناك شيء سحري بالأسواق يجعلني أشتري كل شيء تقع عليه عيني، خاصة الطعام! كأمير عاش في القصر لسنوات كل هذه المأكولات السريعة تجعل لعاب يسيل.

"هل سمعت أن حبيبة الأمير قبض عليها؟" توقفت في مكان قرب المقهى حيث كان هناك رجلين يتحدثان بجدية.

"ذلك المغفل لا يهتم إلا بالنساء، كل يوم نسمع عنه فضيحة." قال أحد الرجلين بسخرية.

أخذت نسفا عميقا ثم توجهت للجلوس معهما.

*
كوزيت

"دماء! ملكة الدماء." صرخت العجوز فور أن وضعت قدمي في منزلها، كنت أعلم أن هذه فكرة سيئة.

"ماني هذه أنا لونا،أنظري لقد أحضرت صديقة معي هذه كوزيت." لم تنظر المشعوذة لصديقة حتى بل لم تبعد عينيها المخيفتين عني حين قالت:" أنت ستجلبين معك الموت بينما تحاولين إيجاد الحب، ستخسرين و تخسرين ثم تكسبين لكن لن تكتف بذلك لأنك طماعة و متعطشة لكل شيء. و هو هو! سيأذيك بقدر ما ستأذينه و لن يجد أحدكما السعادة مطلقا."

بلعت ريق، كذب كل ما تقوله هذه المجنونة هو كذبة سخيفة لكن كلماتها ترفض الخروج من رأسي ستجلبين معك الموت بينما تحاولين إيجاد الحب، ستخسرين و تخسرين ثم تكسبين لكن لن تكتف بذلك لأنك طماعة و متعطشة لكل شيء. و هو هو! سيأذيك بقدر ما ستأذينه و لن يجد أحدكما السعادة مطلقا.

"ماني ماني!" إستغرق دماغ مدة طويلة قبل أن يستوعب سقوط ماني أرضا و صراخ لونا طالبة النجدة.

*
ماركوس

أقسم لكم لم أرد بدأ عراك مع رجلين غريبين يكرهانني... لكن حدث ما حدث، جلست هناك و دردشنا قليلا لكن حين أهان المغفل كوزيت قائلا أنها طماعة و نعم هي كذلك لكن فقط أنا و من تحب يمكنهم نعتها بهذا!

لكمة واحدة أدت بتكسير كرسي ثم طاولة و ها أنا ذا أقف أمام رجل مشوه.

"مجنون! ستقاض على فعلتك هذه!" سمعت صاحب المقهى ينبح، و لم أرد فعل ذلك، الرجل يتأوه و يدي ملطخة بدمائه و الناس تتجمع....

إغتيال الأمير الوسيم {1}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن